موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الأربعاء، ٢ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٠
الهجرة غير الشرعية: مئات المهاجرين يلقون حتفهم في البحر المتوسط منذ عام 2015
أظهرت تقديرات المنظمة الدولية للهجرة أن 554 مهاجرًا لقوا حتفهم حتى الآن خلال العام الحالي

أظهرت تقديرات المنظمة الدولية للهجرة أن 554 مهاجرًا لقوا حتفهم حتى الآن خلال العام الحالي

بي بي سي عربيّة :

 

لا يزال مئات المهاجرين يلقون حتفهم في مياه البحر المتوسط بعد مرور خمس سنوات على أزمة المهاجرين التي بلغت أوجها في عام 2015. وتفيد تقديرات المنظمة الدولية للهجرة بأن 554 مهاجرًا لقوا حتفهم حتى الآن خلال العام الحالي فقط.

 

يأتي عدد الوفيات المسجل في عام 2020 أقل بكثير مقارنة بأعداد الوفيات منذ خمس سنوات، إذ يُعتقد أن 3030 شخصًا لقوا حتفهم بين كانون الثاني آب 2015. بيد أن المهاجرين يلقون حتفهم غرقًا في البحر المتوسط، حتى الآن، وهم يحاولون الوصول إلى شواطىء أوروبا.

غرق الزوارق بين الماضي والحاضر

 

شهد عام 2015 انقلاب زوارق مزدحمة بالمهاجرين في مياه البحر المتوسط.

 

وكان شهر نيسان 2015 أكثر الشهور دموية عندما لقي نحو 1500 شخصًا مصرعهم، من بينهم 800 مهاجر، غرقوا عندما انقلب زورق واحد قبالة سواحل ليبيا، ويُعتقد أن أحد أسباب الكارثة يعود إلى أن الزورق كان مكتظًا بالمهاجرين.

 

وأظهرت تقديرات المنظمة الدولية للهجرة أنه من بين 554 شخصًا لقوا حتفهم، العام الحالي، غرق الغالبية (395 مهاجر) في مياه وسط البحر المتوسط​​، أثناء عبورهم من الساحلين التونسي والليبي. كما تشير تقديرات المنظمة الدولية إلى أن 71 شخصًا لقوا حتفهم في شرق المتوسط ​​و83 في غرب المتوسط، ولا يُعرف بعد موقع خمس حالات.

 

وكان الاتحاد الأوروبي قد علّق في عام 2019 دوريات الإنقاذ البحري للمهاجرين في البحر المتوسط، وجاء القرار بعد خلاف نشب بين حكومات الاتحاد الأوروبي بشأن ما إذا كانت العملية تشجع المزيد من المهاجرين على المخاطرة بالرحلة، فضلا عن تعزيز الاتجار بالبشر.

 

كما منعت إيطاليا ومالطا رسو زوارق المهاجرين في الموانئ الإيطالية والمالطية.

معظم المهاجرين يأتون عبر شرق المتوسط

 

شهد عام 2015 وصول أعداد هائلة من المهاجرين إلى اليونان عن طريق تركيا، قام معظمهم برحلة قصيرة نسبيًا وإن كانت محفوفة بالمخاطر بين الساحل التركي والجزر اليونانية.

 

وأبرمت الحكومة التركية والاتحاد الأوروبي، في آذار عام 2016، اتفاقًا شهد عودة اللاجئين السوريين الذين وصلوا إلى الجزر اليونانية إلى تركيا، في مقابل حصول تركيا على 6 مليارات يورو مساعدات من الاتحاد الأوروبي للمهاجرين واللاجئين.

 

وتراجع عدد المعابر الحدودية غير الشرعية من 216 ألفًا في تشرين الأول عام 2015 إلى 4000 في تشرين الأول التالي. بيد أنه في شباط عام 2020 بدأت تركيا تسمح لبعض اللاجئين بالمغادرة إلى اليونان، وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن بلاده لا تستطيع التعامل مع موجة جديدة من اللاجئين القادمين من سوريا، وإنه لا يستطيع تنفيذ اتفاق 2016.

 

وقال أردوغان إن "ملايين" يمكنهم العبور، لكن، حتى الآن، ظلت الأرقام أقل بكثير مقارنة بعام 2015.

آلاف المهاجرين العالقين في اليونان

 

وطأت أقدام نسبة كبيرة من المهاجرين الأراضي الأوروبية في جزر اليونان الواقعة في شرقي بحر إيجة.

 

وانتهى المطاف بآلاف المهاجرين في مخيمات تقع في ليسبوس وخيوس وساموس وليروس وكوس.

 

وينتظر كثيرون أشهرًا، وأحيانًا أكثر من عام، مراجعة الحكومة اليونانية طلبات اللجوء التي تقدموا بها، وعُلق ما يزيد على 87 ألف طلب لجوء حتى نهاية كانون الأول عام 2019، مع وجود ما يزيد على 45 ألف طلب مُعلق لأكثر من ستة أشهر، وفقًا لبيانات المجلس اليوناني للاجئين.

 

وتعاني المخيمات من الازدحام فضلا عن معاناة العديد من المهاجرين من قلة المياه النظيفة والكهرباء، وتقول الحكومة اليونانية إنها لم تحصل على مساعدة كافية من الاتحاد الأوروبي لتلبية احتياجات المهاجرين.

عدد المهاجرين الذين يصلون إلى أوروبا برًا وبحرًا شهريًا بين عامي 2015 و2020

قائمة التونسيين تتصدر الوافدين لعام 2020

 

وصل مهاجرون من عشرات الدول إلى أوروبا منذ عام 2015، وفر الكثير منهم من الحرب الدائرة في سوريا وأفغانستان. وتقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن المهاجرين من ذوي الجنسية التونسية طغت أعدادهم على بقية المهاجرين برًا وبحرًا في عام 2020.

 

وشهد العام الحالي خوض نحو ستة آلاف تونسي رحلة الهجرة عبر المتوسط حتى الآن، في ظل معاناة كثير من الشباب من الفقر والبطالة وعدم الاستقرار السياسي في البلاد. وتقول الحكومة الإيطالية إن المزيد من المهاجرين يصلون الآن قادمين من الموانئ التونسية مقارنة بليبيا المجاورة التي تعاني من فوضى، والتي كانت مركزًا للهجرة القادمة من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.


 

تراجع الأعداد عمومًا

 

كان عام 2015 قد شهد ارتفاعًا كبيرًا في أعداد المهاجرين الذين وصلوا إلى أوروبا.

 

وتراجعت الأرقام خلال سنوات لاحقة، ولكن يوجد دائما تقلبات موسمية، إذ يستغل المهربون وآخرون البحار الهادئة في أشهر الصيف. وسجل شهر تشرين الأول 2015 أعلى إجمالي عندما وصل ما يزيد على 220 ألف مهاجر إلى أوروبا، مقارنة بـ10605 سجلها شهر تموز 2020.