موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢٠ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٠
الكرسي الرسولي: القضاء على الجوع هو أولوية، والمطلوب "ذهنية جديدة"

فاتيكان نيوز :

 

هناك "حقيقة متناقضة" ترى "الغذاء للجميع، ولكن الجوع اليومي للكثيرين": هذا ما قاله المطران غابرييليه كاتشيا، مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة، في مداخلته خلال الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي انعقدت في نيويورك، يوم 16 تشرين الأول الحالي.

 

وحثّ الدبلوماسي الفاتيكاني لإنهاء الجوع وتحقيق الأمن الغذائي وتحسين التغذية وتعزيز الزراعة المستدامة، بأن يكون أولوية أساسيّة، مسلِّطًا الضوء على العلاقة المأساوية بين الجوع والفقر. فالأول، في الواقع، له تأثير سلبي على الثاني، لأنَّ التأثير على الصحة المرتبط بعدم كفاية كمية ونوعية الغذاء يؤثر على قدرة الأشخاص على التعلم والعمل. لذلك، حث المطران كاتشيا على أنه يجب معالجة الفقر والجوع معًا، من خلال نهج شامل يجمع بين الإدماج الاقتصادي وسبل العيش المستدامة والحماية الاجتماعية.

 

وقال: إنَّ كوكبنا يعاني من علاقة مشوهة بين الغذاء والتغذية: بينما يعاني ملايين الأشخاص من الجوع ويموتون في جميع أنحاء العالم، يتمُّ في الواقع، التخلص من أطنان من الطعام يوميًّا، لدرجة أن شخصًا من بين تسعة لا يمكنه الحصول على وجبات يومية. وأن عددًا متزايدًا من الأشخاص يحصلون بشكل رئيسي، إن لم يكن حصريًا، على أغذية منخفضة الجودة، مما يؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة والأمراض المرتبطة بالتغذية، داعيًا إلى تقليل تكلفة الأطعمة المغذية وجعل الوجبات الصحية في متناول الجميع.

 

وأضاف: أدى السياق الاجتماعي الاقتصادي "المأساوي" الناجم عن وباء فيروس الكورونا إلى تفاقم "ضعف" الأشخاص الذين يعانون من الجوع وسوء التغذية، لأن انخفاض الإنتاجية الزراعية والقيود المفروضة على الصادرات قد أدّيا إلى تفاقم الفقر وانعدام الأمن الغذائي للذين يعتمدون على اقتصاد الأغذية الزراعية. وبالتالي فالعمال المهاجرون الموسميون "الذين لم يعودوا قادرين على تأمين عمل موسمي، لا يستطيعون إعالة عائلاتهم وملايين الأطفال، بسبب إغلاق المدارس، لا يحصلون على الوجبات المدرسية، التي تمثّل جزءًا "مهمًا" من احتياجاتهم اليومية. لذلك طلب مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة تصميم تدابير محددة وطارئة للقطاع الزراعي، لأن الأمن الغذائي لن يتحقق إلا عندما تستجيب الهيكليات الاجتماعية لاحتياجات العدالة واحترام الكرامة الطبيعية لكل شخص بشري. وفي هذا السياق أضاف المطران غابرييليه كاتشيا يقول إنَّ المطلوب هو "ذهنيّة جديدة"، أي سياسات تنمية يكون الإنسان محورها، وبدلاً من أن تشجع ثقافة الإقصاء، تعزز العدالة الاجتماعية، والتضامن والاحترام لثمار الأرض والعمل البشري، وتضمن المساواة في الحصول على السلع والموارد التي لا غنى عنها لاستدامة الحياة وتعزيز التنمية المتكاملة لكل شخص.

 

أضاف مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة يقول ولكن مثلما يرتبط الجوع بالفقر، هكذا أيضًا يرتبط الجوع بـ"صحة الأرض" لأنه من الضروري الحفاظ على الموارد الطبيعية للوصول إلى نظم غذائية أكثر استدامة تقلل من آثار المناخ وتحمي البيئة والتنوع البيولوجي. بهذه الطريقة فقط، خلص المطران غابرييليه كاتشيا إلى القول سيحصل جميع الرجال والنساء والأطفال على" خبزهم اليومي".