موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٠ أغسطس / آب ٢٠٢٠
البطريرك يونان يرسم الأب أفرام سمعان خورأسقفًا استعدادًا لرسامته الأسقفية

إعلام بطريركية السريان الكاثوليك :

 

احتفل بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بالقداس الإلهي في كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي، المتحف، بيروت. وخلال القداس، قام غبطته برسامة الأب أفرام سمعان، المنتخب مطرانًا نائبًا بطريركيًا للقدس والأراضي المقدسة والأردن، خورأسقفًا، وذلك استعدادًا لرسامته الأسقفية في 15 آب الحالي.

 

وعاون غبطته في القداس والرسامة راعي كنيسة السريان الكاثوليك في الأردن الأب فراس دردر، وأمين سرّ البطريركية الأب حبيب مراد، بمشاركة رئيس أساقفة الموصل المطران يوحنّا بطرس موشي، ورئيس أساقفة بغداد والنائب البطريركي على البصرة والخليج العربي وأمين سرّ السينودس المقدس المطران أفرام يوسف عبّا، وجمع من الكهنة والراهبات المؤمنين، ومن بينهم والد الخوراسقف الجديد وإخوته وذووه.

 

ونوّه البطريرك يونان في عظته إلى أنّ "رتبة الخورأسقفية ليست درجة كهنوتية تُزاد إلى درجة أبونا أفرام المرتسم الجديد، فدرجات الكهنوت هي الشمّاسية والكهنوتية والأسقفية، أمّا الخوراسقفية فهي رتبة كنسية تحثّ الخورأسقف على عيش الدعوة الكهنوتية التي إليها دعاه الرب، فيتمّم ما تتطلّبه هذه الدعوة". وذكّر بماهيّة هذه الدعوة، بحسب طقس رتبة الرسامة، حيث يعلن رئيس الكهنة بصلاة سرّية بالسريانية: إنّي أتضرّع وأطلب إلى الرب من أجل هذا الذي يتقدّم إلى نيل هذه الرتبة أن يمتلئ، أي أن يمتلئ بالنعمة والاجتهاد والسهر والقوّة والمقدرة على التمييز بين الخير والشرّ، بالعزم على أن تحسن لك يا ربّ هذه الخدمة التي تكرّس لها".

 

وتناول غبطته الأوضاع الأليمة والمأساوية الراهنة التي يعيشها لبنان، فقال: "نعيش هذه الأيّام المؤلمة التي شهدنا فيها كارثة كبيرة لم تحدث في لبنان على مدى تاريخه، هذه النكبة المخيفة التي أدّت إلى استشهاد المئات وجرح الآلاف، فضلاً عن العديد من المفقودين. نسأل الرب يسوع أن يقوّينا بالإيمان والرجاء، وألا يجعلنا أبدًا فريسةً لليأس والاستسلام جراء الوضع المأساوي الذي نعيشه في لبنان، بل أنّ نجدّد عزيمتنا بنعمته تعالى، كي نستطيع أن نستمرّ ونتابع مسيرتنا على الأرض مهما اعترضنا من صعوبات وضيقات وآلام جسدية ونفسية ومعنوية".

 

وختم بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، اغناطيوس يوسف الثالث يونان، عظته طالبًا من الرّب القدير "أن يشدّد شبّاننا وشابّاتنا ليحافظوا على الدوام على إيمانهم ثابتاً، ولا يفقدوا ثقتهم بوطنهم لبنان الذي هو واحة حقيقية للمسيحية في منطقة الشرق الأوسط، إذ استقبل ولا يزال يستقبل اللاجئين والنازحين، سائلاً إيّاه تعالى، بشفاعة أمّه مريم العذراء، كي يعين أبناء شعبنا المسيحي في هذا البلد الحبيب لبنان المعذَّب، ليتابعوا شهادتهم لإيمانهم به، بالمحبّة الصادقة والإيمان القويم والرجاء الذي لا يتزعزع".

 

وقبل المناولة، ترأس البطريرك يونان رتبة الرسامة الخورأسقفية، رقّى خلالها الأب أفرام سمعان إلى درجة الخورأسقف، وألبسه الصليب والخاتم، وسلّمه العكّاز الأبوي فبارك به المؤمنين. وقبل البركة الختامية، ألقى الخوراسقف الجديد أفرام سمعان كلمة رفع خلالها الشكر إلى الرب يسوع الذي يعضده ويقوّيه والذي رافقه في كلّ مراحل حياته، وشكر غبطة البطريرك الذي هو بالنسبة إليه بمثابة الأب الذي رعاه واهتمّ به وصاحب الفضل في وصوله إلى هذه اللحظة، متعهّدًا أن يكون على قدر الثقة التي وضعها فيه غبطتُه.

 

كما شكر الخورأسقف الجديد المطرانين موشي وعبّا اللذين تجشّما عناء السفر رغم الظروف الصعبة للمشاركة في هذه المناسبة، والأبوين فراس وحبيب اللذين عمل معهما بوحدة القلب وبالمحبّة والمساندة الأخوية خلال سني خدمتهم في أمانة سرّ البطريركية، وجميع الحاضرين، خاصًا أهله وذويه، سائلاً الجميع أن يصلّوا من أجله كي يبارك الرب خدمته الجديدة لمجد اسمه تعالى وخير الكنيسة، ومتضرّعًا من أجل حفظ لبنان وشعبه وسلامه وحمايته من كلّ المخاطر والمضرّات.

 

وبعد القداس، تقبّل الخورأسقف أفرام سمعان التهاني من الحضور جميعًا في جوّ من الفرح الروحي.