موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأحد، ١٩ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٠
عن الرقم 4 وذاك المُستقبل

ضحى عبد الخالق :

يتزامنُ دخولنا في السنة الميلادية الجديدة السنوات 1441-1442 بالتقويم الهجري. وفي تقويم آخر وهو التقويم الصيني هم لا يُحبّون رقم أربعة (4) على الاطلاق لأنّه يُلفظُ لديهم (سي-sì) مثل طريقة لفظ (صي-sǐ -وان) وهي الكلمة التي تعني “الموت” باللغة الصينيّة! والتي تُفسّر أيضاّ كلمة “الصيوان” بالعربية الدارجة بأنّه بيت الأجر.

يُنبئُ الرقم (4) عندهم بفقدان الأرواح وبالحروب وبالخسارات، ولهذا السبب لا يسكنُ الرجلُ الصيني في بيت رقمه (4) أو يشتري رقم هاتف به الرقم (4) مُكرّر، ولا يقطن غرفة في مشفى أو يشتري سيارة تحمل الرقم (44)، ويمتنعُ عن تسجيل ابنه في سجل النفوس ان ولد باليوم الرابع من الشهر ولا يحتفل بعيد ميلاده الرابع والأربعين! وهكذا هم لا يستخدمون الرقم (44) لا بالحساب ولا بالجمع ولا بالطرح أو حتى للرهان في لعبة القمار المُفضلة لديهم كما ويتجنّب الصينيون حتى نطق الرقم (44) مع الامتناع عن المُجابهة وأخذ القرارات ويُشدّدون الحماية.

ومن هذا العالم العربي قد يبدو بأن لعنة الرقم أربعة ابتدأت بالفكرة الصينيّة وطالت بالفعل! وبناء عليه فقد تمتد الى خمسين عاما وثماني سنوات من اليوم حتى بداية العام 1500 هجري!

شخصيّا استقبلت العام الجديد بالموت وبوفاة والدي وهو من مضى في حياته حسب التقويم الهجري وما انفك عن القول بأنّ القوم لا تموت ان آمنت بنفسها وتوحّدت، وأن الشباب هم الفكرة الأزليّة، وأنّه من المُهم جداّ جلب الفكرة الراجحة للعقل لأنّ ما نزرعه اليوم سنحصده في يوم ما وبهذه القناعات نشأت!

في رواية ثانية يتبيّن أن الرقم (4) عند الأوروبيين هو شيء إيجابي هذا عندما تقلّد رئيس اسود الكرسي رقم (44) ولم يقض على الطريقة الصينيّة! لا بل وانّ رؤية الرقم (44) عندهم هي الهام واشارة لقوى روحيّة أكبر نحو تحقيق أهداف أسمى.

وفي رواية أخرى ثالثة فقد صادف العام (655) اجتماع رقمين مُختلفين تماماّ! ولكن بغداد سقطت، وحكم المغول بعد أن سال الحبر من الكتاب وتكرّر الموت وظل هو الرقم الأوضح والقاسم المُشترك بالمنطقة العربية!

هل نتعلم من التاريخ؟ أو لماذا لا نتعلم من التاريخ؟ وهو السؤال الذي يمتحنُنا في كل عام ورقم؟ ومن قدرة فريدة وعجيبة بالمنطقة على انتاج المُعضلات وذات الشعور بالهزيمة في بداية السنة وبالتوقيتات كافّة؟

وبعضّ النظر أؤمن شخصيّاّ بمُستقبل سنصنعه بأيدينا وبلا تطيّر، ونرى لدينا ارقاماّ منذ العام 1946 لتؤشر على زيادة العدد والمُمتلك والدخل والعمر والعمل وبمقياس التاريخ الأردن فيها هو العقل المُتفائل والجسم العامل والوطن الناصر للملايين من الناس حيث الكبر فيه حق والشيب جميل. هي النهضة اذن وبأرقام جديدة وعديدة بلا تشاؤم أو تطيّر نحو ذاك المُستقبل، ومن ذاك التاريخ.

(الغد الأردنية)