موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٢ يونيو / حزيران ٢٠٢٢

في الحج إلى سيّدة الجبل

في الحج إلى سيّدة الجبل

في الحج إلى سيّدة الجبل

الاب رفعت بدر :

 

أحيت كنائسنا الأردنيّة العزيزة، موسم الحج إلى مزار سيدة الجبل في عنجرة. وللتوضيح أن الحج في المسيحية هو إلى الأماكن المقدسة المعتمدة رسميًّا من السلطة الكنسيّة الرسميّة. وقد تم اعتماد هذا الموقع –سيّدة الجبل– منذ عام 2000 للميلاد من قبل الكرسي الرسولي –أو الفاتيكان- بالتنسيق مع الكنيسة الكاثوليكيّة المحليّة، من ضمن خمسة مواقع للحج في ذلك العام الفريد الذي أطلق عليه وقتها عام «اليوبيل الكبير». والمواقع الأخرى هي موقع مار الياس القريب من عنجرة، وجبل نيبو ومكاور والمغطس.

 

والملاحظة الثانية هي أنّ في المسيحية لا وقت محددًا للحج والتبرك في الأماكن المقدسة، فالمجال مفتوح على مدار العام، و هنالك مواسم وأعياد لهذه المواقع، مثل عيد المعمودية والحج إلى المغطس، في أول أسابيع السنة. وجبل نيبو في عيد النبي موسى بـ4 أيلول، وعيد استشهاد يوحنا المعمدان في مكاور في 29 آب، وعيد مار الياس في 20 تموز، وهي أعياد ثابتة سنويًا. أما عيد سيّدة الجبل فقد ابتدأنا الاحتفال به أولاً بموافقة من السلطة الكنسيّة المحليّة وكذلك الجهات المدنية الرسمية، بـ10 حزيران من كل عام، ذلك أنه كان عطلة رسمية بمناسبة عيد الجيش. وحينما ألغيت العطلة تم إقرار العيد في الجمعة الثالثة من حزيران.

 

هذه السنة، حضر ألوف الأشخاص إلى المزار في عنجرة والذي ابتدأ كونه مزارًا منذ عام 1925 مع الكاهن الراحل انجلينو فوريستو الإيطالي الذي يُعتبر المؤسّس لرعية اللاتين في عنجرة مع البطريركيّة اللاتينيّة. ومنذ عام 1970 خدم الرعية لغاية عام 2001 الأب يوسف نعمات، المتوفي عام 2009، بعد أن أنشأ بيت العناية الإنسانيّة في الفحيص للاعتناء بالأشخاص المسنين. وهو الذي منذ عام 1972 أعلن عن إنشاء المزار بحلته الجديدة، وعمل في عام 2000 على إدراجه كموقع حج مسيحي رسمي ومعتمد.

 

لقد تكافلت الجهود في إحياء هذا اليوم، من كهنة وراهبات الرعيّة من رهبنة الكلمة المتجسّد الذين سيكونون أيضًا مسؤولين روحيين عن كنيسة المعمودية في المغطس، إلى جهود وجهاء وأبناء رعية وبلدة عنجرة، إلى محافظة عجلون بكافة مؤسساتها الرسميّة، إلى وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة التي قدمت الحافلات مجانًا لنقل المصلين من وإلى مكان الاحتفال، إلى طبعًا البطريركيّة اللاتينيّة التي أصبح هذا اليوم مدمجاً على التقويم السنوي لغبطة البطريرك بييرباتيستا وللنائب البطريركي المطران جمال دعيبس الذي شارك لأول مرّة منذ تسلمه رعاية الكنيسة اللاتينيّة في الأردن.

 

وبالرغم من سير الأمور عال العال، إلا أننا مدعوون جميعًا كمشتركين بهذه الفعاليات إلى التحضير المشترك، وتهيئة أماكن أوسع لمصفات الباصات القادمة من مختلف الأنحاء، فضلاً عن غياب الإعلام المحلي وبالأخص تلفزيوناتنا الرسميّة عن الحدث، وكما نقول دائماً لا يمكن للسياحة الدينيّة أن تستقيم وتزدهر دون تضافر الجهود معًا، والاعلام ركن أساسي من أركان إبراز المعالم الهامة في بلادنا المقدّسة.