موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٦ مايو / أيار ٢٠٢١

القدس في قلب الكنائس محليًا وعالميًا

''أطلبوا السلام للقدس، قولوا: ليسعد أحبّاؤك، ليكن السلام في أسوارك والسعادة في قصورك'' (مز 122: 6)

''أطلبوا السلام للقدس، قولوا: ليسعد أحبّاؤك، ليكن السلام في أسوارك والسعادة في قصورك'' (مز 122: 6)

الأب رفعت بدر :

 

رفعت الكنائس المحليّة والعربيّة والعالميّة صوتها إلى جانب صوت جميع الدول، معبّرة عن الألم والقلق البالغين إزاء أحداث العنف والاضطرابات التي تعصف بمدينة القدس، سواء في البلدة القديمة أو باحات المسجد الأقصى، أم في حي الشيخ جرّاح، أو لما يدور حاليًا، مع كلّ أسف، من انتهاكات في قطاع غزة المحاصر، وقد طالت الصواريخ أيضًا مدرسة راهبات الورديّة هناك.

 

وقد وجّه البابا فرنسيس، الأحد الماضي، نداءً شدّد خلاله على وجوب أن تبقى مدينة القدس مكانًا للقاء وليس مكانًا للاشتباكات وأعمال العنف، داعيًا إلى احترام الهويّة المتعددة الأديان والثقافات للمدينة المقدسة وأن تسودها الأخوّة. وقال قداسته: "إنّ العنف لا يولّد إلا العنف. كفى اشتباكات!".

 

كما أكد بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس بأنّ التطورات الأخيرة تنتهك حرمة المقدسيين والقدس، وبأنها أعمال غير مقبولة تنال من سلامة المصلين وكرامة الفلسطينيين الذين يتعرضون للإخلاء من منازلهم. وأشاروا بأنّ الطابع الخاص لمدينة القدس، في ظل الوضع الراهن، يجبر جميع الأطراف على الحفاظ على الوضع الحسّاس في المدينة. فالتوتر المتزايد، والمدعوم بشكل رئيسي من قبل الجماعات اليمينية المتطرفة، يُعرّض الواقع الهشّ في القدس وما حولها للخطر.

 

والبطريركيّة اللاتينية في القدس التي دعت الى يوم صلاة عام في كل رعاياها في الاردن وفلسطين، أكدت في بيان لها على الموقف التاريخي، والدائم والواضح، في التنديد بأيّة محاولة تسعى لجعل القدس مدينة حصريّة لطرف دون آخر. وقالت: «هذه مدينة مقدسة للديانات الموحدة الثلاث، وبناءً على القانون الدولي وقرارات هيئة الأمم المختصة، هي مدينة حيث الفلسطينيون أيضًا، مسلمين ومسيحيين، لهم الحق نفسه في بناء مستقبلهم فيها على أسس الحرية والمساواة والسلام».

 

أمّا بطريركية القدس للروم الأرثوذكس فأكدّت على حق المسلمين الحصري في المسجد الأقصى المبارك، وأن أي اعتداء على المقدسات سينتج عنه عقبات وخيمة، مذكرة بإجراءات سلطات الاحتلال غير المبررة والتي أدت إلى تعكير أجواء احتفالات عيد الفصح. كما شدّدت على حق سكان الشيخ جراح بالتعبير عن مخاوفهم المحقة والعيش في أحياءهم بكرامة بعيدًا عن سياسة الطرد والتهجير.

 

وصباح عيد الفطر السعيد، رفع المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام الصلاة الحارة من أجل شفاء العالم ممّا أسماه "فيروس" الاحتلال وأعماله العنيفة. ورفع تحيّة إجلال إلى الشعب الفلسطيني الصامد لتنفيذ تطلعاته الحقّة والمشروعة في إقامة دولته المستقلة، كما وإلى الجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة الأردنيّة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، صاحب الوصاية على الأماكن المقدسة في القدس مدينة السلام والقداسة.

 

ودان مجلس رؤساء الكنائس في الأردن الاعتداءات الإسرائيلية على مدينة القدس ومقدساتها وما يقوم به المستوطنون بحماية من الشرطة وقوات حرس الحدود، من اقتحام المسجد الاقصى المبارك والحرم الشريف، ما يشكّل خرقًا صارخًا لكل الأعراف والمواثيق الدولية وانتهاكًا متكررًا لحرمة المقدسات الاسلامية والمسيحية.

 

وأعرب مجلس الكنائس العالمي ومقره جنيف، الذي يمثّل كنائس من 150 دولة حول العالم، عن حزنه العميق إزاء محنة عائلات الشيخ جرّاح الفلسطينية، وإزاء موجة الاضطرابات والعنف، داعيًا إلى احترام الوضع القائم للأماكن المقدسة في مدينة القدس. ومن بيروت، طالب مجلس الكنائس في الشرق الأوسط، وبشكل حثيث، مراجع القرار في العالم وكل القوى المعنيّة التدخّل السريع والدؤوب من أجل إحقاق الحقّ ورفع الجور عن الشعب العربي الفلسطيني الذي لم يبق غيره تحت الإحتلال في القرن الواحد والعشرين وفي زمن حقوق الإنسان، والذي له الحقّ أن يحيا حياة كريمة، آمنة ومزدهرة أسوة بشعوب المعمورة!