موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٣ يونيو / حزيران ٢٠٢٠
من كنيسة دير المخلص إلى العلية: عيد العنصرة في القدس
جانب من القداس الإلهي في علية صهيون

جانب من القداس الإلهي في علية صهيون

حراسة الأراضي المقدسة :

 

بدأت الاحتفالات بعيد العنصرة في القدس من كنيسة دير المخلص. وقد ترأس حارس الأراضي المقدسة الأب فرانشيسكو باتون، يوم الأحد 31 أيار، القداس الإلهي الذي أقيم في الكنيسة الواقعة وسط الحي المسيحي في بلدة القدس القديمة.

 

تم بناء هذه الكنيسة في الدير الذي انتقل إليه الرهبان الفرنسيسكان في الأرض المقدسة، بعد طردهم من العلية عام 1551، وقد نالت هذه الكنيسة في عام 1561 من البابا بيوس الرابع  ذات الغفرانات التي كانت مرتبطة في السابق بالعلية.

 

وقد فرحت العائلة الفرنسيسكانية في الأرض المقدسة خلال الاحتفال بعيد العنصرة هذا العام أيضًا بمنح رتبة الشدياق لـ14 راهبًا، ورتبة القارىء لـ15 عشرة آخرين.

 

وفي عظته، قال الأب الحارس: "نحتفل ونأوّن في هذا اليوم حدث حلول الروح القدس على التلاميذ المجتمعين للصلاة في العلية مع مريم. وإذ نتأمل خلال هذا العيد بما يحققه الروح القدس من اعمال في حياة الإنسان المسيحي وحياة الكنيسة، نتعلم كم أن الروح مهم لحياة المسيحي وحياة الكنيسة، ولحياة كل واحد منا". وتابع الأب باتون عظته موضحًا معنى الرموز التي تشير إليها القراءات، والتي تساعدنا على ادراك معنى الروح: رمز الريح والنفحة والنار والألسنة المنطلقة القادرة على الفهم.

 

وتابع: "يحقق الروح تنوعًا رائعًا داخل الجماعة المسيحية، ترافقه في الوقت نفسه وحدة عميقة. إن تنوّع اللغات والمواهب والأذواق والأدوار والمهام... هي ليست أمرًا يفجر الكنيسة كما تفجرت البشرية وهي تحاول بتكبر بناء برج بابل؛ ولكن بفضل عمل الروح، فإن هذا التنوع يقوي الكنيسة ويجعلها حية وجميلة وجسدًا واحدًا، مؤسِّسًا إياها على علاقة الحب، على صورة الثالوث. أما خدمات الشدياق والقارىء التي منحت لكم اليوم، أيها الإخوة الشباب الأعزاء، فهي أيضاً تندرج ضمن هذه الرؤية. ما نلتموه ليس ترقية وظيفية، بل عطية من الروح القدس، يجب أن تخدِمَ نمو الكنيسة".

 

وفي المساء، ترأس حارس الأراضي المقدسة، من جديد، صلاة الغروب لعيد العنصرة في علية صهيون.

 

ولا يستطيع الكاثوليك تنظيم صلوات رسمية في العلية سوى مرتين في السنة، ذلك أن هذا الموقع لا يزال موضع نزاع مع إسرائيل لأجل الإعتراف بملكيته. ويطالب الرهبان الفرنسيسكان بملكيتهم لهذا المكان الذي حصلوا عليه منذ عام 1333، كهبة من حكام نابولي. وقد قام العثمانيون بطردهم من العلية في عام 1551. يتوجه الرهبان إلى هناك للصلاة يوم خميس الأسرار، في ذكرى العشاء الأخير، وكذلك يوم العنصرة. ويصعد الرهبان بمناسبة عيد العنصرة إلى العلية، لنشر البخور ذي الرائحة الطيبة، في المكان الذي حل الروح القدس فيه على الرسل.

 

وأوضح الأب الحارس قائلاً: "نعتبر كرهبان فرنسيسكان، بأن هذا المكان هو الموقع الذي منه منحتنا الكنيسة مهمة حراسة الأراضي المقدسة. وإن الروح القدس هو الذي يجعل رسالة الكنيسة ورسالتنا اليوم ممكنة. في هذا المكان، حيث تمت العنصرة، نسأل الله حلولاً جديداً للروح على الكنيسة، وعلى هذه الأرض المقدسة المحبوبة لله، وجميع الشعوب التي تسكنها، كما ولرسالتنا في حراسة الأراضي المقدسة".