موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر السبت، ١٨ يوليو / تموز ٢٠٢٠
وفاة النائب الأميركي جون لويس أحد رموز الدفاع عن الحقوق المدنية في الولايات المتحدة

أ ف ب :

 

توفي جون لويس الناشط الذي يعد رمزا للاعنف والدفاع عن الحقوق المدنية في الولايات المتحدة ورفيق درب مارتن لوثر كينغ، والعضو في الكونغرس الأميركي منذ 1986، الجمعة عن ثمانين عامًا. ولويس أيقونة نضال الأميركيين السود خاض طوال حياته معركة طاحنة ضد التمييز والظلم الاجتماعي. وقد تعرض للضرب من قبل الشرطة وتم توقيفه عدة مرات في احتجاجات ضد حملات إبادة أو قوانين متعلقة بالهجرة.

 

وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي في بيان إن "أميركا تنعي اليوم أحد أكبر أبطال التاريخ الأميركي". ووصفت بيلوسي جون لويس النائب الديمقراطي مثلها، الذي كان يعاني من سرطان في البنكرياس بأنه "عملاق في حركة الحقوق المدنية غيرت أخلاقه الحميدة وإيمانه وشجاعته أمتنا".

 

ولويس الذي كان يعتبر واحدًا من أقوى الأصوات المحترمة المنادية بالعدالة والمساواة في الولايات المتحدة، واجه مرات عدة الرئيس دونالد ترامب، مقاطعًا مراسم تنصيبه، ومشيرًا إلى تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2016 للتشكيك في شرعيته.

 

وعلى الرغم من إصابته بالسرطان، عاد إلى واشنطن في حزيران في أوج الاضطرابات التي جرت بعد مقتل جورج فلويد الذي توفي عند توقيفه في مينيابوليس، للمشاركة في تظاهرة حركة "حياة السود مهمة" ضد التمييز العنصري. وكان قد صرح قبل أيام، في جلسة مناقشات في الكونغرس حول العنصرية، إنّ "الرياح تعصف والتغيير الكبير يصل".


 

ناشط منذ اليوم الأول

 

لويس الذي ولد لمزارعين أميركيين من أصل إفريقي، كان في الحادية والعشرين من عمره بين أصغر أعضاء حركة "ركاب الحرية" الأوائل التي حاربت التمييز العنصري في وسائل النقل في الولايات المتحدة مطلع ستينات القرن الماضي.

 

وكان أصغر قادة المسيرة إلى واشنطن في 1963 التي ألقى فيها مارتن لوثر خطبته الشهير "لدي حلم".

 

وبعد سنتين، كاد جون لويس يقتل مرات عدة بأيدي الشرطة خصوصا في 1965 على جسر ادموند بيتوس في مدينة سلما في ولاية ألاباما حيث كان يقود مسيرة ضمت مئات الناشطين ضد التمييز العنصري. وقد اصيب بكسر في الجمجمة.

 

وفي 2015، وإحياء لذكرى مرور خمسين عامًا على هذا "الأحد الدامي" عبر مجددًا الجسر مع الرئيس باراك أوباما، أول رئيس أسود في تاريخ الولايات المتحدة. ومنح أوباما هذا الناشط التاريخي وسام الحرية الرئاسي كأرفع مكافأة مدنية أميركية، في مراسم أقيمت في البيت الأبيض في 2011. وكتب أوباما في تغريدة السبت "قليلون منا يعيشون ليروا إرثنا يتطور بهذه الطريقة الرائعة والمهمة، جون لويس حقق ذلك"، مؤكدًا أن الناشط "كان يحب بلده إلى درجة أنه جازف بحياته من أجلها".


 

"ضمير الكونغرس"

 

ولد جون لويس في تروي بولاية ألاباما في 21 شباط 1940 وكان الثالث بين عشرة أولاد. وقد عاش في بيئة سوداء بالكامل تقريبا وأدرك بسرعة حجم التمييز في هذه الولاية الواقعة في جنوب شرق الولايات المتحدة. وبدأ بتنظيم الاعتصامات أمام المطاعم التي تمارس التمييز العرقي وتم توقيفه حوالى عشرين مرة خلال احتاجاجت غير عنيفة، قبل أن يؤسس ويقود في وقت لاحق لجنة التنسيق الطلابية للاعنف.

 

وقالت بيلوسي إن لويس الذي يشغل مقعدا برلمانيا منذ 1986 كان يجسد "ضمير الكونغرس". وكان قد تخلى عن مهامه البرلمانية في الأشهر الأخيرة ليتابع علاجًا للسرطان.

 

ونعى برلمانيون جمهوريون أيضًا لويس، خصوصًا رئيس مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل الذي أشاد "برائد الحقوق المدنية الذي لم يتردد في تعريض حياته للخطر لمكافحة العنصرية وتشجيع المساواة في الحقوق وجعل أمتنا على توافق مع مبادئها المؤسسة" لها.

 

وكان رمز آخر للنضال من أجل الحقوق المدنية هو القس سي تي فيفيان الذي قاد حركات اعتصام ضد التمييز العنصري في أربعينات القرن الماضي، وأحد المستشارين الأوائل لمارتن لوثر كينغ، توفي الجمعة عن 95 عامًا. ونشرت بيرنيس كينغ الابنة الصغرة لمارتن لوثر كينغ في تغريدة صورًا للرجلين السبت.