موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٣ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٠
الفاتيكان يوضح: تصريحات البابا فرنسيس أخرجت من سياقها، ولا تمثّل تغييرًا في عقيدة الكنيسة

أبونا :

 

قال الفاتيكان إن التصريحات التي أدلى بها البابا فرنسيس بشأن "تشريع اتحادات المجتمع المدني الخاصة بالمثليين"، في فيلم وثائقي، بُث الشهر الماضي، قد أخرجت من سياقها، وبالتالي لا تمثّل تغييرًا في عقيدة الكنيسة بشأن المثليين أو دعم الاتحاد من نفس الجنس.

 

واحتلّ الفيلم الوثائقي "فرانشيسكو"، الذي عُرض لأول مرّة في مهرجان روما السينمائي يوم 21 تشرين الأوّل اكتوبر الفائت، عناوين الصحف لتعليقات نسبت على لسان البابا قوله بأنّ المثليين لهم الحقّ في أن يكونوا في أسرة، وأن هناك حاجة لقوانين اتحادات مدنيّة تغطي المثليين قانونيًا.

 

ففي الأسبوع الماضي، أرسلت أمانة سر دولة الفاتيكان "مذكرة توضيحيّة" إلى سفراء الكرسي الرسولي حول العالم، الذين بدورهم أرسلوها إلى أساقفة الكنائس المحليّة. ونشر سفير الفاتيكان في المكسيك المطران فرانكو كوبولا، المذكرة عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

 

كما أكد مصدر رسمي بالفاتيكان لعدّة وكالات إعلاميّة عالميّة صحة المذكرة.

 

وقال رئيس الأساقفة فرانكو في 30 تشرين الأوّل اكتوبر: "في الأيام الأخيرة، أثارت بعض التصريحات الواردة في الفيلم الوثائقي ’فرانشيسكو‘ لكاتب السيناريو إيفغيني أفينيفسكي، ردود فعل وتفسيرات مختلفة. لذلك، يتم تقديم بعض النقاط المفيدة، مع الرغبة في تقديم فهم مناسب لكلمات الأب الأقدس".

 

وجاء في المذكرة التوضيحيّة: "قبل أكثر من عام مضى، وخلال مقابلة، أجاب البابا فرنسيس على سؤالين مختلفين في وقتين مختلفين، في الوثائقي المُشار إليه مسبقًا، عُدل عليها ونُشرت وكأنها جواب واحد، دون وضعها في سياق مناسب، وهذا ما أدى لحالة الخلط".

 

وأوضح المنشور، أنه في مقابلة عام 2019، علّق البابا فرنسيس على قضيتين مختلفتين: أنه لا ينبغي نبذ الأبناء من قبل عائلاتهم بسبب ميولهم الجنسيّة، وعن الاتحادات المدنيّة. وقد أتت المقابلة في خضم مناقشة مشروع قانون زواج المثليين لعام 2010 في المجلس التشريعي الأرجنتيني، والذي عارضه البابا فرنسيس الذي كان آنذاك رئيس أساقفة بوينس آيرس.

 

وكان مخرج الفيلم الوثائقي، المواطن الأمريكي المولود في روسيا إيفغيني أفينيفسكي، قد قال للصحفيين إنه أجرى مقابلة مع البابا فرنسيس، لكن الصحفيين عثروا لاحقًا على اللقطات في مقابلة تعود إلى العام 2019 مع صحيفة Televisa المكسيكية، لم يتم بثّ بعضها من قبل.

 

وبعد عرض الفيلم الوثائقي لأوّل مرّة، رفض أفينيفسكي مناقشة عملية المونتاج.

 

وأفادت المذكرة الفاتيكانيّة أنه في الاقتباس الأول، كان البابا فرنسيس يُشير إلى حق المثليين في أن يتم قبولهم من قبل عائلاتهم كأبناء وأخوة، وبالتالي عدم التمييز ضدهم داخل الأسرة، أو أن يتم طردهم، أو أن تُجعل حياتهم مستحيلة لهذا السبب. كما أوضحت المذكرة أنّ الفيلم الوثائقي قد قطع تعليقات البابا فرنسيس عندما أكد معارضته لاتحاد المثليين.

 

وأظهر الفيلم الوثائقي أنّ البابا قال: للمثليين الحقّ في أن يكونوا في أُسر.

 

كما تم حذف عبارة قال البابا فرنسيس فيها: "من التناقض الحديث عن زواج المثليين".

 

وفي القضية الثانيّة، لفتت المذكرة إلى أنّ قداسته كان يُشير إلى قوانين الزواج المدني التي سنّتها بعض الدول لتنظيم بعض المميزات، كالرعاية الصحيّة. وقالت: "من الواضح أن البابا فرنسيس كان يُشير إلى بعض أحكام الدول، وبالتأكيد ليس عقيدة الكنيسة، التي أعاد تأكيدها عدّة مرات على مرّ السنين".