موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الثلاثاء، ١ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٠
المؤمنون والعمال في حقل الرب ووسائل النقل العام!

وديع ابونصار :

 

يمكن تشبيه العمال في حقل الرب بأنواع مختلفة من وسائل النقل العام، فمنهم من هو مثل السفينة، من حيث الثقل والكبر بالعمل في الميدان، فيساهم بنقل الآلاف من البشر إلى ملكوت الله ليس فقط من خلال التبشير، بل أيضًا من خلال العمل بهدوء وببطء حتى في الأجواء العاصفة.

 

ومنهم من يشبه القطار، حيث ينقل المئات من المؤمنين إلى ملكوت الله من خلال استعمال قوة دفع تتمثل بإصرار على العمل بالرغم من التحديات. وهنالك من يشبه الطائرة، حيث ينقل مائة أو اكثر من البشر، وذلك من خلال التحليق بهم فوق الغيوم، بعيدًا عن المشاكل والعواصف. ومنهم من يشبه الحافلات التي تنقل بضع عشرات من المؤمنين، لكن بشوارع عريضة ومعبدة جيدًا.

 

ومنهم من يشبه سيارات من ذوات الدفع الرباعي التي تنقل عدد قليل من المؤمنين إلى الملكوت في طرق وعرة وخطيرة. ومنهم من يشبه السيارات العادية، حيث ينقل عدد لا يزيد عن أصابع اليد الواحدة الى الملكوت من خلال السير بالطرقات حتى لو كان الطقس عاصف. ومنهم من يشبه الدراجة النارية التي تقل مسافرًا واحدًا والتي قد تسير بسرعة، لكن معرضة للكثير من الحوادث على الطريق. ومنهم من يسير بمفرده على دراجته الهوائية، وبالتالي بالكاد يدخل ملكوت السموات!

 

لكن أخطر أنواع العمال في حقل الرب، هم أولئك الذين يشبهون وسائل النقل، لكنهم يقودون أنفسهم والآخرين باتجاهات أخرى بعيدًا عن ملكوت الله، فمنهم من هو متقاعس، ويكاد لا يتحرك، ومنهم من هو حجر عثرة، حيث يقدم نموذجا سيئا للناس او يتسبب بفقدان بعض الناس لايمانهم، ومنهم من يؤسس جماعات اشبه بالدكاكين تضلل العشرات ان لم يكن المئات وتقودهم بعيدا عن الحظيرة الالهية.

 

من جهة أخرى، يمكن تشبيه المؤمنين بأجزاء مختلفة من القطار. فهناك أولئك الذين يشبهون القاطرة، الذين يسحبون غيرهم نحو الايمان، ومنهم من يشبه عربات القطار، الذين ينتظرون من يقودهم على سكة الايمان، وهنالك من يشبه العربات بدون عجلات وهم الناس الغير معنيين بالمرة ان يتحركوا على سكة الايمان. أما النوع الأسوأ والأصعب فهم أولئك الذين يسيرون على عكس السكة، معرضين أنفسهم، ومن يسير معهم، للدهس سواءً في هذه الحياة وفي الآخرة!