موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٧ أغسطس / آب ٢٠٢٠

راهبات الأم تريزا: 50 عامًا في الأردن

راهبات الأم تريزا: 50 عامًا في الأردن

راهبات الأم تريزا: 50 عامًا في الأردن

راهبات الأم تريزا: 50 عامًا في الأردن :

 

تتواجد مرسلات المحبّة –أو راهبات الام تريزا- في الأردن منذ يوم 16 تموز عام 1970. من خلال جمعية «دار السلام» التي تُعنى بالأشخاص المُسنين وبذوي الإعاقة، إضافة إلى «بيت المحبّة» في الرصيفة الذي يُعنى بالأشخاص ذوي الإعاقة الجسدية والعقلية منذ 28 كانون أول 1986، إضافة إلى قيام الراهبات بمهمات رعوية واجتماعيّة في رعيّة اللاتين في ارميمين منذ 6 حزيران 2008.

 

نعرف الأم تريزا، بنت القرن العشرين، وابنة ألبانيا موطنها الأصلي، والتي أسّست رهبنتها في كلكتا في الهند منذ عام 1950 التي ما زالت تقدّم رسالتها الأساسيّة على العنايّة بالأطفال المشردين والعجزة. ويبلغ اليوم عدد الراهبات 5000 راهبة تقريبًا، منتشرات في أكثر من 120 دولة في العالم. وتقدّم الراهبات خدمات جليلة في فلسطين، وتحديدًا في القدس وبيت لحم وغزة ونابلس. ولقد تماهى اسم » الام تريزا» مع العمل الخيري، حتى انه اصبح دارجا القول لأي شخصية تعمل في العمل الانساني النبيل: انّها مثل «الام تريزا».

 

وفي الأردن، نحيي هذا العام الذكرى الخمسين على تواجد الراهبات المصليات أولاً، والعاملات ثانيًا في خدمة الإنسان الأردني المتألم، وبالأخص الإنسان الفقير الذي لا يجد له معينًا في الحياة. ويعرف القريب منهنّ كيف أنّ قبول شخص مسنّ جديد يتطلب إجراءات أوليّة، أهمّها زيارة المسنّ في مكان إقامته للتأكد من أنّ وضعه فقير، ولا أحد يهتم به، لكي يكون للخدمة معنى إنساني مضاعف: خدمة الأكثر فقرًا وحاجة.

 

وبعد نصف قرن من العطاء في بلدنا الحبيب، نستذكر الزيارة التاريخية التي قامت بها الأم تريزا، والتي أعلنت قديسة باحتفال مهيب في أيلول 2016، حيث زارت المملكة في تشرين ثاني من عام 1982، والتقت وقتها الملك الحسين بن طلال رحمه الله، والملكة نور الحسين في قصر البركة بعمّان. وبعد ثلاثة أيام، ذهبت برفقة المطران سليم الصايغ لتطمئن على أديرتها في القدس وبيت جالا وبيت لحم ونابلس وغزة.

 

وفي عيد الاستقلال عام 2012، أنعم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظّم بوسام الحسين للعطاء المميّز من الدرجة الثانية لجمعية دار السلام للعجزة التي تديرها راهبات الأم تريزا مرسلات المحبّة، نظرًا لجهودها الإنسانيّة النبيلة، وتسلمته آنذاك الراهبة ماريا اريليه كاروغاتي.

 

لا يختلف اثنان في المملكة على الدور الريادي الإنساني الاستثنائي لراهبات الأم تريزا في الأردن، ولا نستطيع أن نحصر الرسالة المقدّسة لهنّ ببضعة أسطر، ولكن دعونا باسم كل النزلاء الذين أمضوا وقتًا في أحد بيوت الراهبات في الأردن والأرض المقدسّة، وباسم أهاليهم الذين وجدوا في تلك البيوت مكانا دافئا لذويهم، وباسم كلّ من وجد في التطوّع مع الراهبات طريقا لعمل الخير المجاني، نقول للراهبات: شكرًا وإلى الأمام كامتداد لعمل الام تريزا، وكشاهدات للمحبّة والرحمة والسلام في عالم اليوم.