موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الخميس، ٣٠ يوليو / تموز ٢٠٢٠
الفن الكنسي في كاتدرائية آيا صوفيا - الحكمة الإلهية (4)
4- الفسيفساء على قوس النصر الشماليّ

بطريركية أنطاكية للروم الأرثوذكس :

 

في قوس النصر الشماليّ سبع فتحات بشكل مشكاة وفي كلّ منها فسيفساء لأحد الآباء القدّيسين. ولم يُحفظ سوى ثلاث منهم بفعل مرور الزمن والعوامل الطبيعيّة:

 

فسيفساء للقدّيسين إغناطيوس الصغير (بطريرك القسطنطينيّة) ويوحنا الذهبيّ الفم وإغناطيوس المتوشح بالله.

 

تُظهِر هذه الفسيفساء الآباء القدّيسين واقفين يرتدون الحلل الأسقفيّة البيضاء، مع ثلاثة صلبان باللون الأسود مطرّزة على الأموفورين، وخلف رؤوسهم هالات القداسة. يباركون بيدهم اليمنى ويحملون إنجيلًا مرصّعًا بالحجارة الكريمة في يدهم اليسرى. نشاهد في الفسيفساء أسماءهم مدوّنة بجنب كل واحد منهم.

 

يُقدَّر عمر الفسيفساء مِن القرن التاسع ميلادي.

 

لا تخلو كنيسة أم قلايّة أم مصلّى من إيقونات لآباء قدّيسين. فوجودهم مهمّ جدًا، لا مِن أجل تكريمهم وطلب شفاعتهم فحسب، وإنّما أيضًا تأكيدًا للإيمان المستقيم الذي حافظ عليه الآباء القدّيسون، وما يزالون.

 

هذا الإيمان تسلمّناه مِن الرب يسوع المسيح مباشرة بواسطة الرسل الأطهار، ونقله الرسل بدورهم إلى الآباء القدّيسين، ومنهم إلينا.

 

استمرار وجود الآباء في الكنيسة هو تأكيد لعمل الروح القدس على مدى العصور.

 

فمهم جدًا أن نعرف أنّ ما نقرأه في الكتاب المقدّس هو ما نصلّيه في طقوسنا الليتورجيّة. وهو ما صادقت عليه الكنيسة في المجامع المسكونيّة السبعة المقدّسة، و يستمرّ في تعليمنا العقيديّ.

 

فلا فصل بين الكتاب المقدّس والليتيورجيا والعقيدة. هي في النهاية تسير معًا بالتسليم المقدّس كقاعدة ذهبيّة ثلاثيّة واحدة.

 

والذين ندعوهم آباء في الكنيسة هم الذين يلدون أولادًا للملكوت وليس لأنفسهم بتاتًا.

 

يقول القدّيس أثناسيوس الكبير في هذا المضمار: الآباء هم مثال لنا لعيش القداسة، وهم خير مفسّر للأسفار المقدّسة، إذ إنّهم فهموا الكتاب المقدّس وفسّروه وعاشوه بالروح القدس، بالأصوام والصلاوات والسجدات والتوّبة.

 

نهاية، لا عجب أن نقول في الكنيسة بصلوات آبائنا القدّيسين أيها الرب يسوع المسيح ارحمنا وخلّصنا.