موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٣٠ يوليو / تموز ٢٠٢٠
جمعية الأرض المقدسة: دعم لحراسة الأراضي المقدسة في زمن الوباء

حراسة الأراضي المقدسة :

 

"لم يتخلى المحسنون عنا أبدًا، بل كانوا أشد قربًا". بهذه الكلمات وصف المسؤول الإعلامي في جمعية الأرض المقدسة، السيد أندريا أفيدوتو، فترة الطوارئ التي تسبب بها انتشار فيروس كورونا. تقوم هذه الجمعية غير الربحية بتقديم الدعم للعديد من مشاريع حراسة الأراضي المقدسة، وقد تجاوبت الجمعية بسرعة كبيرة مع الحاجات الطارئة التي نتجت عن انتشار الوباء في المناطق الفلسطينية، حيث يمارس الرهبان الفرنسيسكان التابعون لحراسة الأراضي المقدسة نشاطهم. وتابع افيدوتو: "أدرك المحسنون بأننا نمر في مرحلة محفوفة بالصعوبات على المستوى العالمي، وقد تلقينا في الحال العديد من رسائل الدعم. تفاجأنا وشعرنا بتعزية كبيرة من جراء ذلك".

 

من ناحيتها، أرسلت احدى المحسنات رسالة قالت فيها: "أود ان أشكركم لما تقومون بإرساله إلي، ولأن هذا الأمر يخدم في الحقيقة مسيرتنا معه ومع سائر من يحبونه. لست غنية، بل على العكس. ولكن من بين الجهات المختلفة التي أود أن أشاركها بما لدي، هنالك أيضًا الأرض المقدسة. ورغم اضطراري المكوث في البيت بسبب الفيروس، إلا أنني حصلت على الإذن للذهاب إلى مكتب البريد الإيطالي، وها إنني أبعث إليكم بمساهمتي الصغيرة. فلنبقى متحدين معاً بالصلاة والمشاركة".

 

في ميلانو ولدى مكتب المشاريع الخاصة بجمعية الأرض المقدسة، تمت حالاً بلورة مبادرات جديدة، كاللقاءات المباشرة عبر الانترنت، التي أضحت وسيلة للتواصل المستمر مع المحسنين، من خلال التحدث عن أوضاع الأرض المقدسة، كما وأنها طريقة جديدة لإطلاق حملة تبرعات تساهم في تمويل بعض المشاريع. ومن بين المبادرات الجديدة التي تم تقديم الدعم لها، مبادرة نسائية ولدت في بيت لحم ودعيت باسم: "نساء ناشطات في مواجهة فيروس كورونا"، وهو مشروع قامت بتمويله مؤسسة المساعدة الدولية، بينما سهرت على تنفيذه جميعة الأرض المقدسة، وهو مشروع يهدف لتنشئة أشخاص قادرين على انتاج كمامات وقائية وتوزيعها مجانًا للجهات الاجتماعية والداعمة في بيت لحم.

 

تتابع جمعية الأرض المقدسة في الوقت نفسه نشاطها الاعتيادي، كإدارة الأزمة المائية في المناطق الفلسطينية، وورشة دار مجوس (بيت الاستقبال في بيت لحم) وسائر النشاطات التي تهدف إلى التنشئة المهنية. وتابع أندريا افيدوتو قائلاً: "لم نتوقف عن العمل، بل إن فيروس كورونا قد دفعنا إلى القيام بالمزيد. نريد تقديم الدعم لمنظومة صحية هشّة". في هذه الأوقات الصعبة، عملت مؤسسة الأرض المقدسة على تفعيل مجموعة من نظم الطوارئ لمعالجة المرضى وعدم تركهم وحدهم، مع محاولة تأمين مساعدة ملموسة في الوقت نفسه، لسد تكاليف العلاج الطبي لأكثر من 250 عائلة.

 

قامت جميعة الأرض المقدسة أيضاً، وبفضل التبرعات التي ساهم بها مجلس أساقفة ايطاليا، بتقديم مبلغ 30 ألف يورو لمشفى القديس يوسف في القدس الشرقية، ومبلغ 30 ألف يورو أخرى لمشفى الجمعية العربية في بيت لحم، لأجل تزويد هاتين المؤسستين بالأدوات الطبية الأساسية، والتمكن بذلك من مواجهة حالة الطوارئ الصحية التي يتسبب بها انتشار فيروس كورونا.

 

وأكد افيدوتو قائلاً: "مؤخرا، كانت سوريا على رأس أولوياتنا الطارئة، ولذلك قمنا بتشكيل حملة اضافية لجمع التبرعات. نأمل الوصول إلى المرحلة الثانية من مشاريعنا في سوريا، وذلك من خلال خلق نشاطات ذات طابع تجاري، وتأمين برامج للتنشئة المهنية. إلا اننا ندرك اليوم بأننا لا نزال في مرحلة طارئة. لم تعد هنالك صواريخ تتساقط، ولكن هنالك أعداء يتسببون بموت عدد أكبر من الناس، هما الجوع والبؤس. فالعمل، على سبيل المثال، لا يمكن أن يبدأ من جديد خاصة في خضم هذه الأزمة الصحية". عن هذا الواقع، تمخضت الحاجة إلى التحفيز على لقاءات عبر شبكة الانترنت تتناول المسألة السورية، شاركت فيها مجموعة من الرهبان التابعين لحراسة الأراضي المقدسة. كما اننا لا نستطيع ان ننسى، من ناحية أخرى، الدعم اللازم للبيوت التي تسهر على استقبال اللاجئين في لبنان، الذي يمر هو الآخر بأزمة اقتصادية لم يكن لها في السابق مثيل.

 

وفي القدس أيضًا، لا تزال المساعدات التي تقدم للعائلات الفقيرة مستمرة، بفضل ما تم جمعه من قبل جمعية جيلميني. كما وقامت جمعية الأرض المقدسة خلال الأشهر القليلة الماضية بتنظيم مقابلة عبر شبكة الانترنت مع حارس الأراضي المقدسة، وهو رئيس الجمعية، تناول فيها احدى أهم المشكلات التي تواجهها الحراسة في هذه اللحظة: وهي مدارس الأرض المقدسة.

 

ففي هذه الفترة التي اغلقت فيها المدارس أبوابها، لم يعد الأهالي يسددون رسوم الدراسة، ولا بد لنا من دعم هذه الرسوم بأسلوب آخر. وتابع أفيدوتو حديثه في النهاية قائلاً: "فمع تأجيل لمّة الجمعة العظيمة إلى شهر أيلول، واغلاق بيوت الضيافة كازانوفا، اضافة إلى المزارات الفارغة وتوقف الحجاج، شعرت مؤسستنا المرتبطة بالرهبان الفرنسيسكان في الأرض المقدسة بواجب تقديم مساعدة مالية لبعض الأمور الطارئة في الحراسة، بدءاً من المدارس، ونرجو من ثم، في المستقبل، أن تمتد مساعدتنا هذه إلى الأماكن المقدسة".