موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الأربعاء، ١٨ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٠
واشنطن ستخفض عديد قواتها في أفغانستان والعراق بحلول كانون الثاني
جنود أميركيون يحتمون خلال عملية إنزال في جنوب بغداد في 15 نيسان 2008

جنود أميركيون يحتمون خلال عملية إنزال في جنوب بغداد في 15 نيسان 2008

أ ف ب :

 

أعلن البنتاغون الثلاثاء أن الولايات المتحدة ستخفض عديد قواتها في افغانستان الى 2500 جندي بحلول كانون الثاني 2021، في عدد هو الأدنى منذ بدء خوضها عمليات قتالية في هذا البلد قبل عقدين.

 

وقال وزير الدفاع بالوكالة كريستوفر ميلر إن نحو الفي جندي سيغادرون افغانستان بحلول كانون الثاني، على أن يغادر 500 آخرون العراق، بحيث لا يبقى في كل من البلدين سوى 2500 جندي أميركي. وأكد ميلر أن هذا القرار يعكس رغبة الرئيس دونالد ترامب "في إنهاء حربي أفغانستان والعراق بنجاح ومسؤولية وإعادة جنودنا الشجعان الى الوطن".

 

وقال ميلر إن الولايات المتحدة حقّقت الأهداف التي حدّدتها في العام 2001 بعد هجمات شنّها تنظيم القاعدة على أراضيها، وهزمت متطرفي تنظيم الدولة الإسلامية وساعدت "شركاءها المحليين وحلفاءها على التقدّم في المعركة". وتابع "في العام المقبل، سننهي هذه الحرب التي استمرت لأجيال وسنعيد رجالنا ونساءنا إلى الوطن". وأضاف ميلر "سنحمي أطفالنا من العبء الثقيل للحرب المستمرة وخسائرها، وسنكرم التضحيات التي بذلت من أجل السلام والاستقرار في أفغانستان والعراق والعالم".

 

وجاء الإعلان بعد مرور عشرة أيام على إقالة ترامب وزير الدفاع مارك إسبر الذي كان يصر على إبقاء 4500 جندي أميركي في أفغانستان لدعم الحكومة خلال محادثات السلام مع حركة طالبان. وسبق أن خفضت الإدارة الأميركية عديد قواتها المنتشرة في أفغانستان بنحو الثلثين من نحو 13 ألفا هذا العام بعد اتفاق توصّلت إليه واشنطن وطالبان في 29 شباط. ونص الاتفاق على انخراط طالبان في مفاوضات لإبرام اتفاق سلام مع الحكومة الأفغانية وخروج كل القوات الأميركية من البلاد بحلول أيار 2021.

 

لكن قبل تعيين ميلر كان كبار القادة العسكريين في البنتاغون يؤكدون أن طالبان لم تفِ بالتزاماتها في ما يتعلّق بتقليص هجماتها على القوات الحكومية، وأن خفضا جديدا لعديد القوات الأميركية سيخفف الضغوط عن الحركة في المفاوضات.

 

وأتى الإعلان على الرغم من تحذير حلفاء للولايات المتحدة ومسؤولين أميركيين بارزين بأن خفض عديد القوات الأميركية سيضعف الحكومتين الأفغانية والعراقية في مواجهة المتطرفين.

 

والثلاثاء حذّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ من أن انسحابا متسرعا للحلف من أفغانستان سيكون "ثمنه باهظا جدا" مع خطر تحول هذا البلد "مجددا إلى قاعدة للإرهابيين الدوليين". وقال ستولتنبرغ إن تنظيم الدولة الإسلامية يمكن ان يعلن مجددا "+خلافة+ الرعب التي خسرها في سوريا والعراق".

 

وكان زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي السناتور ميتش ماكونيل قد حذّر الإثنين من مغبّة تسريع وتيرة انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان أو العراق، معتبراً أنّ من شأن مثل هكذا إجراء أن يهدي الحركات الإٍسلامية المتطرّفة "نصرا دعائيا عظيما". وقال ماكونيل في خطاب في مجلس الشيوخ إن "عواقب انسحاب أميركي سابق لأوانه قد تكون أسوأ حتّى من انسحاب أوباما من العراق في 2011، والذي أدّى إلى صعود تنظيم الدولة الإسلامية".