موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الخميس، ٢٥ ابريل / نيسان ٢٠١٩
رافي سايغ يكتب في عيد المركز الكاثوليكي: إعلام من أجل الإنسان، وأكثر!

مندوب موقع أبونا في القامشلي :

<p dir="RTL">نحتفل اليوم بالذكرى السابعة لولادة المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، وأيضًا الذكرى السابعة عشر على تأسيس موقع أبونا. نحتفل بهذه الذكرى العزيزة، وعالمنا يتطور بشكل كبير وخطير وكل إنسان بات يمتلك العالم وتاريخه بين يديه من خلال الشاشة! هذه الشاشة ربما تكون هاتفًا نقالاً، أو تلفازًا أو حاسوبًا ذكيًا.</p><p dir="RTL">مع هذا الواقع الجديد تواجه الكنيسة تحديات جديدة لم تكن موجودة في السابق، والكنيسة بما تمثله من إرث وثقل تأخذ على عاتقها حماية كرامة الإنسان، وتقدّم له النور اللازم ليبقى يسير على الدرب الصحيح وسط كل هذا التطور التكنولوجي.</p><p dir="RTL">فاليوم تحتاج الكنيسة إلى وسائل صادقة لتقدم هذا النور بشكل لائق وعصري، من أجل هذا أشرقت شمس موقع أبونا، وثم ليكون المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، السراج الموضوع في الأعلى ويضيء لجميع المؤمنين في المشرق وكل العالم.</p><p dir="RTL"><span style="color:#006699;"><strong>إعلام من أجل الإنسان</strong></span></p><p dir="RTL">مع هذا الشعار الكبير وما يحمله من قيمة ورغبة في العمل يعمل الجميع كعائلة واحدة متماسكة، رغم المسافات التي تفصل بعض الأفراد بعضهم عن بعض.</p><p dir="RTL">إنّ للإعلام في حاضرنا دور كبير في تحديد مستقبل الشعوب من خلال التأثير على طريقة تفكير الفرد ونمط حياته، وهنا كان لا بد من شعلة إعلامية راقية تجمع كل الإرادات الطيبة وتصهرها في سبيل غاية مقدسة وهي البشارة بكلمة الله، وجد الجميع في موقع أبونا ما يشفي عطش الإنسان الروحي، فبات موقع أبونا الأول عربيًا وبدون منازع المرجع الأمين لكل من يبحث عن خبر دقيق وجديد عن الكنيسة وأخبار العالم الأخرى.</p><p dir="RTL">حمل العاملون في موقع أبونا الرسالة بكل فخر، وتابعوا المسيرة رغم كل التحديات لأن من يحمل صليب رب القيامة يكون الله معه في كل خطوة، ومن سار على الدرب وصل، وصلت ولا تزال الرسالة، رسالة الكنيسة المتألمة في المشرق ومعها معاناة الشعوب المقهور في العراق وسورية وفلسطين وكل المتألمين، نعم من هذا المنبر الصغير، الكبير بالمحبة والأمل.</p><p dir="RTL">من الأردن الحبيب، أرض النشامى والعيش المشترك، صدح صوت المتألمين وسط صمت إعلامي مر، لما يتعرض له الإنسان المسيحي في سائر أنحاء العالم، لأجل هذا كانت رسالة أبونا مع الكنيسة في الحفاظ على كرامة الفرد وصون الحياة ليحيا الجميع بأمان رغم الاختلاف الفكري والديني للشعوب.</p><p dir="RTL">إن التفكير والتأمل في هذا الشعار المقدس &quot;إعلام من أجل الإنسان&quot; يمنحنا فرح حمل الرسالة، فالإنسان هو محور كل شيء في الحياة ومن أجل كرامة الإنسان وما يصله من أخبار دقيقة وصحيحة تبذل هنا الجهود، ويكون العمل على ما هو عليه من شفافية وموضوعية.</p><p dir="RTL"><span style="color:#006699;"><strong>إعلام.. على خطى تلاميذ يسوع</strong></span></p><p dir="RTL">أن تكون مسيحيًا ومشرقيًا يحتم عليك ألا تكتفي فقط بحمل التسمية والاكتفاء بقول أنني مسيحي!، بل هذا أيضًا يعطينا الميزة والتفرد، ومع هذه المسؤولية علينا التعمق في نشأة المسيحية في أراضينا المقدسة ومنها الانتشار في أصقاع العالم الأربعة، ولكن كيف كان هذا الانتشار لولا عمل إعلامي كبير قام به التلاميذ والرسل بعد قيامة يسوع؟</p><p dir="RTL">هذه دعوة خاصة لنا جميعًا لنكون نحن بدورنا مثل تلاميذ المسيح رغم اختلاف مستويات كل تلميذ، كان لكل واحد منهم الميزة في نقل البشارة والأهم هو الشعور بقدسية العمل الذي يقومون به &quot;الويل لي أن لم أبشر&quot;، هذا يدفعنا أكثر لنتثقف ونكون وكلاء صالحين في نقل الأخبار، ونتفرد بطرق غنية من أجل إيصال البشرى السارة لكل الأمم.</p><p dir="RTL"><span style="color:#006699;"><strong>الكنيسة البيت الإعلامي الدافئ!</strong></span></p><p dir="RTL">بعد كل هذه المسيرة الشاقة والطويلة للكنيسة في التبشير في كلمة الله، والتأمل في حياة يسوع وهو بدوره خير مثال لنا، وأصبح الإعلامي المسيحي الأول حيث لم يتعب وهو يتنقل من مكان لمكان ويكرز ويعلم الشعب ويعلن اقتراب ملكوت الله، نشعر كم وكم أن الكنيسة هي بيتنا الدافئ، وتشبه بيت إعلاميًا يتجدد كل يوم مع نقل بشارة الإنجيل من آيات ومعجزات نسلط الضوء عليها رغم مرور سنوات كثيرة على ولادة المسيحية، مع تضحيات المسيح نتعلم أهمية أن نكون رسل في خدمة الكنيسة ونكون بدورنا الشعاع البسيط الذي يمنح الانسان الرجاء والسلام، وكنيستنا اليوم مع كل هذه المشاهد التي سخرها البعض في تشويه الحقائق، هي كنيسة ثابتة بسبب الأسس التي قامت عليها، واليوم نحلم بدور مشرق في صنع مستقبل كريم للكنيسة رغم الإعلام الذي يهدم ويشوه قدسية رسالتنا.</p><p dir="RTL">فالكنيسة وسط كل هذه التحديات تحتاج إلى إرادات طيبة تحمل معها هم خلاص الإنسان، والفاتيكان بدوره يدرك أهمية وحجم دور وسائل الإعلام في هذا المجال وهذا ما أكد عليه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني فقال: &quot;إن وسائل الإعلام، من وجهة نظر مسيحية هي أدوات رائعة موضوعة في متناول الناس وتدبير إلهي&quot;.</p><p dir="RTL">اليوم كل شاب وشابة لهم دعوة خاصة لأخذ دور ريادي في المجتمعات التي ينتمون إليها، واستغلال هذه الأدوات بشكل راقي وموضوعي، مع سهولة تناقل الأخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليصبح كل فرد مبشر وبمسؤولية لكل ما يقوم به وهنا يظهر الدور المطلوب أيضًا من آباء الكنيسة في تهيئة الأجيال وتثقيفها دينيًا بما يتطلب من حس لمواكبة التطور الرقمي وإعطاء الصورة الصحيحة.</p><p dir="RTL">وهنا لا بدّ لي أن أعبر عن عميق شكري وأمتناني لأخوتي العاملين في موقع أبونا، وفي مقدمتهم الأب رفعت بدر مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام لمحبتهم الدائمة وثقتهم التي أعتز بها، عشية ذكرى اختياري قبل عام لمنحي لقب صحفي العام، في كل مرة كنت أحاول إيصال صوت مدينتي الحبيبة القامشلي وشبيبتها وكنيستنا الأرمنية، فكان موقع أبونا هو الصوت والصدى، والمنبر الذي منه يشهد العالم على قيامتنا رغم قساوة الحرب، سنوات وسنوات لي في هذا البيت العزيز وأنا كل يوم المس هذه المحبة اللامحدودة ومنها أخذ النور وأكمل في رسالة الموقع &quot;إعلام من أجل الإنسان&quot;، وبذل كل الجهود من أجل ازدهار رسالة الموقع، أطيب التمنيات لكم جميعًا مع حلول عيد الموقع، وليكن الله معنا في حمل هذه الرسالة المقدسة. وكل عام وأنتم بألف خير.</p>