موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١ أغسطس / آب ٢٠٢٠
سبع سنوات على فقدان الكاهن اليسوعي باولو دالوليو في سورية

فاتيكان نيوز :

 

لمناسبة الذكرى السنوية السابعة على اختطاف الكاهن الإيطالي اليسوعي باولو دالوليو، الذي فُقدت آثاره في سورية عام 2013، ولم يُعرف شيء عن مصيره حتى الساعة، عُقد مؤتمر صحفي في مقر الاتحاد الوطني للصحافة الإيطالية في روما، من أجل تسليط الضوء على هذا الكاهن الذي عُرف بالتزامه الدؤوب في تعزيز الحوار الإسلامي المسيحي.

 

وأكد عميد دائرة الاتصالات الفاتيكانية باولو روفيني، أن هذا الرجل هو كاثوليكي وكاهن وراهب ومسيحي، وقد علّم في الشرق والغرب على حد سواء، معتمدًا نهج الصراحة ومشددًا على أهمية الحوار بين الأشخاص وبين الأديان. واعتبر أن من خطفوا هذا الكاهن يريدون نسف هذه الجهود وإدخالنا في دوامة من الحقد، مذكرًا بأن دالوليو كان يدعو إلى البحث عن الحقيقة. وأشار إلى أن وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقّع عليها البابا فرنسيس وإمام الأزهر الشريف أحمد الطيب تناولت أيضًا شهادة هذا الكاهن اليسوعي.

 

وتخللت المؤتمر الصحفي رسالة فيديو وجهها رئيس البرلمان الأوروبي دافيد ساسولي مذكرًا بالصفات التي يتمتع بها مؤسس جماعة دير مار موسى، وقال المسؤول الأوروبي إن شخصية الأب دالوليو هي آنية جدًا، وتحملنا على التفكير في القيم التي هي من أركان المشروع الأوروبي الذي يرتكز إلى التنوّع والتعددية والحوار، وهي مفاهيم جوهرية من أجل تعزيز ثقافة التعايش المشترك والمصالحة بين الجماعات والأديان في العالم كله.

 

أما شقيقة الكاهن المفقود فرنشيسكا دالوليو فأشارت إلى أن سبع سنوات مضت على اختطاف شقيقها، لكن الرغبة في متابعة النضال الهادف إلى معرفة الحقيقة ما تزال قوية. وأضافت –متحدثة بلسان العائلة كلها– أن فقدان باولو بدّل الأسرة بالكامل، ودخلت سورية إلى قلوب أفرادها. وقالت إن شقيقها يود أن يتوجه اليوم إلى السوريين بكلمات التعزية وبعبارات الغضب أيضًا بسبب غياب الجماعة الدولية وصمتها حيال ما يجري في البلاد. وقالت: عندما أفكّر بباولو أفكّر بعائلات جميع الأشخاص المختطفين في سورية.

 

بالمقابل، رأى رئيس مؤسسة راتزينغر الكاهن اليسوعي فدريكو لومباردي أن الشهادة التي قدمها الأب دالوليو ما تزال آنية اليوم ولم تفقد شيئًا من معناها على الرغم من مرور السنين. وأكد أن هذا الرجل، وبفضل التزامه الدؤوب لصالح الحوار، يبقى علامة للانفتاح الكبير ولعمق الحوار الإسلامي المسيحي. وقال لومباردي: إن الأب دالوليو دلنا على درب الحوار الديني بين أتباع مختلف المعتقدات الدينية.

 

من جانبه اعتبر رئيس مركز أستالّي الأب كاميلو ريبامونتي أنه لا يسعنا اليوم أن نتحدث عن الأب دالوليو دون أن نتذكّر تاريخ الشعب السوري، نظرًا للرباط الوثيق الموجود بينهما. وأوضح أنه عندما نتذكّر هذا الكاهن، فيعني أن نتذكّر المأساة التي يعاني منها الشعب السوري، الذي هو أيضًا شعبُ الأب دالوليو، وأن نُبقي الضوء مسلطًا على هذه المأساة.

 

ومن بين المشاركين في المؤتمر الصحفي السيد ريكاردو كريتسيانو مؤسس جمعية الصحفيين أصدقاء الأب دالوليو الذي أكد أن هذا الأخير أراد أن يحمل إلى هذا البلد المعذب شهادة محبة والتزام لصالح القريب. وطالب بأن تُتخذ الإجراءات اللازمة للتعرف على هويات الجثث التي عُثر عليها مؤخرًا في إحدى المقابر الجماعية في منطقة الرقة، شمال سورية.