موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١٣ مايو / أيار ٢٠٢٢

في استقبال سيادة المطران جمال خضر في كنيسة الراعي الصالح

الأب حنا كلداني يلقي كلمة الترحيب بالمطران دعيبس

الأب حنا كلداني يلقي كلمة الترحيب بالمطران دعيبس

الأب حنا كلداني :

 

فيما يلي الكلمة التي ألقاها الأب حنا كلداني في قداس استلام المطران جمال دعيبس مهامه الروحيّة كأسقف مساعد ونائب بطريركي للاتين في الأردن، وقد ترأسه اليوم الجمعة 13 أيار 2022، بحضور موفد جلالة الملك رئيس الديوان الملكي معالي السيد يوسف العيسوي، وبطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا، ولفيف من الإكليروس وشخصيات مدنيّة ودبلوماسيّة ومؤمنين.

 

 

حضرة معالي السيد يوسف حسن العيسوي، رئيس الديوان الملكي العامر

مندوب جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم،

غبطة البطريرك بيرباتستا باتسابالا الموقر،

اصحاب الغبطة والسيادة والمعالي والسعادة والعطوفة، الآباء الكهنة الرهبان الراهبات،

أيها الشعب الكريم،

سيادة المطران جمال خضر الجزيل الوقار،

 

ألا ارفع يمينك وبارك شعبك، كهنة ورهبانا وراهبات ومؤمنين محبي المسيح. والذي يجمع هذه الفئات في بوتقة واحدة من حولكم في هذا اليوم السعيد ، هو جسد المسيح السري، الذي رأسه السيد المسيح، ونحن اعضاؤه. وقد أنشئ هذا الجسد-الكنيسة وتكوّن بموت الفادي وقيامته. ونحن جميعا التحمنا به في سر المعمودية المقدسة وبقية الاسرار. وانتم في اسقفيتكم صرتم خادما ورسولا لهذا الجسد السري. لقد اوصاكم السيد المسيح في خدمته، بقوله للرسل في العشاء الاخير: "اصنعوا هذا لذكري". فالقربان المقدس بين اياديكم كما هي الحال في بقية الرتب الدينية، يشير الى امتداد السر الفصحي الى حياتنا اليوم، من خلال صلاتكم ورعايتكم وخدمتكم الاسقفية.

 

وهذا ما اشار اليه سيدنا البطريرك بيرباتستا بتسابالا يوم رسامتكم، اذ قال: "عليك أن تبني الجماعة المؤمنة ابتداءً من علاقتك بالسيد المسيح، فالأسقف هو ينتمي إلى الشعب، كما أنّه ينتمي إلى الله، وهذه الوحدة ضروريّة وتأسيسيّة لكيان الأسقف ورسالته. من اليوم وصاعدًا سيكون صوتك صوت الكنيسة، ووجهك هو وجه الكنيسة؛ فليشاهد كل شخص يلتقي بك شخصًا يتكلم باسم الله".

 

كما ونرى في تسميتكم اسقفا على الاردن، وزميلكم المطران رفيق نهرا على الجليل، صورة عن حب قداسة البابا فرنسيس للأرض المقدسة، وإيلائه كل التدبير والعناية لبطريركيتنا الأورشليمية اللاتينية.

 

أرحب بكم باسم الجميع. ونقرأ  معكم شعاركم الاسقفي، الذي يحمل رسالة روحية لكم ولنا.

 

فشعاركم هو "الرحمة والحق"، وهذان لا يجتمعان إلا بعقل نير وقلب رؤوف، وهذا ما انتم عليه، بإذن الله. ونحن معكم نرى ونؤمن أن  المسيح هو الالف والياء، والبداية والنهاية، فكما يقول مار بولص: "سواء حيينا أم متنا فإننا للرب" (رومية 14: 8). وقد جعلتم باب القدس مفتوحا، وكأنكم تقولون مع فيروز: "لن يقفل باب مدينتنا فأنا ذاهبة لأصلي". والقدس هي فضاء الحب الالهي الذي ظهر في السيد المسيح.

 

اما الزيتونة، وهي رمز فلسطين، فقد اظلت المسيح ورافقته في ألامه، كما هي ترافق اليوم الشعب الفلسطيني. ودخل نتاجها من الزيت في المقُدسِات الكنسية. فغدا الزيت والزيتون صورة لرحمة الله وحبه للبشر. والسوسنة السوداء هي زهرة الاردن، فخر شيحان والشراه، وترمز الى سويداء قلبه وبياض وجهه، وصفائه وجماله، ارضا وشعبا وقيادة، وعلى رأسها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، اطال الله عمره وادام ظله. والسوسنة في الكتاب المقدس  في البعد الروحي الصوفي هي كناية عن الحب والعشق الالهي، والعلاقة الخلاصية بين الله والانسان. إذ نقرا في سفر نشيد الاناشيد: "انا نرجس الشارون، وسوسنة الاودية، كالسوسنة بين الشوك كذلك خليلتي بين البنات"( نشيد الاناشيد: 2: 1-2). وانتم بالسوسنة السوداء صار لكم اليوم عشق واحد، هو السيد المسيح بكنيسته وشعبه في الاردن، ارض المعمدان وشهداء عمان زينون وزناس.

 

ونحن جميعا، نبادلكم الحب، فليشهد السوسن والزيتون، فنحن بكم فرحون، ومعكم ماضون. وبنعمة الله وبركته، نلتف حولكم كالسوار حول المعصم، وكالرسل والشعب حول المسيح على نهر الاردن، ومثل الاثني عشر حول المسيح في العشاء المقدس.

 

أرحب بالسيدة الجليلة والدتكم أم جلال وبكل اهلكم وربعكم. فقد اخذنا منكم غصن زيتون نضر، سيدنا جمال. فعليكم منا الخلف وكل التقدير والاحترام.

 

واخيرا، اكرر وأوكد الترحيب والفرح بكم بكلمات نشمية اردنية، هي كارول علمات، وقد صفت كلماتها صفا كفسيفساء مادبا زغاريد فرح وحبور، معبرة بكل بساطة وصدق عن مشاعرنا جميعا: فكتبت: "ومن أرض القداسة، مهد المسيح ودرب الآلام وفرح القيامة، تتصاعد الصلوات والتضرّعات والتبريكات لتتعانق مع صلوات المؤمنين في أرض المعمدان ونهر الأردن، في جبل نيبو وتل مار الياس. من ناصرة البشارة تتصاعد نسمات البشرى السارة، وتتلاقى مع ترانيم السلام الملائكي في لورد ناعور وسيّدة الجبل في عنجرة الأردنيّة. نصلي من أجل أن يهبه الله القدير النعمة والحكمة في رسالته الجديدة ومسؤولياته الجسام، الروحيّة والكنسيّة والرعوية. نصلي من أجله لكي يكون دومًا تحت رعاية الأم البتول، أم الكهنة، فتغدو ملجأه الأمين في خضم هذه الحياة، لاسيما وقد نال الرسامة المقدسة في شهرها المريمي المكرّم".

 

دمتم وبوركتم وعوفيتم، ولسنين عديدة، وبارك يا سيد.