موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر السبت، ٢٦ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٠
الرئيس الفلسطيني يطالب الأمم المتحدة بمؤتمر دولي، والبابا يأسف لـ"تآكل" التعددية

أ ف ب :

 

طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الجمعة، الأمم المتحدة في كلمته أمام جمعيتها العامة بمؤتمر دولي مطلع العام 2021 بعيد الانتخابات الرئاسية الأميركية بهدف "الانخراط في عملية سلام حقيقية". جاء ذلك في وقت أعرب البابا فرنسيس في كلمة ألقاها عبر الفيديو أمام الجمعية العامة للمنظمة الدولية عن الأسف لـ"تآكل النظام المتعدد الأطراف" في العلاقات الدولية.

 

وقال عباس في كلمة ألقاها خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة إن هذا الطلب يهدف إلى "إنهاء الاحتلال (الإسرائيلي) ونيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله" وردًا على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب "وهو ما رفضناه ورفضه معنا العالم أجمع، لمخالفته قرارات الشرعية الدولية".

 

وأوضح عباس "إنني أدعو أن يبدأ الأمين العام للأمم المتحدة، بالتعاون مع الرباعية الدولية ومجلس الأمن في ترتيبات عقد مؤتمر دولي كامل الصلاحيات، وبمشاركة الأطراف المعنية كافة، ابتداء من مطلع العام المقبل، بهدف الانخراط في عملية سلام حقيقية على أساس القانون الدولي والشرعية الدولية والمرجعيات المحددة، وبما يؤدي إلى إنهاء الاحتلال ونيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله في دولته بعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967".

 

وحمل عباس في كلمته على خطة ترامب التي عرضها مطلع السنة الراهنة فضلا عن الاتفاقات التي ابرمتها الدولة العبرية في الأسابيع الأخيرة لتطبيع علاقاتها مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين برعاية الرئيس الأميركي. وأكد أن إسرائيل "تنصلت من جميع الاتفاقات الموقعة معها، وقوضت حل الدولتين من خلال ممارساتها العدوانية من قتل، واعتقالات، وتدمير للمنازل، وخنق للاقتصاد، وانتهاك لمدينة القدس المحتلة، وعمل ممنهج لتغيير طابعها وهويتها واعتداء على مقدساتها الإسلامية والمسيحية (..) وعملها الآن على قتل آخر فرصة للسلام من خلال إجراءات أحادية هوجاء".

 

ووقعت إسرائيل مع كل من البحرين والإمارات العربية المتحدة في البيت الأبيض في 15 أيلول اتفاقًا لتطبيع العلاقات مع هاتين الدولتين الخليجيتين. والإمارات والبحرين أول دولتين خليجيتين تعلنان تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وسبقتهما في ذلك عربياً كل من مصر (1979) والأردن (1994). واتفقت حركتا وفتح وحماس الخميس على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية فلسطينية في غضون ستة أشهر، ستكون الأولى منذ حوالى 15 عامًا، في سياق توحيد موقفهما من تطبيع العلاقات بين اسرائيل ودول عربية.


 

اليونان وتركيا

 

وفي إطار التوتر الحاصل في شرق المتوسط، ناشد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس تركيا الجمعة إيجاد حل دبلوماسي متمنيا بناء شراكة بين الجارتين. وقال ميتسوتاكيس متوجهًا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "لذلك دعونا نجتمع ونتحدث ودعونا نسعى لإيجاد حل مقبول للطرفين. دعونا نعطي فرصة للدبلوماسية".

 

وحذّر من أنه "إذا لم نتمكن بعد كل هذا من التوصل إلى تفاهم، فعلينا الاحتكام لمحكمة الدولية في لاهاي". وأعلنت أنقرة وأثينا الثلاثاء استئناف المفاوضات الثنائية قريبًا عقب أسابيع من التوتر في شرق المتوسط حيث يتنازع البلدان حول مناطق يحتمل أن تكون ثرية بالموارد الغازية.


 

رفع الصوت

 

وحضر دونالد ترامب في الكثير من الكلمات التي القيت في إطار الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تنظم بطريقة افتراضية بسبب جائحة كوفيد-19، في هجمات مباشرة أو غير ذلك.

 

فقبل انطلاق الجمعية العامة وجدت واشنطن نفسها معزولة باعلانها رغم معارضة القوى العظمى الأخرى أن عقوبات الأمم المتحدة ضد إيران ستعود بموجب إجراء باشره الأميركيون أنفسهم. وانعكست الخصومة بين الولايات المتحدة والصين اتهامات علنية متبادلة حول إدارة وباء كوفيد-19 وملفات أخرى مثل البيئة في أجواء حرب باردة جديدة ندد بها الأمين العام للأمم المتحدة.

 

والجمعة أتى دور البابا فرنسيس لرفع الصوت.

 

وقال الحبر الأعظم "ينبغي أن نضع حدًا لمناخ التشكيك الراهن (في العلاقات الدولية). نواجه في الوقت الحاضر تآكلا للنظام المتعدد الأطراف وهو أمر تزداد خطورته". وجدد شجبه "المنطق المنحرف" الذي يربط ضمان الأمن "بامتلاك الأسلحة" مضيفًا "ينبغي ان نتخلص من هذا المنطق المنحرف الذي يربط الأمن الشخصي أو الوطني بامتلاك الأسلحة. هذا المنطق يساهم فقط في زيادة عائدات صناعات الأسلحة".

 

وتمنى البابا كذلك ان تصبح الأمم المتحدة أكثر فاعلية وخصوصًا أن يصبح مجلس الامن "أكثر وحدة وعزمًا".

 

وأكد "عالمنا المثقل بالآفات يحتاج إلى أن تصبح الأمم المتحدة وسيلة سلام أكثر فاعلية. وهذا يعني أنه على أعضاء مجلس الأمن خصوصًا الأعضاء الدائمين، أن يتصرفوا بمزيد من الوحدة والتصميم". وأضاف "وبهذا المعنى، يشكل اعتماد وقف إطلاق النار العالمي خلال الأزمة الحالية إجراء نبيلا يتطلب الإرادة الصالحة من قبل الجميع من أجل مواصلة تنفيذه".

 

ونقل الموقع الرسمي للفاتيكان عن البابا فرنسيس في رسالته "علينا أن نسأل أنفسنا ما إذا كانت التهديدات الرئيسية للسلام والأمن، مثل الفقر والأوبئة والإرهاب، يمكن مواجهتها بشكل فعال عندما يستمر سباق التسلح، بما في ذلك الأسلحة النووية". ودعا إلى "تخفيف العقوبات الدولية" التي تضرب المدنيين في المقام الأول، في وقت جعل فيه دونالد ترامب من ممارسة "الضغوط القصوى" بفضل إجراءات عقابية، سلاحه الرئيسي في مواجهة خصوم الولايات المتحدة.