موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الإثنين، ٢٨ يونيو / حزيران ٢٠٢١
سيدني: تدابير إغلاق تشمل ملايين السكان لاحتواء متحورة "دلتا"
شوارع خالية في سيدني

شوارع خالية في سيدني

أ ف ب :

 

استفاق الملايين من سكان سيدني يوم الأحد 27 حزيران 2021 على أول يوم كامل من إغلاق يستمر أسبوعين في وقت تحاول أستراليا احتواء تفشي متحورة دلتا شديدة العدوى.

 

وأغلقت المطاعم والحانات والمقاهي أبوابها بعدما تم توسيع أوامر العزل الصادرة لقاطني الأحياء الواقعة وسط المدينة مساء السبت إلى باقي أنحاء سيدني والمناطق الساحلية والجبلية المحيطة.

 

وفيما بدا وسط المدينة شبه مهجور، توجّه عدد كبير من الأشخاص إلى شاطئ "بوندي" للسباحة وركوب الأمواج، إذ لا يزال من المسموح ممارسة الرياضات الخارجية.

 

كما دخل إغلاق مدّته 48 ساعة حيّز التطبيق الأحد في مدينة داروين بعدما تم الربط بين مجموعة من الإصابات وتفشي فيروس كورونا في منجم للذهب في منطقة نائية.

 

وأفاد رئيس وزراء الإقليم الشمالي مايكل غانر بأن المسؤولين يشعرون بالقلق حيال عدم قدرتهم على الوصول إلى مخالطي المصابين في المنطقة، التي تضم شريحة كبيرة من السكان الأصليين الذين يعتقد بأنهم قد يكونون أكثر عرضة للخطر من كوفيد-19. وقال "نتّخذ إجراءات متشددة حاليا لوقف أو إبطاء أي تفش قبل انتشار فيروس كورونا في الإقليم، ويعني ذلك أننا نحتاج إلى إغلاق".

 

وأشار خبراء الصحة إلى أن إغلاقا أقصر مدة في سيدني، والذي ثبتت فعاليته في مدن أسترالية أخرى في الشهور الأخيرة، لن يكون كافيا لاحتواء مجموعة الإصابات التي تزداد، وفق ما أفادت رئيسة وزراء ولاية نيو ساوث ويلز غلاديس بريجيكليان.

 

وتم تسجيل أكثر من 110 إصابات بكوفيد-19 منذ ثبتت إصابة سائق كان ينقل طواقم شركات طيران دولية في منتصف حزيران بالمتحورة دلتا، التي رصدت أول مرة في الهند. وقالت بريجيكليان للصحافيين الأحد "نظرًا إلى مدى عدوى هذه المتحورة من الفيروس، فإننا نتوقع أنه من المرجح أن تزيد أعداد الإصابات في الأيام القليلة المقبلة بما يتجاوز ما رأيناه اليوم".

 

 

فترة "صعبة"

 

وشكّل تفشي الفيروس صدمة للمدينة التي عاود سكانها حياتهم المعتادة بشكل نسبي بعد اشهر لم يُسجّل خلالها سوى قليل من الحالات المحلية.

 

وقال أحد سكان جنوب سيدني ويدعى مات دالي (37 عاما) إنه يؤيّد الإجراءات لكنه يدرك بأنه أمام فترة "صعبة" إذ سيكون عليه العمل من المنزل بينما طفلاه يقضيان عطلتهما المدرسية. وقال "ستكون هناك الكثير من الصعوبات في الأسبوعين المقبلين. آمل حقا بألا يمددوا (الإجراءات) أكثر".

 

وسيتعيّن على السكان بموجب القيود المفروضة في سيدني التزام منازلهم حتى التاسع من تموز على أقل تقدير إذ لن يكون بإمكانهم الخروج إلا لشراء الأساسيات وتلقي الرعاية الطبية وممارسة الرياضة وارتياد المدارس أو العمل في حال لا تسمح وظائفهم بالعمل عن بعد.

 

وأشار الموسيقي المحترف بلاين كانين (27 عاما) إلى أن عمله المتمثل بإقامة حفلات وجلسات في الاستوديو والتدريس "تبخّر" بين ليلة وضحاها. وقال "كانت الأمور بدأت تعود إلى عادتها تقريبًا.. وفجأة بين ليلة وضحاها وصلني كم كبير من الرسائل الإلكترونية والنصية بأن كل شيء ألغي".

 

وصدرت توجيهات لكل شخص يزور سيدني من خارج منطقة الإغلاق منذ الاثنين بالخضوع لحجر صحي مدته 14 يومًا، بينما حظرت ولايات عدة أخرى السفر من وإلى المدينة.

 

وهذه هي الحلقة الأخيرة ضمن سلسلة الإغلاقات التي فرضت في مدن كبرى في أنحاء أستراليا، حيث تم ربط معظم الإصابات بمسافرين عادوا وخضعوا إلى الحجر.

 

ويخضع أكثر من 150 ألف شخص في داروين ومحيطها إلى أوامر عزل لمدة 48 ساعة على الأقل لإفساح المجال لمسؤولي الصحة لتعقّب مخالطي المصابين، لأول مرة منذ الإغلاق الشامل الذي فرض في أنحاء البلاد في المراحل الأولى من الوباء.

 

وقال غانر إن "الإقليم الشمالي يواجه حاليا أكبر تهديد منذ بدأت أزمة كوفيد".

 

كما تم رصد إصابات بكوفيد في مدينتي برث وبريزبان الأحد، ما دفع السلطات لتشديد القيود.

 

وقال وزير الصحة الفدرالي غريغ هانت إنه واثق بأن أستراليا ستتمكن من مواجهة الأزمة.

 

وأفاد "إنه يوم صعب لكننا قمنا بذلك من قبل ونعرف كيفية القيام به. وسنتجاوز" المرحلة.

 

وكانت أستراليا من بين أنجح دول العالم في احتواء كوفيد-19 إذ لم تسجّل سوى 30 ألف إصابة و910 وفيات بين سكانها البالغ عددهم 25 مليونًا. لكن الحكومة تعرّضت لانتقادات على خلفية بطء إطلاق حملة التطعيم.