موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١٧ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٠
رسالة تشجيع وتعزية وتضامن من كاهن رعية إلى أبناء كنيسته في اربد

الأب سليمان شوباش :

 

أبنائي الأعزاء،

 

أُصلي أن تكونوا جميعًا بخير وصحة من هذا الوباء اللعين.

 

وبهذه المناسبة اسمحوا لي بالإشارة لبعض المواضيع الرعوية المُهمة:

 

تشجعنا الكنيسة على الصلاة من بيوتنا وعدم الإنقطاع عن الكنيسة وقبول المناولة المٌقدسة بشكل دوري، فهذا حق وواجب لِـ وعلى كل إنسان مسيحي حقيقي. هذا هو وقت الثبات ووقت اكتشاف عمق وقوة إيمان كُل واحد فينا، هل نهرب من بعضنا البعض ومن كنائسنا ونستسلم للخوف والمرض أم نتحدى العالم ونبقى قريبين من يسوع المسيح كالفرسان الشجعان الآمينين؟ هل نترك يسوع وحيدًا ونتبرأ منه كما فعل بطرس ويهوذا وباقي التلاميذ ساعة ألم الصليب، أم نلتصق به كما فعلت مريم العذراء ويوحنا الحبيب ومريم المجدلية؟ جوابنا هذه الفترة يجب أن يكون ليسوع كما يقول القديس بطرس في انجيل متى 26: "لو تركوك كلهم فأنا لن اتركك"، ومع القديس بولس في روما نقول: "مَن يفصلنا عن محبة المسيح؟ أشدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عُري أم خطر أم سيف؟ ولكننا في ذلك كله فزنا فوزا مبينا، بالذي أحبنا".

 

عند الحضور للكنيسة يجب إتّباع إجراءات السلامة العامة داخل وخارج الكنيسة، والامتناع عن الحضور في حال كان الشخص مُصاب أو مخالط لمصاب من الدرجة الأولى. بحسب الدراسات فإن الفايروس يمكن أن يعيش لمدة 3 ساعات في الهواء ولمدة 24 ساعة على الورق ولمدة 3 أيام على البلاستيك والحديد. لذلك ومن باب الحرص تُغلق الكنيسة لمدة 7 أيام بعد يوم الأحد ويتم تنظيفها وتعقيمها بالمنظفات، وهذه المُدة كفيلة بالقضاء على أي عدوى قد تكون موجودة على الكتب او الأدراج...الخ.

 

في حال ثبوت تواجد شخص مريض داخل الكنيسة يوم الأحد كاهن الرعية مُلزم بتبليغ المطرانية وأبناء الرعية، ليتسنى لمخالطي هذا الشخص عمل الفحوصات اللازمة وفي حال ثبوت وجود أكثر من إصابة بين المُصلين أو حتى الكاهن، فيجب إغلاق الكنيسة لمدة أسبوع، وأنا مُلتزم بهذه الإجراءات والشفافية حرصًا على سلامتكم وسلامة أبنائكم. الرجاء عدم الخوف والتخويف وإطلاق الإشاعات على الكنيسة أو مُرتاديها. وعند الضرورة الرجاء التواصل معي مُباشرة للحصول على المعلومة الصحيحة.

 

واجبي ككاهن الرعية الوصول لجميع أبنائي واعطائهم الأسرار والخدمة الروحية التي يحتاجونها سواء في البيوت أو في المستشفيات. وهذا يتطلب مني في حالة خطر المرض أو الموت أن أكون قريب من أي شخص حتى لو كان مُصاب بكالورونا، وفي حال حصل هذا الأمر فأنا مُلزم بإخباركم وبالحجر على نفسي لعدة أيام لحين عمل الفحوصات اللازمة والتأكد من عدم إصابتي. فأرجو عن الجميع عدم التردد واستدعائي عندما توجد ضرورة لذلك ومن جهة أخرى أنا مٌلزم أيضًا بحماية نفسي ومن اقترب منهم وبالتالي التقليل من الزيارات الرعوية للبيوت والإنسحاب من أي تجمع بأسرع وقت ممكن.

 

للأسف مع تزايد الإصابات لا يوجد شخص في أمان من العدوى وقد ينتقل بأبسط الطرق. لا يوجد شيء مُخجل في المرض فهذا شيء عادي وعابر. دعونا نكون مصدر قوة وتشجيع للمريض ولعائلته، وأن نُصلي لأجل شفائهم السريع دون توجيعه أسهم الإنتقادات أو الخوف منهما، فيسوع اقترب وشفى المرضى والبُرص والخطأة بدون أن ينبذهم أو يرفضهم. ويمكن هنا لكل مريض أن يعود للكنيسة بعد شفائه وانتهاء فتره حجره الكاملة ويمكن لكل شخص غير مريض ولكن كان مُخالط لمريض، أن يعود للكنيسة بعد مدة من 3 إلى 5 أيام من تاريخ مُخالطته لهذا الشخص وبعد عمل الفحص المخبري للتأكد من عدم الإصابة.

 

بلا شك يمر العديد من أبناء الرعية بصعوبات مالية بسبب الوضع الإقتصادي خصوصًا الأشخاص الذين أُغلقت أبواب رزقهم، وأنا ككاهن مع مجلس الرعية نشعر بضرورة المُساعدة وتوزيع ما يصلنا من مساعدات عينية ومادية على مستحقيها. ولكن وبسبب الضغط الكبير وارتفاع الطلب وازدياد الحاجة، أرجو أن تعذروننا لعدم قدرتنا على تلبية جميع الإحتياجات وبالقدر المطلوب. فموارد الكنيسة محدودة وعلى رأي المثل "جود بالموجود".

 

حماكم الله جميعًا ودمتم بألف خير وسلامة

 

كاهن رعيتكم المُحب: الأب سليمان شوباش