موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
حوار أديان
نشر الإثنين، ٢٨ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٠
الحوار كضرورة... قراءة لوثيقة الأخوّة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك
فيما يلي نص المحاضرة التي ألقاها المونسنيور د. خالد عكشة، رئيس مكتب الحوار مع المسلمين وأمين سر لجنة العلاقات الدينية مع المسلمين، في المجلس البابوي للحوار بين الأديان في الفاتيكان، خلال اللقاء الذي نظمته شبيبة السالزيان في الأردن، مساء السبت 26 أيلول 2020، عبر تطبيق zoom

المونسنيور د. خالد عكشة :

 

هل الحوار من الضروريات أم من الكماليات؟ وإذا كان من الضروريات، فما هي أهميةُ وثيقةِ الأخوّة الإنسانية، التي نعلم أن البابا فرنسيس وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وقّعاها في أبو ظبي في 4 شباط/فبراير عام 2019؟ هذا ما أجتهد في الإجابة عليه، لكن ليس قبل شكر الله تعالى الذي منحنا نعمة هذا اللقاء، وتهنئة منظمي لقائنا هذا، وتحيتكم جميعا تحية محبة وسلام.

 

الجانب الأول من وثيقة الأخوّة أنها رأت النور من خلال "عِدَّةِ لقاءاتٍ سادَها جَوٌّ مُفعَمٌ بالأُخوَّةِ والصَّداقةِ". فمن الأخوّة وُلدت وثيقة الأخوّة.

 

إنّ رؤية الآخر على أنه أخ يجب مؤازرته ومحبته، تنبع من الإيمان. ربمّا كان من الأفضل تقديم المحبة على المؤازرة، لأن المؤازرة وليدة المحبة. والتأكيد على المساواة بين الناس جميعا، النابع من خلق الله لكلّهم إضافة إلى الكون وما فيه، أمر في غاية الأهمية. إلى ذلك، كان من الأفضل أن تُنسب هذه المساواة إلى عدل الله أو برّه، بدلاً من رحمته. وينطبق الأمر عينُه على طريقة التعبير عن الأخوّة: حبّذا لو ذُكر "تقديمِ العَوْنِ لكُلِّ إنسانٍ، لا سيَّما الضُّعفاءِ منهم والأشخاصِ الأكثرِ حاجَةً وعَوَزًا"، على حماية الخليقة والكون.

 

يشير الموقّعان على الوثيقة الى أنهما يعيان أفراح عالمنا وأحزانه وأزَماته. ممّا يُدخل الفرح الى القلوب "التقدم العلمي والتقني، والإنجازات العلاجية، والعصر الرقمي، ووسائل الإعلام الحديثة". وأمّا ما يُحزن فهو "على مستوى الفقرِ والحُروبِ، والآلامِ التي يُعاني منها العديدُ من إخوتِنا وأخَواتِنا في مَناطقَ مُختلِفةٍ من العالمِ، نتيجةَ سِباقِ التَّسلُّح، والظُّلمِ الاجتماعيِّ، والفسادِ، وعدَمِ المُساواةِ، والتدهورِ الأخلاقيِّ، والإرهابِ، والعُنصُريَّةِ والتَّطرُّفِ"، وغيرِه.

 

تذكّرنا هذه الفَقْرة بمقدِّمة الدستور الراعوي حول الكنيسة في عالم اليوم "فرح ورجاء": "إنّ آمال البشر وأفراحهم، في زمننا هذا، إنّ أحزانَهم وضيقاتِهم، ونخصّ منهم الفقراء وكُلَّ المعذبين، لهي أفراحُ تلاميذ المسيح وآمالُهم، هي أحزانُهم وضيقاتُهم. وهل من شيء إنساني حق إلا ويرنّ صداه في قلوبِهم؟" (رقم ١). 

 

النداء الذي أُطلق باسم فئات خاصة من الأشخاص المتألمين، والقيم التي يجبُ أن تكون مشتركة، لا تخلو من جوانبَ درامية. ليس من الصعب أن ندرك التأثيرَ الإسلامي في هذه النداءات من حيث محتواها وأسلوبِها: فالله هو الذي خلق البشر كلّهم، وخلقهم "متساوين في الحقوق والواجبات والكرامة". هنا أيضًا، حبّذا لو قُدمت الكرامة على الحقوق، لأنها أساسُ الحقوق. وتجدر الإشارة أيضًا إلى أنّ ذكرَ الواجبات إلى جانب الحقوق أمر هام بالنسبة للمسلمين، نتّفق معهم عليه.

 

إن التأكيد على المساواة في الكرامة والحقوق والواجبات بين البشر جميعًا له أهمية قصوى، لأنّ بعض التيارات الإسلامية المتشددة، وبخاصة التكفيرية منها، تدّعي فائض كرامة بسبب الانتماء إلى الإسلام، أو بالأحرى إلى "إسلامهم"، متّهمين غير المسلمين، كما المسلمين الذين لا يوافقونهم الرؤيةَ والرأي، بالكفر.

 

ولا تغيبُ عنا أهمية الدعوةِ الموجّهةِ باسم الله إلى "البشر جميعًا"... "للعَيْشِ كإخوةٍ فيما بَيْنَهم ليُعَمِّروا الأرضَ، ويَنشُروا فيها قِيَمَ الخَيْرِ والمَحَبَّةِ والسَّلامِ". وغنيّ عن القول إن مفهومَ "عمارة الأرض" مفهومٌ قرآني، يمكن أن نعتبره صدى لقصةِ الخلق الواردةِ في سفر التكوين.

 

إن لتحريم قتلِ النفسِ على الاطلاق أهميةٌ كبيرة، لأننا نعلم أن القرآن حَرَّمَ إزهاق النفس البشرية، "إلا بالحق". ولا يرِد هذا الإستثناءُ في الوثيقة، مما يمكننا اعتباره خطوةً كبيرةً على طريق إلغاءِ عقوبةِ الإعدام الواردة في الشريعة الإسلامية وفي دساتير أغلبية الدول التي تعترف بالإسلام كدين دولة، علمًا بأن الكثير منها لا يطبّقها وإن لم يُلْغها.

 

والفئاتُ الأخرى التي باسمها يُطلق النداء هي "الفُقَراءِ والبُؤَساءِ والمَحرُومِينَ والمُهمَّشِينَ"... "والأيتامِ والأَرامِلِ، والمُهَجَّرينَ والنَّازِحِينَ من دِيارِهِم وأَوْطانِهم، وكُلِّ ضَحايا الحُرُوبِ والاضطِهادِ والظُّلْمِ، والمُستَضعَفِينَ والخائِفِينَ والأَسْرَى والمُعَذَّبِينَ في الأرضِ، دُونَ إقصاءٍ أو تمييزٍ". تجدرُ الإشارةُ في هذا السياق الى أمرين: الأول، كثرة من يعانون من النتائج المأساوية للحروب؛ والثاني، شمولية مَن باسمهم يُطلق النداء "دونَ إقصاءٍ أو تمييزٍ"، وهو أمر يستحق الثناء، لأنه عابرٌ لكلِ الاختلافات، وبخاصةٍ الدينيةِ منها.

 

يُطلق النداء باسم ثلاث فئات: أصحاب النوايا الحسنة والأزهر الشريف والكنيسة الكاثوليكية. وكما هو معلوم، فقد كان القديس البابا يوحنا الثالث والعشرون أولَ من خاطب "أصحاب النوايا الحسنة"، أي فئةً من الناس لا تنتمي الى الديانة المسيحية، في رسالته العامة "السلام في الأرض"، التي أصدرها في خِضمّ أزْمةِ الصواريخ في كوبا التي كادت تؤدي الي حرب بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي آنذاك.

 

وقبلَ الاستمرارِ في قراءة الوثيقة، لا بدّ أن نطرحَ سؤالا: باسم مَن يوقّع البابا فرنسيس والدكتور أحمد الطيب على الوثيقة؟

 

يوقّعانها، كما يُصرّحان، اوّلا باسم الله، ومن ثم باسم الانسان المتألّم سواء لأسباب طبيعية، كالمرض أو الكوارث الطبيعية، مثلِ الأعاصير والفيضانات والزلازل، أو لسوء تصرّف أخيه الانسان، كالظلم والتهميش والعنف والقتل والحروب، علمًا بأن آفات الفقر والجوع والمرض، هي أيضا، أقلّه الى درجة معيّنة، من صنع يد الانسان. ويتمّ التوقيعُ كذلك باسم قيم مشتركة : الأُخُوَّةِ المرهَقة، الحرية، العدلِ والرحمة. وقبل أن يُشار الى مؤمني الديانتين، يتمّ التطرّق إلى "كُلِّ الأشخاصِ ذَوِي الإرادةِ الصالحةِ، في كلِّ بِقاعِ المَسكُونَة". فالشمولُ المحمود يَطال جميعَ الناس الطيبين، في كلّ أماكن تواجِدهم.

 

وعودة الى الأزهر والكنيسة الكاثوليكية، المؤسستين المسؤولتين عن الوثيقة: يذكر النص أنهما يتبنيان ثقافة الحوار، والتعاوُن المُشترك، والتعارُف المُتَبادَل؛ ومن حول الأزهَر الشريف "المُسلِمُونَ في مَشارِقِ الأرضِ ومَغارِبِها"، ومن حول الكنيسةُ الكاثوليكيَّةُ "الكاثوليك من الشَّرقِ والغَرْبِ". واضح أنه اذا كان البابا يستطيع أن يتكلم ويوقع باسم الكنيسة الكاثوليكية، فإن شيخ الأزهر لا يستطيع أن يتكلم ويوقع باسم المسلمين، وليس الشيعة منهم فقط.

 

وإضافة، فإنه يجبُ التذكير بأن الشيخ الطيب وقّع الوثيقة بصفته رئيسِ مجلس حكماء المسلمين أيضًا، والذي يضمّ أعضاءً من الشيعة ومن السنّة بطبيعة الحال. وقد حضر بالفعل حفلَ التوقيع مسؤولون دينيون من السنّة والشيعة، وقادةٌ دينيون ومثقّفون ينتمون إلى تقاليدَ دينية أخرى، في اشارةٍ الى تأييدهم للوثيقة ودعمِهم لها. ويظلّ المجالُ مفتوحا أمام مؤسساتٍ ومنظمات وأكاديميين ومسؤولين ليحذوا حذوهم.

 

يطالب البابا فرنسيس وشيخ الأزهر قادةَ العالم وأهلَ السياسة والاقتصاد بنَشْرِ "ثقافةِ التَّسامُحِ والتعايُشِ والسَّلامِ"، ووَقْفِ الصِراعاتٍ والحُرُوبٍ، والعملِ على معالجة الأزْمة المُناخِيٍّة والتراجعِ الثقافيٍّ والأخلاقيٍّ. كان من الأفضل الاستعاضةُ عن مصطلح "ثقافةِ التسامح" بِـ"ثقافةِ الاحترام المتبادَل"، لأنّه ليس على المرء أن يتسامح معَ أخ أو أخت، بل أن يتقبّلهما ويحترمَهما ويحبَّهما.

 

ويُوجَّه نداءٌ الى رجال الدّين وأهلِ الفكر والفلسفة والفن والاعلام من أجلِ إعادةِ اكتشافِ ونشر قِيَمِ العَدْلِ والسَّلامِ والأُخُوَّةِ الإنسانيَّةِ والعَيْشِ المُشتَرَكِ والخَيْرِ والجَمال. وترافقُ النداءَ الأخير القناعةُ بأنّ في هذه القيم خلاصٌ للبشرية. ولا يسعُنا إلاّ أن نُصغيَ لهذه النداءات.

 

أمّا عن أسباب الأزْمة في عالمِنا المعاصر، فهي متعددة: يتمُّ "تَغيِيبِ الضميرِ الإنسانيِّ وإقصاءِ الأخلاقِ الدِّينيَّةِ"، بينما تُستدعى "النَّزْعَةُ الفرديَّةِ والفَلْسَفاتِ المادِّيَّةِ"، التي تضع الإنسانَ مكانَ الله والقِيَمَ المادِّيَّةَ الدُّنيويَّةَ مكانَ المَبادِئِ العُلْيَا. وجميلٌ أن نتذكّر، في معرِض الكلامِ عن الضمير، عِبارةَ البابا فرنسيس الذي يصفُ بعضَ الضمائرِ بِـ"المخدَّرَة" (تأمّلُ الصباح في بيت القديسة مرتا، 28 أيلول/سبتمبر 2017).

 

ومن ثَمّ يرى البابا وشيخُ الأزهر أنّ الحضارةَ الحديثة حققت تقدّما في مجالاتٍ وتراجعًا في أُخرى. أمّا التقدّم، فهو "في مَجالِ العِلْمِ والتِّقنيةِ والطبِّ والصِّناعةِ والرَّفاهِيةِ"، وهنا للدُّوَلِ الصناعية ِ بالطبع الحصةُ الأكبر. وفيما يتعلّق بالتراجع، فهو في "الأخلاقِ الضَّابِطة للتصرُّفاتِ الدوْليَّةِ"، و"القِيم الرُّوحِيَّةُ والشُّعُورِ بالمَسؤُوليَّة". نتائجُ التراجعِ كارثية: شُعُورٌ عام بالإحباطِ والعُزْلَةِ واليَأْسِ، وانخِراطُ الكثيرين إمَّا في اللادين أوالإلحاد، وإمَّا في "التَّطرُّفِ الدِّينيِّ والتشدُّدِ والتَّعصُّبِ الأعمى". واختارَ البعضُ أشكالا من "الإدمانِ والتَّدمِيرِ الذاتيِّ والجَماعيِّ".

 

وعن نتائج "التطرُّفَ الدِّينيَّ والقوميَّ والتعصُّبَ" في شرق العالم وغربه -أي في كُل مكان-، فهناكَ بَوادِرُ "حربٍ عالميَّةٍ ثالثةٍ على أجزاءٍ"، وفي كثيرٍ من الأماكنِ توجد أوضاعٌ مَأساويَّةٍ خلَّفَتْ العديدَ من القَتْلَى والأرامِل والثَكالى والأيتام. وفي أماكنَ أُخرَى يتمّ انتاجُ السلاحِ وبيعه وتكديسه وغير ذلك مما يلزم للحرب. وللبابا فرنسيس كلامٌ في غاية القَسوة عن صناعةِ السلاح وما ينتجُ عنها من ربح: هو مال مغموس في دم الإخوة. حصيلةُ كلّ هذا وَضْعٍ عالَمِيٍ تَتحكَّمُ فيه المَصالحُ الماديَّةُ الأنانية و"تسيطر عليه الضَّبابيَّةُ وخَيْبَةُ الأملِ والخوفُ من المُستَقبَلِ".

 

وللازْمات السياسية والظلمِ وغيابِ توزيعٍ عادل لخيرات الأرض، نتيجةً لاحتكارها من قِبل قلّةٍ، نتائجٌ وخيمة: فقرٌ وعوَز ومرض وموت وتوترات اجتماعية، يُشيح الكثيرون نظرَهم عنها وكأنّهم لم يروا شيئا، أو لئلا يرَوا. ويرافق هذا التجاهلَ "صمتٌ عالمي غيرُ مقبول".

 

ولا يسعنا إلا أن نصفّقَ لما يردُ في الوثيقة عن العائلة: هي نَواةُ المجتمع والبشرية ورسالتُها، بإرادة الله، هي إنجابُ البنين ورعايتُهم وتربيتُهم وتسليحُهم بالأخلاق والدين. ومن أخطر مُشكلات عصرِنا التقليلُ من شأن الأسرة أو التشكيكُ في أهميّة دورِها. وأضيف بأن إصلاحَ الأسرة ونهضتها، وبخاصةٍ في أبرشيتنا وشرقنا، أمرٌ أساس على طريقِ الإصلاح المنشود.

 

وأحَدُ أهمّ أبعاد التربية ما يتعلّق بغرس الحِسِّ الدِّينيِّ أو ايقاظه في نفوس الناشئة، وذلك عن طريقِ تَّربية صَّحِيحة سَّليمة تضمن لهم التحلِّي بالأخلاقِ الإنسانية والتَّمسُّك بالتعاليمِ الدِّينيَّةِ القَوِيمةِ، وفي هذا وقايةٌ أو شفاءٌ من "النَّزَعاتِ الفرديَّةِ والأنانيَّةِ والصِّدامِيَّةِ، والتَّطرُّفِ والتعصُّبِ الأعمى بكُلِّ أشكالِه وصُوَرِه".

 

ولم يكن بإمكان قائدَين دينيين بحجم البابا وشيخ الأزهر أن لا يتطرّقا إلى الأديان ودورِها في حياة الأفراد والمجتمعات. فما تهدف اليه الآديان أولا هو الإيمانُ بالله خالقا قديرا لنا ولكل موجود، والايمانُ كذلك بحكمته وبعنايته بنا وبجميع الخلائق. وعبادتُه تعالى هي النتيجةُ المنطقية لهذا الإيمان.

 

وجديرٌ بالذكر والتقدير ما تقولُه الوثيقة عن الحياة، فهي هِبَة علينا الحَفاظُ عليها ورعايتُها "منذُ بدايتِها وحتى نهايتِها الطبيعيَّةِ"، وينتج عن هذا أنّه "لا يَحِقُّ لأيِّ إنسانٍ أن يَنزِعَها أو يُهَدِّدَها أو يَتَصرَّفَ بها كما يَشاءُ". ومن هنا ادانةُ "كُلَّ المُمارَسات التي تُهدِّدُ الحياةَ؛ كالإبادةِ الجماعيَّةِ، والعَمَليَّاتِ الإرهابيَّة، والتهجيرِ القَسْرِيِّ، والمُتاجَرةِ بالأعضاءِ البشَرِيَّةِ، والإجهاضِ، وما يُطلَقُ عليه الموت (اللا) رَحِيم". وطبيعي أن تُدان كذلك السياساتِ التي تُشجِّعُ هذه الممارسات الخاطئة.

 

ولنتذكّرْ، في هذا الصدد، التعديلَ الذي أجراه البابا فرنسيس، في 1 تموز/يوليو 2018، على تعليم الكنيسة الكاثوليكية (المادة 2267)، والذي نصّ على الرفض التام لعقوبة الإعدام، لأنها ممارسةٌ مخالِفةٌ لكرامة الإنسان. هذا التأكيدُ على قدسية الحياة هو خُطوة كبيرة إلى الأمام بالنسبة للجانب الإسلامي كذلك، حيث يسمح الشرعُ الإسلامي بالإعدام كعقوبة على جرائمَ معينة، مثلِ القتل أو ترك الديانة الإسلامية (الرَدّة).

 

وماذا عن العَلاقة بين الأديان والعنف، لأننا نعلم بان الأديان متّهمةٌ -أقلّه مِن قِبل البعض- بأنها أحيانا من وراءِ العُنف؟ الجوابُ هنا من الوثيقة: "... نُعلنُ -وبحَزمٍ- أنَّ الأديانَ لم تَكُنْ أبَدًا بَرِيدًا للحُرُوبِ أو باعثةً لمَشاعِرِ الكَراهِيةِ والعداءِ والتعصُّبِ، أو مُثِيرةً للعُنْفِ وإراقةِ الدِّماءِ". فمن أين تأتي اذًا هذه المَآسِي؟ هي "حَصِيلَةُ الانحِرافِ عن التعاليمِ الدِّينِيَّة، ونتيجةُ استِغلالِ الأديانِ في السِّياسَةِ، وكذا تأويلاتُ طائفةٍ من رِجالاتِ الدِّينِ -في بعض مَراحِلِ التاريخِ  ممَّن وظَّف بعضُهم الشُّعُورَ الدِّينيَّ لدَفْعِ الناسِ للإتيانِ بما لا علاقةَ له بصَحِيحِ الدِّينِ، من أجلِ تَحقِيقِ أهدافٍ سياسيَّةٍ واقتصاديَّةٍ دُنيويَّةٍ ضَيِّقةٍ". ويختِم هذ الفَقْرةَ نداءٌ: "لذا فنحنُ نُطالِبُ الجميعَ بوَقْفِ استخدامِ الأديانِ في تأجيجِ الكراهيةِ والعُنْفِ والتطرُّفِ والتعصُّبِ الأعمى، والكَفِّ عن استخدامِ اسمِ الله لتبريرِ أعمالِ القتلِ والتشريدِ والإرهابِ والبَطْشِ؛ لإيمانِنا المُشتَرَكِ بأنَّ الله لم يَخْلُقِ الناسَ ليُقَتَّلوا أو ليَتَقاتَلُوا أو يُعذَّبُوا أو يُضيَّقَ عليهم في حَياتِهم ومَعاشِهم، وأنَّه -عَزَّ وجَلَّ- في غِنًى عمَّن يُدَافِعُ عنه أو يُرْهِبُ الآخَرِين باسمِه".

 

وإذا تساءلنا عن وجود عَلاقة بين هذه الوثيقةَ ووثائقَ عالميةٍ سابقة "َنبَّهَتْ إلى أهميَّةِ دَوْرِ الأديانِ في بِناءِ السَّلامِ العالميِّ"، فإنّ الجوابَ ايجابي، ولا بُدّ أنّ الإعلانَ العالمي لحقوقِ الانسان الصادرِ عن الأمم المتحدة عام ١٩٤٨، أي بُعيد نهاية الحرب العالمية الثانية، كان حاضرًا في ذهن مؤلِفَي الوثيقة، بالرَّغم من عدم ذكره.

 

إعتمادا على هذه الوثائق، يؤكّد البابا فرنسيس والشيخ الطيب على أمورٍ أساسية توجز ما تمّ الاتفاق عليه:

 

- القناعةُ الراسخةُ بأنَّ التعاليمَ الصحيحةَ للأديانِ تَدعُو إلى التمسُّك بقِيَمِ السلام والتعارُّفِ المُتبادَلِ والأُخُوَّةِ الإنسانيَّةِ والعَيْشِ المشترَكِ، والحِكْمَةِ والعَدْلِ والإحسانِ، وإيقاظِ الحسّ الديني لدى الأولاد والشبابِ لحمايتهم من سَيْطَرَةِ الفكرِ المادِّيِّ، والجري وراء التربُّح دون ضوابط، ومن العبث القائم على "قانونِ القُوَّةِ لا على قُوَّةِ القانونِ". لا تغيب عنا الأهمية المعُطاة لِ "التعاليم الصحيحة للأديانِ".

 

- التأكيدُ على أن "الحريَّةَ حَقٌّ لكُلِّ إنسانٍ"، "اعتقادًا وفكرًا وتعبيرًا ومُمارَسة". الإعتراف بالحرية الفكرية يشمَل حريةَ البحث عن الحقيقة واعتناقَها عندما يجدها الباحث عنها، فيحقُّ أن يكون للإنسان أكثرُ من مقارَبة للدين، كمقاربة المؤمن والباحث في آن. وأمّا "التَّعدُّدِيَّةُ والاختلاف في الدِّينِ واللَّوْنِ والجِنسِ والعِرْقِ واللُّغةِ" فهي "حِكمةٌ لمَشِيئةٍ إلهيَّةٍ، قد خَلَقَ اللهُ البشَرَ عليها، وجعَلَها أصلًا ثابتًا تَتَفرَّعُ عنه حُقُوقُ حُريَّةِ الاعتقادِ، وحريَّةِ الاختلافِ، وتجريمِ إكراهِ الناسِ على دِينٍ بعَيْنِه أو ثقافةٍ مُحدَّدةٍ، أو فَرْضِ أسلوبٍ حضاريٍّ لا يَقبَلُه الآخَر". التأكيد على أن الإختلاف في الدين هو نتيجةُ مشيئة إلهية أمرٌ قابل للنقاش على الصعيد اللاهوتي، ولعلّه من الأدق أن نقول بأنّ هذا الإختلافَ أمرٌ سمحَ به الله تعالى، لإنّه ما مِن شيء يمكن أن يوجد دون إرادته أو سماحِه.

 

- الإقرارُ بأنَّ "العدلَ القائمَ على الرحمةِ هو السبيلُ الواجبُ اتِّباعُه للوُصولِ إلى حياةٍ كريمةٍ" وهو حقٌ لكُلِّ إنسان، فلا عدلَ دونَ رحمة ولا رحمةَ دونَ عدل.

 

- الحوارُ الذي يلِد التفاهُمَ وثقافةَ القَبول المتبادَل -لا "التسامُحِ"- والعيش المشترك -لا "التعايُشِ"- له إسهام كبير في معالجة "كثيرٍ من المُشكلاتِ الاجتماعيَّة والسياسيَّة والاقتصاديَّة والبيئيَّة"، على أمل التغلّب عليها.

 

- ومفهوم "الحوار بين المُؤمِنين" يَعنِي "تَجنُّبَ الجَدَلِ العَقِيمِ" والتلاقيَ في المساحةِ القيَمية المشتركة الواسعة، وهي إنسانيَّة واجتماعيَّة ورُّوحيَّة، والمطلوبُ المأمول هو استثمارُ هذا المشترك وأبعادَه الأخلاقية.

 

- نسمع ونقرأ عن "التعرُّضِ لِدُورِ العبادةِ، من مَعابِدَ وكَنائِسَ ومَساجِدَ، واستهدافِها بالاعتداءِ أو التفجيرِ أو التهديمِ". تؤكّد الوثيقة على أن هذا "خُروجٌ صَرِيحٌ عن تعاليمِ الأديانِ، وانتهاكٌ واضحٌ للقوانينِ الدوليَّةِ"، ومن هنا ينبع واجبُ حمايتِها، وهو ما "تَكفُلُه كُلُّ الأديانِ والقِيَم الإنسانيَّة"، إضافة الى "المَوَاثيقِ والأعرافِ الدوليَّةِ". لم يتمَّ التطرقُ هنا الى الرموز الدينية، ومن الممكن أن السبب يكمُن في الرغبة في تجنّب قضية قد تكون خلافيةً.

 

- أمّا عن الإرهابَ، فهو خطير وبغيض لأنه يُهدِّدُ أمنَ الناسِ في كل مكان ويثير الفزع والرعب في القلوب. وحتى لو "رَفَعَ الإرهابيُّون لافتاتِه ولَبِسُوا شاراتِه"، فهو ليس من الدين بشىء، "بل هو نتيجةٌ لتَراكُمات الفُهُومِ الخاطئةِ لنُصُوصِ الأديانِ وسِياساتِ الجُوعِ والفَقْرِ والظُّلْمِ والبَطْشِ والتَّعالِي". ومن هنا واجبُ "إدانةِ ذلك التَّطرُّفِ بكُلِّ أشكالِه وصُوَرِه" و"وَقْفِ دَعْمِ الحَرَكاتِ الإرهابيَّةِ بالمالِ أو بالسلاحِ أو التخطيطِ أو التبريرِ، أو بتوفيرِ الغِطاءِ الإعلاميِّ لها، واعتبارِ ذلك من الجَرائِمِ الدوليَّةِ التي تُهدِّدُ الأَمْنَ والسِّلْمَ العالميَّين".

 

- يحظى موضوعُ المواطنة باهتمام متزايد في البلاد العربية على وجه الخصوص. وتؤكّد الوثيقة على أنّ هذه المواطنة تقوم "على المُساواةِ في الواجباتِ والحُقوقِ التي يَنعَمُ في ظِلالِها الجميعُ بالعدلِ". ولا يمكنُ أن تكونَ المواطنة كاملةً للبعض على أساس عرقي أو ديني، ومجزوءة بالنسبة للبعض الآخر، "لذا يَجِبُ العملُ على ترسيخِ مفهومِ المواطنةِ الكاملةِ في مُجتَمَعاتِنا، والتخلِّي عن الاستخدام الإقصائيِّ لمصطلح «الأقليَّاتِ» الذي يَحمِلُ في طيَّاتِه الإحساسَ بالعُزْلَةِ والدُّونيَّة، ويُمهِّدُ لِبُذُورِ الفِتَنِ والشِّقاقِ، ويُصادِرُ على استحقاقاتِ وحُقُوقِ بعض المُواطِنين الدِّينيَّةِ والمَدَنيَّةِ، ويُؤدِّي إلى مُمارسةِ التمييزِ ضِدَّهُم".

 

- ما يتناول "العلاقةَ بينَ الشَّرْقِ والغَرْبِ" بحاجة الى توضيح، لأنه يُعطي انطباعا بأن الشرقَ مسلمٌ والغربَ مسحيي، وهذا لا يصِح لا عن الشرق، الذي يسكنه ملايين المسيحيين، وهم فيه أصيلون لا وافدون، ولا عن الغرب، لأنه غيرُ مسيحي بسبب ابتعاد العديد من أبنائه وبناته عن الدين وتبنيهم فكرا لا يهتمّ بالدين أو يناهضه. والغرب كذلك الوطن الجديد لملايين من المسلمين وغيرِهم من أتباع الأديان الأخرى.

 

يؤكّد البابا وشيخ الأزهر على أن هذه العلاقة "ضَرُورةٌ قُصوَى لكِلَيْهما، لا يُمكِنُ الاستعاضةُ عنها أو تَجاهُلُها، ليَغتَنِيَ كلاهما من الحَضارةِ الأُخرى عَبْرَ التَّبادُلِ وحوارِ الثقافاتِ؛ فبإمكانِ الغَرْبِ أن يَجِدَ في حَضارةِ الشرقِ ما يُعالِجُ به بعضَ أمراضِه الرُّوحيَّةِ والدِّينيَّةِ التي نتَجَتْ عن طُغيانِ الجانبِ الماديِّ، كما بإمكانِ الشرق أن يَجِدَ في حضارةِ الغربِ كثيرًا ممَّا يُساعِدُ على انتِشالِه من حالاتِ الضعفِ والفُرقةِ والصِّراعِ والتَّراجُعِ العلميِّ والتقنيِّ والثقافيِّ". التلميحُ بأن الغربَ مادي ويفقتر للقيم، وفي الشرق ما يعالجه ويشفيه أمرٌ قابل للنقاش.

 

"ومن المهمِّ التأكيدُ على ضَرُورةِ الانتباهِ للفَوَارقِ الدِّينيَّةِ والثقافيَّةِ والتاريخيَّةِ التي تَدخُلُ عُنْصرًا أساسيًّا في تكوينِ شخصيَّةِ الإنسانِ الشرقيِّ، وثقافتِه وحضارتِه، والتأكيدُ على أهميَّةِ العمَلِ على تَرسِيخِ الحقوقِ الإنسانيَّةِ العامَّةِ المُشترَكةِ، بما يُسهِمُ في ضَمانِ حياةٍ كريمةٍ لجميعِ البَشَرِ في الشَّرْقِ والغَرْبِ بعيدًا عن سياسةِ الكَيْلِ بمِكيالَين". وهنا أيضا، من الضروري الاتفاقُ على مفهومِ الحقوقِ الانسانية واعتبارُ الاعلان العالمي لحقوق الانسان شاملا جميع الشعوب بأعراقها وأديانها وثقافاتها، لئلا يتمّ الالتفافُ على حقوق أساسية كالحرية الدينية بأوسع معانيها.

 

- كرامة المرأة وحقوقها هي أيضا ممّا تؤكد عليه الوثيقة. معاملتُها "كسِلعةٍ أو كأداةٍ للتمتُّعِ والتربُّحِ" منافٍ لكرامتها، لذا "يجِبُ حِمايتُها أيضًا من الاستغلالِ الجنسيِّ" و"تحريرُها من الضُّغُوطِ التاريخيَّةِ والاجتماعيَّةِ المُنافِيةِ لثَوابِتِ عَقيدتِها وكَرامتِها". الحقوق المُشار اليها هي حَقِّ التعليمِ والعملِ والسياسّةِ، ما يشمَل حقَ التصويت، إضافة الى ممارسة العمل السياسي. "لذا يجبُ وقفُ كل المُمارَساتِ اللاإنسانية والعادات المُبتذِلة لكَرامةِ المرأةِ، والعمَلُ على تعديلِ التشريعاتِ التي تَحُولُ دُونَ حُصُولِ النساءِ على كامِلِ حُقوقِهنَّ."

 

- حُقوقَ الأطفالِ الأساسيَّةَ تشمل التنشئةِ الأسريَّةِ السليمة والرعايةِ والتغذيةِ المناسبة والتعليمِ، وكلُّ هذا واجبٌ على الأسرةِ عينِها والمجتمعِ بأسره. ولهذا يجب أن تُصان المؤسسةُ العائلية ويُدافَع عنها ويوفّرَ لها ما يلزمُها حتى لا "يُحرَمَ منها أيُّ طفلٍ في أيِّ مكانٍ". ولوجودِ مُمارساتٍ تَنالُ من كَرامة الأطفال وتُخِلُّ بحُقُوقِهم، يجب إدانتُها وحمايتُهم مِن كلّ "المَخاطِرَ -خاصَّةً في البيئةِ الرقميَّة– وتجريمُ المُتاجرةِ بطفولتهم البريئةِ، أو انتهاكُها بأيِّ صُورةٍ من الصُّوَر".

 

- وبعد النساء والأطفال، فإن الفئاتِ التي تحظى بالاهتمام هي المُسنِّون والضُّعفَاء وذَوِي الاحتياجاتِ الخاصَّةِ والمُستَضعَفونَ. فإن حمايةَ حقوقهم "ضرورةٌ دِينيَّةٌ ومُجتمعيَّةٌ"، يَجِبُ العمَلُ ليس فقط على توفيرِها، انما على حِمايتِها ايضا "بتشريعاتٍ حازمةٍ وبتطبيقِ المواثيقِ الدوليَّة الخاصَّةِ بهم".

 

ووصولا الى تحقيقِ هذه الأهداف، يتَعهَّدُ الجانبان على "إيصالِ هذه الوثيقةِ إلى صُنَّاعِ القرارِ العالميِّ، والقياداتِ المؤثِّرةِ ورجالِ الدِّين في العالمِ، والمُنظَّماتِ الإقليميَّةِ والدوليَّةِ المَعنِيَّةِ، ومُنظَّماتِ المُجتَمَعِ المدنيِّ، والمؤسساتِ الدينيَّة وقادَةِ الفِكْرِ والرَّأيِ"، وعلى السعي "لنشرِ ما جاءَ بها من مَبادِئَ على كافَّةِ المُستوياتِ الإقليميَّةِ والدوليَّةِ"، وعلى الدعُوةِ إلى "تَرجمتِها إلى سِياساتٍ وقَراراتٍ ونُصوصٍ تشريعيَّةٍ، ومَناهجَ تعليميَّةٍ ومَوادَّ إعلاميَّةٍ".

 

من الأهمية بمكان الاشارة الى تأسيس "اللجنة العليا للأخوّة الانسانية" لتحقيق أهداف الوثيقة.

 

ويطالِبُ الموقِّعان "بأن تُصبِحَ هذه الوثيقةُ مَوضِعَ بحثٍ وتأمُّلٍ في جميعِ المَدارسِ والجامعاتِ والمَعاهدِ التعليميَّةِ والتربويَّةِ؛ لتُساعِدَ على خَلْقِ أجيالٍ جديدةٍ تحملُ الخَيْرَ والسَّلامَ، وتُدافِعُ عن حقِّ المَقهُورِين والمَظلُومِين والبُؤَساءِ في كُلِّ مكانٍ".

 

ويختم البابا وشيخ الأزهر وثيقتهما بالتمني بأن تكونَ "دعوةً للمُصالَحة والتَّآخِي بين جميعِ المُؤمِنين بالأديانِ، بل بين المُؤمِنين وغيرِ المُؤمِنين، وكلِّ الأشخاصِ ذَوِي الإرادةِ الصالحةِ"؛ و"نِداءً لكلِّ ضَمِيرٍ حيٍّ يَنبذُ العُنْفَ البَغِيضَ والتطرُّفَ الأعمى، ولِكُلِّ مُحِبٍّ لمَبادئِ التسامُحِ والإخاءِ التي تدعو لها الأديانُ وتُشجِّعُ عليها"؛ و"شِهادةً لعَظَمةِ الإيمانِ باللهِ الذي يُوحِّدُ القُلوبَ المُتفرِّقةَ ويَسمُو بالإنسانِ"؛ و"رمزًا للعِناقِ بين الشَّرْقِ والغَرْبِ، والشمالِ والجنوبِ، وبين كُلِّ مَن يُؤمِنُ بأنَّ الله خَلَقَنا لنَتعارَفَ ونَتعاوَنَ ونَتَعايَشَ كإخوةٍ مُتَحابِّين".

 

والهدف المأمول هو "الوُصولِ إلى سلامٍ عالميٍّ يَنعمُ به الجميعُ".

 

وقد يعترض البعض قائلا: "من الواضح أنّ جميعَ البشر إخوةٌ وأخوات، ونتيجةً لذلك عليهم أن يعيشوا معا في سلام وانسجام". ومع صحة هذا الكلام، فإن التوتراتِ والصراعات والعنفَ بجميع أنواعه، بما في ذلك الممارَس بين المؤمنين، والأسوأ من ذلك  باسم الأديان، قد ميّزت مجرى تاريخ البشرية. لهذا السبب، معَ أن الوثيقة هي إحدى صَفَحات كتاب الحوار الجميل بين المؤمنين، فإنها تشكّل صفحةً مميّزة ، وهي بالتالي علامةُ رجاء لجميع أفراد الأسرة البشرية الواحدة حتى يعيشوا معا بسلام ووئام، كإخوة وأخوات.

 

والسؤال الذي يطرح نفسَه في نهاية لقائنا: هل الحوارُ من الضروريات أم من الكماليات؟ الجواب الآن عندكم!