موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
حوار أديان
نشر الإثنين، ٢٨ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٠
السيخ والهندوس يهاجرون من أفغانسان هربًا من بطش داعش
يهرب السيخ والهندوس من أفغانستان بسبب إرهاب داعش

يهرب السيخ والهندوس من أفغانستان بسبب إرهاب داعش

أسوشيتد برس :

 

يتقلص المجتمع المتضائل من السيخ والهندوس في أفغانستان إلى أدنى مستوياته، مع تزايد التهديدات من الفرع المحلي لتنظيم داعش، فالكثيرون يختارون مغادرة البلد الذي ولدوا فيه هربا من انعدام الأمن.

 

وهذا المجتمع الذي كان مزدهرا في يوم من الأيام بحوالي 250 ألف عضو، بات اليوم أقل من 700 فرد في أفعانستان.

 

وقال أحد أعضاء المجتمع الصغير، الذي طلب الكشف تعريف هويته باسمه الأخير فقط، وهو همدارد، خوفا من أن يتم استهدافه لتحدثه: "لم نعد قادرين على البقاء هنا".

 

وأضاف همدارد أن سبعة من أقربائه، بينهم أخته وأبناء أخته وصهره، قتلوا على أيدي مسلحي تنظيم داعش في هجوم على معبد للجالية في مارس، أسفر عن مقتل 25 من السيخ.

 

وذكر همدارد أن الفرار من وطنه أمر صعب مثل التخلي عن الأم، ومع ذلك، فقد انضم إلى مجموعة من السيخ والهندوس الذين غادروا أفغانستان الشهر الماضي إلى الهند، ومن هناك سينتقلون في النهاية إلى دولة ثالثة.

 

وعلى الرغم من أن السيخية والهندوسية ديانتان مختلفتان لكل منهما كتبه المقدسة ومعابده الخاصة، إلا أن المجتمعين متشابكين في أفغانستان، بعد أن تم دفعهما للتقارب بسبب حجمهما الصغير، وكلاهما يجتمعان تحت سقف واحد أو معبد واحد للتعبد، حيث يتبع كل منهما ديانته.

 

وعانى المجتمع من تمييز واسع النطاق في الدولة الإسلامية المحافظة، حيث "تهددنا كل حكومة بطريقتها الخاصة"، حسبما يقول همدارد، الذي استولى أمراء الحرب على منزله بعد الغزو الأميركي عام 2001، ما أجبره على العيش في أحد معبدين للسيخ في العاصمة الأفغانية كابول.

 

وفي ظل حكم طالبان في أواخر التسعينيات، طلب من السيخ والهندوس تمييز أنفسهم من خلال ارتداء شارات صفراء، لكن بعد موجة غضب عالمية، لم يتم تطبيق القاعدة، كما أن الدافع وراء النزوح الجماعي هو عدم القدرة على استعادة منازل السيخ وأعمالهم ودور عبادتهم التي تم الاستيلاء عليها بشكل غير قانوني منذ سنوات.

 

وتم تدمير المعابد الهندوسية في البلدة القديمة في كابول خلال القتال الوحشي بين أمراء الحرب المتنافسين في الفترة من 1992 إلى 1996، وطرد القتال العشرات من الأفغان الهندوس والسيخ.

 

علاوة على هجوم مارس الذي شنه مسلحو تنظيم داعش، أسفر هجوم انتحاري شنه التنظيم عام 2018 في مدينة جلال آباد عن مقتل 19 شخصا، معظمهم من السيخ، ومن ضمنهم زعيم مخضرم رشح نفسه للبرلمان الأفغاني.

 

وقال تشاران سينغ خالسا، زعيم الجالية السيخية التي تعيش في الخارج والذي رفض الإفصاح عن المكان الذي يعيش فيه خوفا على سلامته، إن "وفاة عدد كبير لمجتمع صغير أمر غير مقبول".

 

كان تشاران قد غادر أفغانستان بعد اختطاف شقيقه وقتله في هجوم شنه مسلحون في كابول قبل عامين، وأشار إلى أن السنوات الثلاث الماضية كانت أسوأ فترة بالنسبة لجميع الأفغان، وخاصة بالنسبة للسيخ والهندوس.

 

وانتقد قادة المجتمع الحكومات الأخيرة لفشلها في تعزيز الأمن في مواجهة تهديد تنظيم الدولة، كمت قررت الحكومة الأفغانية في عام 2010 تخصيص كرسي في الجمعية الوطنية للأقليات الدينية، ومنذ ذلك الحين كان هناك ممثلان للسيخ.

 

لكن تشاران خالسا وصف هذه المناصب "بالرمزية"، وانتقد الحكومة لأنها استغرقت وقتا طويلا لمنح سلطات التمثيل السياسي للمجتمع وفشلها في "توفير الأمن لدور عبادتنا".

 

وصرح أحد كبار زعماء طائفة السيخ لأسوشيتد برس، أن الطائفة تجري مفاوضات مع الحكومة بشأن احتياجاتها الأمنية وإصلاح المعبد بعد تدميره في هجوم مارس.

 

وتحدث زعيم الطائفة بشرط عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول لمناقشة المفاوضات مع وسائل الإعلام.

 

في مؤتمر صحفي الشهر الماضي، قال المتحدث باسم الرئيس، أشرف غني، صديق صديقي، إن أفراد الطائفة الأفغانية من السيخ والهندوس سيعودون بمجرد استعادة السلام.

 

لم يرد مكتب الرئيس على طلب للتعليق من أسوشيتد برس، لكن مسؤولين أفغان آخرين تعهدوا بمساعدة الطائفة، ودون الخوض في التفاصيل، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية طارق عريان "سوف نستخدم كل منشآتنا لتوفير الأمن للمواطنين".

 

وليس من الواضح نوع الإجراءات الأمنية التي تتم مناقشتها، ولا متى يمكن رؤية تطبيقها على الأرض، وحتى ذلك الحين، يتسارع هروب أفراد الطائفة، مع استمرار أعداد كبيرة من السيخ والهندوس في طلب اللجوء في الهند، التي تضم أغلبية هندوسية وعدد كبير من السيخ.

 

وفي أغسطس، توجهت مجموعة مكونة من 176 من السيخ والهندوس الأفغان إلى الهند بتأشيرات خاصة، وكانت تلك هي الدفعة الثانية منذ مارس، حيث وصل أول 11 عضوا إلى الهند في يوليو.

 

وقال تشاران خالسا إن مجموعة من السيخ والهندوس الأفغان في كندا ودول أوروبية تطوعوا لرعاية نزوح أولئك الذين بقوا في كابول ممن لا يستطيعون تحمل تكاليف تذاكر الطيران والإقامة المؤقتة في بلد عبور.

 

وطلب العديد من النواب الكنديين من وزارة الهجرة في البلاد وضع برنامج خاص للاجئين الأفغان السيخ والهندوس، مطالبين بنقلهم إلى بر الأمان في كندا وسط التهديد الأمني المتزايد.

 

بالنسبة للسيخ الأفغان، فإن فكرة اقتلاعهم من وطنهم مؤلمة، على الرغم من الظروف، وقال همدارد "من الصعب ترك مسقط رأسنا ولكن ليس لدينا خيار آخر. أفغانستان لم تعد تريدنا".