موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٥ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٠
رئيس منظمة كاريتاس الدوليّة: في زمن الوباء لنكتشف مجدّدًا روح الأم تريزا
بمناسبة عيد القديسة الأم تريزا دي كالكوتا، يشارك رئيس منظمة كاريتاس الدوليّة مع موقع فاتيكان نيوز تأمُّلاً حول "أم الفقراء" وكيف يمكن لمثالها في عيش المحبّة أن يساعدنا في مواجهة الوباء.

فاتيكان نيوز :

 

حياة مكرسة بالكامل لخدمة الفقراء بين الأشدّ فقرًا. إن مثال الأم تريزا دي كالكوتا لا يتوقف عن جذب أشخاص من جميع أنحاء العالم، مؤمنون وغير مؤمنين. علامة ملموسة لقوّة هذه القديسة هي واقع أنه في اليوم الذي تصادف فيه الذكرى السنوية لوفاتها، الذي تمَّت في الخامس من أيلول سبتمبر عام ١۹۹٧، ويحتفل بذكراها الليتورجية، تحتفل الأمم المتحدة باليوم الدولي للعمل الخيري؛ وقد تمَّ تاريخ الخامس من أيلول سبتمبر من أجل إحياء ذكرى وفاة الأم تريزا، التي حصلت على جائزة نوبل للسلام في عام ١۹٧۹ تكريما للعمل الخيري الذي اضطلعت به من أجل التغلب على الفقر، والذي يشكل تهديدا للسلام العالمي. وفي تأمل له شاركه عبر موقع فاتيكان نيوز قال الكاردينال لويس أنطونيو تاغل وإذ تعترف بأن الأعمال الخيرية تبني التماسك الاجتماعي والسلام، تعتزم الأمم المتحدة زيادة الوعي وحث الاشخاص والمنظمات على مساعدة الآخرين من خلال النشاطات الخيرية. وشدّد رئيس منظمة كاريتاس الدوليّة على مدى أهمية اختيار يوم الخامس من سبتمبر بالنسبة للكنيسة، تاريخ وفاة الأم تريزا دي كالكوتا، امرأة معروفة في جميع أنحاء العالم، وحائزة على جائزة نوبل للسلام، ولكن رسالتها الوحيدة كانت خدمة الرب من خلال الفقراء.

 

ذكّر الكاردينال لويس أنطونيو تاغل أن الأم تريزا هي من بين شفعاء مؤسسة كاريتاس الدولية، وأكّد أنه من خلال الرهبانية التي أسستها عام ١۹٥٠، مرسلات المحبّة، وصلت خدمتها إلى مختلف أنحاء العالم. بالنسبة للقديسة الأم تريزا، تقوم المحبّة على تصرفات صغيرة من أجل خير الآخرين. لكن أعمال المحبة الحقيقية لا يمكن أن تأتي إلا من شخص مُحب. ومصدر المحبّة هو الله، إلهنا الحي. نقرأ في رسالة القديس يوحنا الأولى أنَّ "الله محبّة". إن المحبة هي اسم الله، والله يعطي الحياة ويغفر الخطايا ويحمي الضعفاء ويغذّي الأرض ويتألّم مع الفقراء ويرافق المتروكين. في يسوع غلبت محبّة الله الموت. كل شخص قد خُلق على صورة الله لكي يكون وجه محبّته على الأرض، وبالتالي سمحت الأم تريزا لله الذي هو محبّة أن يحوّلها إلى أداة لمحبّة الله تجاه الفقراء.

 

بعدها توقف الكاردينال تاغل عند واقع أنّه بإمكان روح ومثال الأم تريزا ومرسلات المحبّة أن يساعداننا في زمن المحنة هذا المطبوع بوباء فيروس الكورونا الذي يميّز أيضًا اليوم الدولي للعمل الخيري لعام ٢٠٢٠؛ وحث الكاردينال لويس أنطونيو تاغل الجميع قائلاً جميعًا مدعوون للقيام بأعمال خيرية للتخفيف من حدة الفقر وتعزيز الاستقرار والسلام. ولكن بروح القديسة الأم تريزا، أعتقد أن الاحتفال هذا العام يطرح علينا أسئلة عميقة جدًّا: أي نوع من الأشخاص أنا؟ أي نوع من الأشخاص ننشّئ في شبابنا؟ هل نحترم الأشخاص المختلفين عنا؟ هل أيقظ الوباء فينا غريزة المحبّة أم جعلنا غير مبالين؟ اليوم أكثر من أي وقت مضى نحن بحاجة إلى محبّة حقيقية من قبل أشخاص حقيقيين!