موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢١ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٠
لقاء التنشئة في الناصرة للرهبان الفرنسيسكان العاملين في المزارات المقدسة
(تصوير: نديم عصفور / حراسة الأراضي المقدسة الفرنسيسكانيّة)

(تصوير: نديم عصفور / حراسة الأراضي المقدسة الفرنسيسكانيّة)

حراسة الأراضي المقدسة :

 

افتتح حارس الأراضي المقدسة الأب فرانشيسكو باتون أعمال دورة التنشئة الفرنسيسكانية المستمرة التي تستهدف الرهبان الفرنسيسكان العاملين في المزارات وفي مجال الساكريستيا، والتي استمرت من 16 وحتى 19 تشرين الثاني، بمشاركة، سواء عن قرب أو عن بعد، سائر الرهبان الفرنسيسكان الملتزمين في هذه الناحية من رسالة الحراسة الأراضي المقدسة.

 

وتحدّث الأب الحارس عن بعض الخطوط العريضة التي ذكّر بها الرهبان خلال الأشهر الماضية، في عشر رسائل وجهها إلى الأديرة الفرنسيسكانية المنتشرة في مختلف انحاء الأرض المقدسة. وقد احتوت هذه الرسائل على توصيات ذات طابع روحي إضافة إلى نواح عملية، كي لا تصبح الأماكن المقدسة أماكن لنقل العدوى. وقال: "إن هذه الفترة التي نفتقر فيها إلى الحجاج هي فترة يجب علينا أن نتعلم فيها تقليص مصروفاتنا إلى الحد الأدنى، وأن نعتني بالمكان من خلال أعمال الصيانة العادية الضرورية".

 

وأضاف: "علينا أيضًا أن نكون مستعدين لعودة الحجاج وأن نهيئ أنفسنا على ضوء الرسالة البابوية "جميعنا أخوة": بأن ننمي أكثر فأكثر مشاعر القبول للجميع، بدءً من المؤمنين المحليين الذين تشكل الأماكن المقدسة بالنسبة لهم نبعًا يروي هويتهم المسيحية. كما ويجب أن ننمي هذه المشاعر أيضًا في علاقتنا بمؤمني الديانات الأخرى بل وبغير المؤمنين الذين يزورون أماكننا المقدسة أيضًا. علينا أن نتحلى نحوهم بانفتاح أخوي يشبه ذاك الذي تمتع به القديس فرنسيس أثناء زيارته للسلطان الملك الكامل".

 

ولهذا اللقاء أيضًا، بحسب الأب الحارس، أهمية أخرى تتمحور حول الحاجة إلى المشاركة. وقال: "إنها لحظة ننظر خلالها إلى الطريقة التي بها عاش الرهبان هذه الظروف. حدثني الكثير من الرهبان كيف اكتشفوا هذا العام المزيد حول قيمة الأماكن المقدسة كأماكن صلاة للجماعة الرهبانية، كما واستطاعوا الصلاة بمزيد من الهدوء والراحة، متّحدين أكثر فأكثر بالمكان الذي يخدمون فيه".

 

تابع: "من الرهبان أيضًا من يقيمون في أديرة تضم حديقة صغيرة، وقد استطاعوا من جديد اكتشاف هذه الدعوة الفرنسيسكانية "الفلاّحية" الخاصة بنا. وهذا لا يعني فقط الدعوة إلى "الأخوة الشاملة" ولكن أيضًا إلى "كن مسبحًا" التي تساعدنا على إعادة اكتشاف جمال قطف الثمار من بستاننا الخاص والتقاط البيض من البيت الذي يأوي دجاجاتنا". إنه نشاط إيجابي، نقوم به ونحن ننتظر عودة الحجاج، لمنح الحياة من جديد إلى هذه الأماكن ولمساعدة الجماعة المحلية، خاصة من منهم يعتمد في عيشهعلى الحجاج".

 

وتضمن البرنامج لقاءات عدّة، الأول للأب الحارس، ركز فيه على خدمة استقبال الحجاج على ضوء ما جاء في رسالة البابا فرنسيس العامة "جميعنا أخوة". تلاه لقاء آخر مع الأب أليساندرو كونيليو حول الأزمنة والهيكل في الكتب المقدسة. ويوم الثلاثاء 17 تشرين الثاني، ألقى الأب أغوسطينبيلاجو مداخلة تحدث فيها عن أماكن العبادة المرتبطة بالقديس فرنسيس الأسيزي.

 

وفي مساء اليوم ذاته، قدّم الأب خوسي بروزيل ما لديه من خبرة ومعرفة في بعض المزارات المقدسة حول العالم، بعد أن عمل في مجال السياحة لفترة معينة، وفي مجال رحلات الحج والمزارات المقدسة في المجلس الحبري السابق الذي كان يُعنى بشؤون العمل الرعوي مع المهاجرين والأشخاص الرُحّل (وهو ما أصبح اليوم جزءًا من دائرة التنمية البشرية المتكاملة).

 

واختتمت الدورة أعمالها بمداخلة للأب ماتيوجولياني، يوم 19 تشرين الثاني، حول مسألة التبشير في المزارات المقدسة، وتم تخصيص اليوم التالي للمشاركة بين الرهبان العاملين ضمن المزارات التابعة للحراسة، بهدف التوصل إلى استنتاجات أخيرة.