موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الجمعة، ١٩ ابريل / نيسان ٢٠١٩
كنيسة نوتردام هل يعاد ترميمها؟
أ. د. علي أبوغنيمة :

بعد حريق ١٥ نيسان الحالي والذي قضى على أكثر من ثلثي كنيسة نوتردام، سيما السقف والبرج الرئيسي الذي كان قد صمم ونفذ من قبل المعماري الشهير يوجين فيوليه لو دوك في الفترة ما بين ١٨٤٤- ١٨٦٤، خاصة أن تلك الفترة كانت فترة ازدهار وشهرة واسعة للكنيسة بعد أن انتشرت رواية "أحدب نوتردام" للكاتب فيكتور هوجو عام ١٨٣١، وأصبحت حديث المدينة وانتشرت بعد ذلك عالميًا حين ترجمت لأغلب لغات العالم.

تأتي أهمية كنيسة نوتردام ليس لكونها رمز العمارة القوطية في فرنسا والعالم فحسب إنما لأنها مركز رئيسي للأحداث، فهي مقر لرئيس أساقفة باريس، وتم فيها تتويج نابليون بونابرت كامبرطور لفرنسا عام ١٨٠٤، ناهيك عن الاحتفالات والتتويجات والمراسم الجنائزية لأباطرة فرنسا والتي كانت تجرى فيها.

إذًا أهميتها مستمرة وخاصة بعد الحريق الأخير الذي ربما كان الأكبر في تاريخها الذي تعددت فيه الحرائق وتعددت فيه أيضًا عمليات الترميم وإعادة البناء. وقد كان أخر ترميم للكنيسة عام ١٩٩١ وانتهى عام ٢٠٠٠، وقبل الحريق الأخير كانت الكنيسة قد بدأت لأيام عملية ترميم جديدة، إلا أنها وللأسف توقفت نتيجة ضخامة الحريق وانتشاره لاجزاء متعددة من هيكل الكنيسة، مع أن عمليات إطفاء الحريق شارك بها، وربما لأول مرة، الربوت كولسوس المصنع فرنسيًا والذي كان قادرًا على قذف ٦٦٠ جالون مياه في الدقيقة مما ساهم في تخفيف آثار وتداعيات الحريق.

الآن، بدأت فرنسا التفكير جديًا في وضع الكنيسة، خاصة لأهميتها الدينية والسياسية والسياحية والاقتصادية، فالكنيسة يزورها سنويًا أكثر من ١٥ مليون سائح، لذا فقد بدأت جولات التبرع وزادت الأرقام لأكثر من ٧٠٠ مليون يورو، ولا زال الكثيرون يتبرعون لإعادة البناء. وها هو رئيس الوزراء الفرنسي ادوارد فيليب يعلن عن نية الحكومية الفرنسية طرح مسابقة لإعادة البناء، مما دفع الكثيرين لاستغلال الفكرة وطرح تصورات، بعضها واقعي وبعضها استرجالي وبعضها خيالي، وهنا قمت بتجميع العديد من الصور من أكثر من موقع لمثل هذه الأفكار التي ليست أكثر من وجهة نظر، قد نتفق معها أو نختلف.

وبانتظار طرح المسابقة عالميًا، ليس لنا إلا الأمل بأن يتم الاهتمام جديًا بعودة الألق والجمالية لهذا المبنى الرمز للعمارة القوطية.