موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٠ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٠
حارس الأرض المقدسة الأب فرانشيسكو باتون: القدس هي تراث جميع المسيحيين
حارس الأرض المقدسة الأب فرانشيسكو باتون الفرنسيسكاني

حارس الأرض المقدسة الأب فرانشيسكو باتون الفرنسيسكاني

فاتيكان نيوز :

 

"إن حملة تبرعات يوم الجمعة العظيمة هي كل عام المصدر الرئيسي لدعم حراسة الأراضي المقدسة، ولكن هذا العام ربما قد تكون الوحيدة، هذا ما قاله حارس الأرض المقدّسة الأب فرانشيسكو باتون في مقابلة أجرتها معه صحيفة الأوسيرفاتوريه رومانو.

 

وأضاف الأب باتون في مقابلته: يجب أن نتذكر دائمًا أن كنيستنا هي كنيسة صغيرة في سياق الشرق الأوسط، ولكنها مدعوة للقيام بمهمة كبيرة من أجل الكنيسة الجامعة. يشكل المسيحيون هنا حوالي اثنين في المائة من السكان، وبالتالي من الواضح أننا لن نتمكن بدون مساعدة الكنائس الأخرى من المضي قدمًا.

 

تابع: لطالما عاشت الكنيسة المحلية (ولكن أيضًا في الأردن وسوريا ولبنان ومصر وقبرص ورودس) على الدعم والسخاء اللذين تقدّمهما كنائس الغرب للمسيحيين الذين يحفظون ذكرى تاريخ الخلاص في هذه الأرض. ففي عام 1974، أسس البابا القديس بولس السادس حملة تبرعات يوم الجمعة العظيمة ونظمها من خلال الإرشاد الرسولي "Nobis in animo". لكن وبسبب الإغلاق الناجم عن وباء فيروس الكورونا قرّر الأب الأقدس بنقل حملة التبرعات هذه إلى يوم الأحد المصادف في الثالث عشر من أيلول، أي اليوم السابق للعيد الليتورجي لارتفاع الصليب المقدس.

 

وأضاف حارس الأرض المقدّسة يقول: أدرك جيدًا الصعوبات المرتبطة بتغيير تاريخ هذه الحملة: لا يزال الإقبال في الكنائس في الغرب محدودًا، ولم تُستأنف النشاطات الراعوية في أيلول بعد، كما أن العديد من الأبرشيات والرعايا تعيش في وضع اقتصادي غير مستقر، وكذلك يعاني العديد من المحسنين من ضائقة مالية. ولكن بالنسبة لحياة مسيحيي الأرض المقدسة، من الضروري أن تكون حملة التبرعات هذا العام سخية كما كانت في السنوات السابقة. من وجهة النظر هذه، أنا ممتن لصحيفة الأوسيرفاتوريه رومانو لأنّها تحمل صدى صوتنا، من المؤكد أن صحيفتكم هي الأكثر قراءة على نطاق واسع بين الأساقفة في جميع أنحاء العالم وأنا متأكد من أنهم باهتمامهم لمصيرنا سيكونون قادرين على دعمنا كما هو الحال دائمًا.

 

تابع الأب فرانشيسكو باتون شارحًا: منذ ستة أشهر تقريبًا، شهدت بياناتنا المالية نفقات فقط بدون مدخول. ومع ذلك، فإن التكاليف لا تزال مستمرة: يتلقى جميع العمال رواتب منتظمة، ويتقاضى معلمو مدارسنا رواتبهم بشكل طبيعي حتى لو لم تتمكن العديد من العائلات من دفع حتى الرسوم الضئيلة، كذلك المزارات الخمسة والعشرون التي تذكر بحياة يسوع في هذه الأرض، والتي نحرسها تتطلب صيانة روتينية مكلفة أيضًا.

 

وأوضح بأنّ دعم الحراسة لا يعني دعمًا هامشيًا لإدارة المزارات وحياة حوالي ثلاثمائة راهب. بل يعني مساعدة هذه الجماعة المسيحيّة الصغيرة والشجاع على البقاء. إنَّ تسعين في المائة من الأموال التي تجمعها حملة التبرعات هذه هي مخصصة للنشاطات الراعوية والاجتماعية. من بين الأعمال الراعوية، يطيب لي بشكل خاص أن أُذكّر بالرعايا التي أوكلت إلى إخوتنا في سوريا التي وصلت إلى عامها العاشر من الحرب الأهلية، والتي يضاف إليها الآن تأثيرات الوباء المأساويّة. من ثمَّ هناك النشاطات الراعوية والاجتماعية، إنَّ مسيحيي بيت لحم الذين يعيشون بشكل رئيسي في السياحة الدينية لم يروا فلسًا واحدًا منذ ستة أشهر. وبالتالي نحن نحاول مساعدة الجميع، لكن هذا ليس بالأمر السهل. نحاول أن نعطي الأولوية للعائلات التي تواجه صعوبات كبيرة وللمدارس، لأنَّ المدارس هي الشرط الأساسي لمستقبل سلمي في المنطقة، إذ يتردّد عليها العديد من الشباب المسلمين، وبالتالي نحن نترجم بشكل كامل الروح التي عبر عنها البابا فرنسيس في وثيقة "الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك" التي وقّعها العام الماضي في أبو ظبي مع شيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب.

 

أضاف حارس الأرض المقدّسة: تنطبق هذه الصعوبات على العمال الأجانب المهاجرين في إسرائيل الذين فقدوا وظائفهم بسبب الوباء، ولكنّهم لا يمكنهم العودة إلى بلدانهم. من ثمَّ هناك العديد من النازحين واللاجئين في المنطقة، في الأردن ولبنان وسوريا. فالوضع في لبنان كارثي: البلد مفلس الآن، فيما يتصاعد التوتر بين الفصائل وتسبب الانفجار في مرفأ بيروت في تشريد حوالي ثلاثمائة ألف شخص. إن ديرنا هناك قد تدمّر وتم انتشال راهب على قيد الحياة من تحت الأنقاض. لذلك يمكنكم أن تفهموا من هذا الملخّص السريع والمأساوي أنَّ مساعدة حراسة الأراضي المقدسة من خلال حملة تبرعات يوم الجمعة العظيمة، أو بالأحرى حملة تبرعات الثالث عشر من أيلول، تعني بشكل أساسي تقديم المساعدة في مواجهة جميع هذه الأوضاع الصعبة. وأنا متأكد من أن الأساقفة والجماعات المسيحية حول العالم سيجعلون سخاءهم ملموسًا أيضًا حتى في هذا العام الصعب للجميع، لأنّ القدس هي تراث جميع المسيحيين.