موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١١ مايو / أيار ٢٠٢٢

جائزة الطريق إلى السلام.. هاشمية

جائزة الطريق إلى السلام.. هاشمية

جائزة الطريق إلى السلام.. هاشمية

الأب د. رفعت بدر :

 

ليس جديدًا على الملك عبدالله الثاني ابن الحسين أن ينال جائزة رفيعة، لجهوده في تشجيع الحوار والوئام بين الأديان، وتعزيز فرص تحقيق السلام واستقبال اللاجئين، وذلك بعد أن نال جلالته جائزة «زايد للأخوّة الإنسانيّة» في أبوظبي، وجائزة «مصباح السلام» في أسيزي بإيطاليا، وجائزة «تمبلتون لحوار الأديان» في واشنطن. وها هو جلالة الملك يقف على منبر رفيع في نيويورك، على مقربة من مقرّ الجمعيّة العامّة للأمم المتحدة، لكي ينال جائزة جديدة تُدعى «الطريق إلى السلام»، ترافقه جلالة الملكة رانيا العبدالله.

 

الجديد في هذه الجائزة أنها صادرة عن البعثة الفاتيكانيّة الدائمة في الأمم المتحدّة عام 1964. وفي عام 1991 انبثقت عن البعثة مؤسسة «الطريق إلى السلام» The Path of Peace Foundation بهدف نشر رسالة السلام التي تدعو إليها الكنيسة الكاثوليكيّة، طبقاً لأقوال ونشاطات الكرسي الرسولي والحبر الأعظم أو قداسة البابا. وتمارس المؤسسة نشاطاتها على مسرح الأمم المتحدّة وتمنح جائزة سنويّة لشخصيّة لديها بصمات في تدعيم أسس السلام في العالم منذ عام 1994. وكان بطرس غالي، الأمين العام السابق للأمم المتحدّة، أوّل شخص يتسلمها.

 

واليوم، وفيما نشهد تسلّم جلالة الملك وجلالة الملكة لجائزة هذا العام، بعد أن نالها العام الماضي الأمين العام للأمم المتحدّة أنطونيو غوتيريش، نؤكد أنّ اختيار جلالة الملك لهذه الجائزة كان بناءً على عدّة عوامل، منها الطابع الديني لنشاطات جلالة الملك من خلال حثّه للمجتمع الدولي على الاستخدام الصحيح والصحيّ والسليم للدين في خدمة السلام والوئام، وليس في دعم التفرقة والخصام. وهذا ما شاهدناه في السنوات الأخيرة حينما كانت الجماعات الإرهابيّة تضرب في العالم، لكن بقي «تيار الملك عبدالله الثاني ابن الحسين» يواجه تلك التيارات المتطرّفة ليقول للعالم إنّ الدين بريءٌ من الإرهاب، وإنّه في خدمة السلام والوئام.

 

ومن ثمّ نذكر جهود جلالة الملك في القدس الشريف، من خلال دفاعه ووصايته على المقدّسات، ومن خلال حثّه المسؤولين الإسرائيليين وصُنّاع القرار في العالم على تمكين المسلمين والمسيحيين من الوصول إلى المسجد الأقصى وكنيسة القيامة بكلّ سهولة ويُسر، الأمر الذي لم تعره إسرائيل انتباهًا، لا بل شدّدت قيودها على كلّ المصلين المسيحيين يوم سبت النور، والمصلين المسلمين في شهر رمضان. لقد كان صوت الملك عبدالله الثاني، كما هو دائمًا، نصيرًا للفلسطينيين وظهرًا وسندًا وقوة ودفاعًا لهم من أجل نيل حقوقهم الأساسيّة، وأهمّها طبعًا حريّة الوصول إلى أماكن العبادة.

 

ثمّ لا ننسى الدور الذي قام به الأردن، في عهد جلالة الملك، في استضافة الاشقاء المهجّرين، من سورية وكذلك من الموصل الذين جاءوا معرّضين لخطر الموت بسبب الاضطهاد الديني. استقبلهم الأردن بصدر رحب، وأمّن لهم كل ما يحتاجونه، ليس فقط من غذاءٍ وماء ودواء وأماكن إيواء، وإنما أيضًا أتاح لهم أن يكملوا مسيرة إيمانهم بكل طمأنيّنة واستقرار.

 

ليست هذه الجائزة الاولى التي ينالها جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله، ولن تكون طبعًا الأخيرة، ولكنها هذه المرّة هي تقدير الكنيسة الكاثوليكيّة برّمتها التي يقودها قداسة البابا فرنسيس، في العالم، تقديرًا لدور جلالة الملك المحوري في إظهار الصورة الراقيّة للدين في خدمة السلام، وفي الدفاع عن الحريّة الدينيّة والهويّة العربيّة المسيحيّة، ومن خلال العمل الحثيث على حمايّة المقدّسات في القدس الشريف والوصول إليها من قبل المؤمنين.

 

نُهنئ أنفسنا كأردنيين بهذا الإنجاز الجديد، ونطلب من العلي أن يحفظ جلالة الملك، وأن يديم نعمة الأمن والاستقرار في بلدنا، وأن يجعلنا دائماً نعكس الصورة الأردنيّة الراقيّة عبر مبادرات مستمرّة في المضمار الإنسانيّ الواسع والحوار بين أتباع الأديان في العالم.