موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢١

زيارة الأردن خبرة «تفرّح القلب»

زيارة الأردن خبرة «تفرّح القلب»

زيارة الأردن خبرة «تفرّح القلب»

الاب رفعت بدر :

 

شاهدت قبل ايام إعلانا لأكبر مؤسسة للحج المسيحي في إيطاليا، وتُدعى العمل الروماني Opera Romana، تحثّ على التسجيل للمجيء إلى الأردن وقضاء رأس السنة 22 في ربوع بلادنا العزيزة. ويقول الإعلان: «لا تتردّدوا بالمجيء إلى الأردن، الأرض المقدسة، هلّموا وستعيشون خبرة تفرّح قلوبكم». وكم فرح قلبي بهذا الإعلان باللغتين الإنجليزيّة والإيطاليّة لأنه فعلاً علامة تقدير وانصاف لبلدنا الرائع.

 

ومؤسسة أوبرا رومانا من أكبر المؤسسات العالميّة لتنظيم الحج المسيحي، وهي تابعة للفاتيكان، من خلال ارتباطها المباشر بأبرشيّة روما. وفي كل عام كان ينال الأردن، وبالأخص قبل فترة الكورونا، عشرات الرحلات. وكم كنا نسمع من أدلاء سياحيين متخصّصين باللغة الإيطاليّة بأنهم «مش قادرين يلحقوا جروبات». والآن وفيما نشهد، والحمدلله، مرحلة التعافي السياحي تدريجيًّا، نجد أوبرا رومانا، التي بينها وبين وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة باع طويل من التعاون، على أهبة الاستعداد لإعادة النشاط السياحي الديني من إيطاليا الى الاردن الحبيب. وهذا يشرفنا طبعا، ويضعنا أمام مسؤوليات حسن الاستقبال وعرض صورة الأردن الزاهيّة.

 

وأوبرا رومانا هي عضو مؤسس لاتحاد مكاتب الحج المسيحيّ الإيطاليّة، وقد تشرّفت قبل عامين، مع السيد عامر الطوال، مسؤول الحج الديني المسيحي في هيئة تنشيط السياحة، بالمشاركة في الجمعيّة العموميّة للاتحاد، ووجدنا كل ترحاب وتقدير، كما وشاركنا قبل كذلك بالجمعية الفرنسيّة لاتحاد وكالات الحج في فرنسا.

 

أذكر أنه في عام 2015 دُعيت من هيئة تنشيط السياحة للمشاركة في ندوة مع أوبرا رومانا في روما، وتفاجأت بأنّ بروشوراتهم كانت: «زوروا الأرض المقدسة والأردن»، فاقترحت عليهم إزاحة حرف (الواو)، لأنّ الأردن ليس مضافاً على الأرض المقدسة، بل هو جزء لا يتجزأ من هذه الأرض، والأماكن السياحية التاريخية شاهدة على ذلك. وهكذا كان، فصرنا نجد اليوم البروشورات السنويّة والشهريّة تقول: «زوروا الأردن - الأرض المقدسة».

 

ومن المهم أن نذكر أنّ رحلات الحج منها ما هو مشترك مع الأماكن المقدسة في فلسطين، ومنها فقط للأردن. وهذه المؤسسة، تضع في كل رحلة حج كهنة متخصصين بمرافقة مجموعاتهم السياحيّة، وتربطنا معهم صداقات رائعة، ويتقنون تقديم شروحات تاريخيّة لمواقعنا الأردنيّة ويُشرفون على زيارات وفودهم، في كلّ موقع سياحي ديني، ويعرفون كل «شاردة وواردة» لدينا، وهي مؤسسة تستحقّ أن تنال التشجيع والتكريم، لأنها من كبريات المؤسسات السياحيّة التي تروّج لزيارة بلدنا الأردن.

 

بصفتي مهتما بالشأن السياحي وعضو المجلس الوطني للسياحة، تحدثت دائما مع أوبرا رومانا عن ضرورة اللقاء مع الإنسان الأردنيّ، وليس الاكتفاء بزيارة الحجر الاردني التاريخي. فصار التغيير ايضا باقامة القداديس داخل الكنائس، يعقبها لقاءات مع الناس، أي مع الحاضر الأردني. فزيارة الآثار هي زيارة للماضي، أما اللقاء مع الإنسان الأردني اليوم، فيعني الوقوف مع الحاضر الأردني المشرّف، وهو مصدر فرح وسرور للسائح الضيف. لذلك، لا تتردّد أوبرا رومانا من القول أنّ زيارة الأردن «تدخل الفرح الى القلوب»... قلوب الضيوف بلا شك، وقلوبنا كمضيفين أيضا، بتشكيل صداقات جديدة مع ابناء الكوكب الانساني الواحد.

 

أخيرًا، أكتب هذا المقال في طائرة الملكية العائدة بي من فرانكفورت إلى عمّان، ولمّا كانت الطائرة قد تأخرت يوما واحدا بسبب إضراب جزئي في مطار فرانكفورت، فقد تم جمع ركاب يومين في رحلة واحدة، وكم سررت برؤية 3 مجموعات سياحيّة قادمة إلى الأردن من ألمانيا، على متن طائرة واحدة. وأخبرني مسؤول إحداها بأنهم سيقيمون أسبوعين كاملين في الأردن. إنّ هذا مشرّف جدًا، ويتطلب في الوقت ذاته أخذ الاحتياطات الصحيّة الضروريّة، لكنّه يُبشّر بمواسم سياحيّة تفرح القلوب بإذن الله. وكما تقول الاغنية على متن الملكيّة: ياللا عالأردن!