موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر السبت، ١٢ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٠
بعد ستة أشهر من الوباء: بعض الوضوح وشكوك ونقاط مجهولة كثيرة

أ ف ب :

 

أصبح كوفيد-19 جزءا من حياتنا اليوم بعد ستة أشهر من اعتباره وباء من قبل منظمة الصحة العالمية. وهو عدو قريب عرفنا الكثير عنه وإن كان لا أحد يستطيع الرد على هذا السؤال: ماذا ينتظرنا هذا الخريف والشتاء؟


 

هل سيتجدد انتشار الوباء؟

 

بعد الاختلاط الكبير بين السكان في الصيف وبينما باتت إجراءات الاحتواء في الربيع بعيدة، يرتفع عدد الإصابات بشكل كبير في أوروبا. هذا هو الحال في فرنسا واسبانيا وبريطانيا، وإن كانت الأرقام أقل بكثير من تلك التي سجلت في ذروة الوباء في آذار ونيسان.

 

وقال وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران لإذاعة فرانس انتر الثلاثاء “آلاف الإصابات يوميا هو عدد كبير (…) هذا يثير القلق بالتأكيد”.

 

وأكد أحد المسؤولين في الخدمات الصحية البريطانية جوناثان فان-تام للبي بي سي أنه إذا استمر هذا المسار، فستعيش بريطانيا "فترة مضطربة في الأشهر المقبلة".

 

وحذر فيران من أن ارتفاعًا في عدد المصابين سيؤدي "آليًا" إلى زيادة في الإصابات الخطيرة، بفارق أسابيع. لكن إلى أي حد؟ هذا هو السؤال.

 

يخشى العديد من الأطباء الذين أنهكتهم الموجة الأولى للوباء من أن تفوق الأعباء مجددا طاقة المستشفيات ووحدات العناية المركزة في الخريف، كما في آذار.

 

وقد حذروا من أن الفيروس ينتشر بشكل رئيسي بين الشباب الفئة الأقل تعرضا للخطر، لكن كبار السن والذين يعانون من أوضاع صحية سيئة سيتأثرون بشدة.

 

ويرى آخرون أقل تشاؤما أن خطر امتلاء المستشفيات أقل مما كان في الربيع، خصوصا لأن الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة يحترمون إجراءات التباعد الجسدي بشكل أفضل.

 

واخيرا، يعول الأكثر تفاؤلا على وجود حصانة اكتسبت خلال الموجة الأولى، يمكن أن تقف سدا في وجه الموجة الثانية وتمنع تكرار كارثة آذار. لكن هذا مجرد فرضية.

 

في المقابل يصر الجميع على أهمية إجراءات التباعد الاجتماعي ووضع الكمامات.


 

تكرار الإصابة والمناعة

 

سجل عدد قليل من الحالات لمرضى تم شفاؤهم من المرض ثم أصيبوا به مرة أخرى في الأسابيع الأخيرة حول العالم، ما أحيا قضية المناعة الشائكة.

 

وسجلت أول حالة مؤكدة لتكرار الإصابة بكوفيد-19 لدى رجل ثلاثيني في هونغ كونغ وكانت وطأة المرض أشد عليه من إصابته الأولى.

 

ورأى الخبراء في ذلك بارقة أمل ومؤشر إلى أن جهاز المناعة لديه تعلم الدفاع عن نفسه بعد الإصابة الأولى.

 

لكنهم يصرون خصوصا على أنه لا يمكن التوصل إلى نتيجة استنادا إلى بضع حالات. والسؤال ليس هل يمكن الإصابة بفيروس كورونا المستجد مرتين بل بدرجة قدرة المصاب على نقل العدوى في المرة الثانية.

 

وبشل أوسع، لا تزال المناعة ضد كوفيد-19 غير مفهومة. فقد ركز الخبراء على بشكل كبير على الأجسام المضادة لكن الباحثين يأملون في أن يتمكن شكل آخر من الرد المناعي يعتمد على خلايا التي تسمى الخلايا اللمفاوئية التائية، من كبح الوباء.

 

لكن ذلك يبقى نظريا حتى الآن.


 

دور الأطفال

 

بينما بدأ العام الدراسي في عدد من الدول، لم يعرف بدقة بعد دور الأطفال في الوباء.

 

وهناك أمر واحد اكيد هو أنهم نادرا ما يصاب الأطفال بكوفيد-19. ومعظمهم لا يصابون سوى بشكل طفيف وقد لا تظهر عليهم عوارض إطلاقا.

 

في المقابل، لم يعرف بعد ما إذا كانوا ينقلون العدوى إلى البالغين.

 

وقال المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومراقبتها ملخصا الوضع "عندما تظهر عليهم الأعراض، يفرز الأطفال الكمية نفسها من الفيروس التي تخرج من البالغين، ومعدية بالدرجة نفسها"، موضحا أنه "من غير المعروف إلى أي درجة يمكن لأطفال لم تظهر عليهم أعراض المرض نقل العدوى إلى آخرين".

 

وكشف العديد من الدراسات أن الأطفال ينقلون المرض بشكل محدود ربما لأن الأعراض التي يعانون منها قليلة، إذ إن السعال أو العطس يزيد من خطر انتقال الفيروس إلى آخرين.

 

لكن العديد من الخبراء يدعون إلى التمييز بين الأطفال والمراهقين الذين تقارب قدرتهم على العدوى تلك التي يملكها البالغون.


 

هل يمكن إعداد لقاح جيد بسرعة؟

 

يعد التوصل إلى لقاح فعال وآمن أفضل طريقة لإنهاء الوباء. لكننا لا نعرف متى سيحدث ذلك على الرغم من آثار عديدة لإعلانات في منافسة في العالم رهاناتها المالية هائلة.

 

وفي آخر إيجاز صحافي الأربعاء، تحدثت منظمة الصحة العالمية عن 35 “لقاحا مرشحا” تم تقييمها في تجارب سريرية على البشر حول العالم.

 

وتسعة من هذه اللقاحات أصبحت في المرحلة الأخيرة بالفعل أو على وشك بلوغها. وفي هذه “المرحلة الثالثة” يتم اختبار فاعلية اللقاح على نطاق واسع على آلاف المتطوعين.

 

وتخوض الولايات المتحدة وروسيا والصين معركة عن بعد وتقوم بتسريع الإجراءات على أمل أن تكون كل منها الأولى امتلاك لقاح، حتى قبل نهاية العام الجاري.

 

لكن الخبراء يدعون إلى عدم الخلط بين السرعة والتسرع لأن حرق المراحل قد يسبب مشاكل تتعلق بالسلامة.

 

وفي ما يعكس هذا الحذر الضروري، تم تعليق أحد أكثر المشاريع تقدما بقيادة مختبر استرازينكا وجامعة أكسفورد البريطانية الثلاثاء.

 

والسبب هو ظهور "مرض قد يتعذر تفسيره" ربما كان من الآثار الجانبية للقاح، على أحد المشاركين.

 

وحسب تقديرات الوكالة الأوروبية للأدوية، "قد يستغرق الأمر حتى أوائل 2021 على الأقل ليصبح اللقاح ضد كوفيد-19 جاهزا للموافقة عليه ومتاحا بكميات كافية" للاستخدام العالمي.

 

وفي أسوأ السيناريوهات، من الممكن ألا يتم النجاح في تطوير لقاح أبدا.


 

أقنعة ورذاذ

 

كان هذا التغيير مذهلاً. فبعدما اعتبر القناع غير ضروري للسكان في آذار أصبحت معظم سلطات الصحة في العالم بما فيها منظمة الصحة العالمية توصي به.

 

في الوقت نفسه، اكتشف العلماء أن كوفيد-19 ينتقل على الأرجح عن طريق قطرات صغيرة معلقة في الهواء يزفرها المرضى (الهباء الجوي)، وليس فقط عبر الرذاذ الأكبر حجما أو الأيدي القذرة.

 

ولم يعرف بدقة دور هذا النمط من الانتقال في آلية انتشار الوباء لكن دراسات عديدة تؤكد أنه أساسي.

 

ولا يكفي احترام مسافة أمان ومن الضروري وضع كمامة خصوصا في الأماكن المغلقة والمزدحمة وذات التهوية السيئة. وقد فرضت بعض الدول وضع الكمامات حتى في الشوارع.


 

الأدوية

 

أصبحت الرؤية أوضح اليوم بفضل التجارب السريرية. ثبت أن نوعًا واحدًا فقط من الأدوية يخفض خطر الوفاة وهي "الكورتيكوستيرويد" المضادة للالتهابات.

 

لكن منظمة الصحة العالمية تصر على أنها لا توصف إلا "للأشكال الحادة أو الحرجة" من المرض.

 

وهناك دواء مضاد للفيروسات "ريمديسيفير" يقلص مدة البقاء في المستشفى لكن فائدته محدودة نسبيًا.

 

في المقابل لم تتأكد فاعلية الهيدروكسي كلوروكين الذي دافع عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفي فرنسا البروفسور ديدييه راوول.