موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأربعاء، ١٩ ابريل / نيسان ٢٠٢٣
"المسيح قام ... حقًا قام"، بقلم المستشار مثقال مقطش

المستشار مثقال مقطش :

 

إخواني... اخواتي

 

في هذه الليلة المباركة، لا اريد ان اكون تقليديا في سرد قصة القيامة، لا بل اجد نفسي ملزما لاستعرض الحقائق:

 

اولا: على مر العصور، ظلت شخصية السيد المسيح الشخصية الاولى المستحوذة على فكر علماء اللاهوت وجهابذة الفلسفة ... واتفق المختلفون معه والذين آمنوا به على انه أسطورة دينية حقيقية خالدة ... وعلى سبيل المثال:

 

* فولتير قال: المسيح هو أعظم فيلسوف عرفه التاريخ البشري.

 

* جان جاك روسو قال: ما أعظم الصلاح الأسر وعمق الحكمة في تعاليمه، ويا لروعة أقواله.

 

* نابليون بونابرت قال: المسيح شخص تاريخي وليس اسطوري، وهو ليس مجرد رمز، وانه يظل على الدوام أعلى نموذج للدين يمكن ان يصل اليه الفكر البشري.

 

الحقيقة الثانية: حسب رسالة بطرس الاولى، تؤكد لنا قيامة السيد المسيح فائدتين حقيقيتين معبرتين للحياة هما: امل حي وحياة جديدة... ولقد كانت قيامة يسوع مختلفة تماما، إذ ترك وراءه لفافات كفنه الثقيل، وارتقى الى حياة جديدة بعد الموت، فقيامته كانت بعدا جديدا للحياة، فهو لن يموت مرة أخرى، وبذلك كانت قيامته بداية لعصر جديد.

 

الحقيقة الثالثة: المسيح هو الإنسان الوحيد الذي مر من على وجه الأرض واعتقدوا انه مات للابد، ولكنه قام من بين الأموات، إذ انه قال بنفسه في سفر الرؤيا: "كنت ميتًا، ولكن ها أنا حي الى ابد الابدين".

 

الحقيقة الرابعة: في كورنتوس الاولى تقريرا مفصلا للعديد من الشهود على قيامة المسيح، فلقد ورد في النص "إنّ المسيح مات من أجل خطايانا وفقا لما في الكتاب، وانه دفن، لكنه قام وظهر لبطرس، ثم ليعقوب وللاثني عشر  جميعًا... وحسب أعمال الرسل، فعندما تحدث بطرس إلى اليهود قال: فيا بني إسرائيل، اسمعوا هذا الكلام: إنّ يسوع الناصري رجل ايده الله بمعجزات وعجائب وعلامات أجراها على يده بينكم، أما تعلمون؟ ومع ذلك فقد سمح الله، وفقًا لمشيئته  وبعلمه المسبق، أن تقبضوا عليه وتصلبوه وتقتلوه، فيسوع هذا أقامه الله من الموت، ونحن جميعًا شهود، وتم رفعه الى يمين الله واخذ من الاب الروح القدس الموعود به... وافاضه علينا، وما ترونه الآن وتسمعونه هو نتيجة لذلك.

 

الحقيقة الخامسة: حسب رومية فإنّ قيامة المسيح ما زالت قوية حتى يومنا هذا كما كانت وقت حدوثها... وبقيامته، فلقد ولدنا من جديد ابرار بمنحنا الروح القدس... وأنّ يسوع المسيح قد تم تسليمه للموت من أجل معاصينا، ثم أقيم من أجل تبريرنا... وحسب بطرس الاولى "مبارك الله ابو سيدنا يسوع المسيح، الذي حسب رحمته ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة المسيح من بين الأموات".

 

فطوبى للمؤمنين حيثما تواجدتم... ودعونا نحتفل ليلتنا المباركة... المسيح قام حقا قام ونحن شهود على ذلك... وكل عام والجميع بخير وسلام.