موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
حوار أديان
نشر الجمعة، ١٥ فبراير / شباط ٢٠١٩
التخلي عن اللاجئين يجذر مشاعر الحرمان واليأس والجهل

وارسو- الغد :

أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي اليوم، أن تلبية الاحتياجات الانسانية للاجئين هو معالجات آنية لتداعيات أزمات إقليمية يجب أن يحشد المجتمع الدولي جهوده للتوصل لحلول سياسية عادلة وفق القانون الدولي لها لتهيئة ظروف عودة اللاجئين إلى أوطانهم وشرطا لتحقيق الأمن والاستقرار.

وقال خلال مشاركته في جلسة حول الجوانب الإنسانية لأزمات اللجوء في المؤتمر الوزاري لتعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط الذي ينهي أعماله في وارسو اليوم، إن حل الأزمات التي سببت اللجوء هو الذي يضمن الحل الجذري لمشكلة اللاجئين التي تتحمل المملكة أعباء كبيرة بسببها.

وزاد الصفدي أن هناك أكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني يجب إيجاد حل عادل لقضيتهم في إطار حل شامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وبما يلبي الحق في العودة والتعويض.

وحذر وزير الخارجية في الجلسة التي افتتحها نائب الرئيس الأميركي مايكل بنس من تراجع الدعم لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا)، مؤكدا ضرورة توفير الدعم الذي يمكن الوكالة من الاستمرار في القيام بدورها وفق ولايتها الأممية وإلى حين حل قضية اللاجئين التي تشكل إحدى أهم قضايا الوضع النهائي وفق قرارات الشرعية الدولية.

وشرح وزير الخارجية الضغوط التي تمثلها أزمات اللجوء على المملكة التي تواجه أوضاعا اقتصادية صعبة. ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته إزاء اللاجئين وإزاء الأردن الذي يتحمل فوق طاقته ويقدم كل ما يستطيعه لتلبية احتياجات اللاجئين السوريين انسجاما مع قيمه وإرثه الإنساني.

وزاد إن تلبية احتياجات اللاجئين وتوفير التعليم والخدمات والعيش الكريم لهم هو استثمار في الأمن الإقليمي والدولي ذاك أن التخلي عن اللاجئين وعدم تلبية احتياجاتهم يجذِر مشاعر الحرمان واليأس والجهل التي توجد البيئة التي يعتاش عليها التطرّف والتي تستغلها القوى الظلامية لنشر ثقافة الكراهية التي تحملها.

وقال الصفدي إن الإرهاب هو نقيض قيم السلام والمحبة واحترام الآخر التي يحملها ديننا الإسلامي الحنيف.

وأضاف أن العصابات الإرهابية الذين سماهم جلالة الملك عبدالله الثاني خوارج العصر لا علاقة لهم بالدِين الاسلامي الحنيف وقيمه، لافتا إلى أن العرب والمسلمين هم أكثر ضحايا الإرهاب. وأكد أن هزيمة الإرهاب تتطلب حل الأزمات وإنهاء الظلم والفوضى واليأس.

إلى ذلك شدد الصفدي الذي قدم أول مداخلاته في المؤتمر اليوم خلال الجلسات التي تناولت أزمات المنطقة أن الأردن هو الأكثر تأثرا بهذه الأزمات ويريد التوصل لحلول لها.

وقال إن الأردن كما يؤكد جلالة الملك عبدالله الثاني سيظل يقوم بدوره ويدعم كل جهد حقيقي للتوصل لحلول عادلة ودائمة لهذه الأزمات.

وأضاف أن السلام الشامل والدائم هو السلام الذي تقبله الشعوب وأن الشعوب لن تقبل بحلول لا تلبي حقوقها المشروعة كاملة.

وأكد وزير الخارجية أن حل الصراع الفلسطيني على أساس حل الدولتين الذي ينهي الاحتلال ويضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من حزيران للعام ١٩٦٧ و التي تعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل وفق القرارات الدولية ذات الصِّلة ومبادرة السلام العربية هو السبيل الوحيد لحل الصراع وتحقيق السلام الدائم والشامل.

وزاد “هذا هو الحل الذي يجمع عليه العالم وهذا هو الحل الذي لا بديل له.”

وقال إن موقف المملكة الذي يعرفه الجميع هو أن السلام حق وحاجة لجميع شعوب المنطقة وإن طريقه إنهاء الاحتلال وتلبية الحقوق وبالتالي إنهاء العنف والخوف وضمان الأمن.

وفِي مداخلة حول الأزمة السورية أكد الصفدي أن لا حل عسكريا للأزمة، ما يستدعي تكثيف الجهود للتوصل لحل سياسي لها وفق القرار ٢٢٥٤ يقبله السوريون ويحفظ وحدة سوريا وتماسكها ويعيد لسوريا أمنها واستقرارها ويتيح ظروف عودة اللاجئين إلى وطنهم ليسهموا في إعادة بنائه. وأكد أهمية العمل على تثبيت الاستقرار في سوريا.

وشدد أن سوريا دولة عربية ولا بد من وجود دور عربي إيجابي فاعل في جهود حل الأزمة السورية ووقف المعاناة والدمار الذي تسبب.

كما أكد وزير الخارجية ضرورة دعم عملية إعادة الإعمار والبناء في العراق لتكريس النصر الكبير الذي حققه العراق على الإرهاب.

وشدد وزير الخارجية على أن أزمات المنطقة متداخلة ما يستوجب جهدا شموليا لمعالجتها لتحقيق الأمن والاستقرار والرخاء.

وأكد رفض التدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية وضرورة أن تقوم علاقات الدول في المنطقة على أساس مبادئ حسن الجوار.

والتقى وزير الخارجية على هامش المؤتمر عددا من نظرائه المشاركين فيه وبحث العلاقات الثنائية معهم ووضعهم في صورة مؤتمر لندن لدعم الاقتصاد الأردني إضافة إلى المستجدات الإقليمية.