موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٥ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٨
البطريرك كيريل يندد بـ’الاضطهاد‘ الذي يتعرض له الإكليروس في أوكرانيا

موسكو - أبونا :

دعا بطريرك موسكو وعموم روسيا البطريرك كيريل، القادة الدينيين ورؤساء بعض الدول والمنظمات الدولية، إلى بذل كل جهد ممكن "لحماية هرمية وإكليروس الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية من التمييز والضغوط الممارسة من قبل السلطات الأوكرانية، والدفاع عن حرية الضمير والحرية الدينية، بموجب القانون الدولي".

وكان البطريرك الروسي قد وجّه رسائل إلى رؤساء الكنائس الأرثوذكسية المحلية، وإلى البابا فرنسيس، ورئيس الكنيسة الأنغليكانية جاستن ويلبي، والأمين العام لمجلس الكنائس العالمي أولاف تفيت، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والأمين العام لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بالإضافة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، لفت خلالها الانتباه إلى "الانتهاكات واسعة النطاق" التي يتم اتخاذها ضد حقوق وحرية الكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية، من إكليروس وعلمانيين، والذين بقوا تحت الرعاية الروحية للكنيسة الروسية، ولا يرغبون بالانضمام إلى الكنيسة الأرثوذكسية المستقلة.

وقال في رسائله: "في الأونة الأخيرة، تحوّل تدخل القادة العلمانيين في أوكرانيا بشؤون الكنيسة إلى ضغط صارخ على أساقفة وإكليروس الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية، مما يسمح لنا بالحديث عن بداية اضطهادات واسعة النطاق". وتابع "لقد ازداد الضغط بسبب رفض الأسقفية الأوكرانية الأرثوذكسية من المشاركة بما يسمى بـ’مجلس التوحيد‘ المدعوم من القيادة الأوكرانية. ومن خلال هذا المجلس، فمن المفترض أن يتم استبدال الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية (التي تضم 13 ألف رعية، وأكثر من مائتي دير، وملايين المؤمنين) بنظام ديني جديد تم إنشاؤه من قبل الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو، بالتنسيق مع البطريرك المسكوني برثلماوس".

وأضاف: "لإجبار الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية على المشاركة في هذا الحدث، تتخذ السلطات الحكومية أعمالاً تنتهك بشكل صارخ حقوق المواطنين الأوكرانيين وحرياتهم الدستورية"، مشيرًا إلى أنه "تم استدعاء الأساقفة للاستجوابات من قبل الجهاز الأمني الأوكراني، كما يواجهون عقبات عند عبورهم من الحدود، حيث يتم احتجازهم تحت ذرائع مختلفة، كما يتعرضون لعمليات تفتيش مهينة". كما سرد في رسائله عددًا من محاولات الحكومة والسلطات المحلية لحرمان الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية من حقوقها القانونية في استخدام بعض المواقع والأديرة، كما الحملات الإعلامية التي تهدف إلى تشويه سمعة الكنيسة الأوكرانية.

وكتب البطريرك كيريل في رسائله: وتابع: "لا يخفي الرئيس الأوكراني موقفه العدائي تجاه الكنيسة. وقد هدد السيد بترو بوروشنكو، بشكل علني، بإبعاد الأوكرانيين الذين لا يريدون الانضمام إلى ’الكنيسة المستقلة‘ التي تقوم الحكومة بإنشائها". وأضاف: "لا نعلم ما هي الخطوات التي ستتخدها السلطات الأوكرانية بعد ذلك، وما هي الإجراءات التي يمكن أن تجرأ على القيام بها لتحقيق هدفها في الوقت المتبقي قبيل الانتخابات الرئاسية. ومع هذا، فإن حقائق التمييز العديدة التي تخضع لها الكنيسة الأوكرانية تجعلنا نخشى بالفعل تعديًا أكثر خطوة على حقوق وحريات المسيحيين الأرثوذكس، ومعاناتهم الكبيرة من أجل البقاء مخلصين للكنيسة الأرثوذكسية".

وخلص البطريرك كيريل في رسائله إلى القول: "من وجهة نظرنا الواضحة، فإن السلطات الحكومية الأوكرانية تتدخل بشكل صارخ في حياة الكنيسة، ويتم انتهاك حقوق الإنسان الأساسية، ويتم بذل محاولات واضحة لاستخدام الكنيسة لتحقيق مصالح سياسية وانتخابية"، داعيًا القادة الدينيين ورؤساء الدول والمنظمات الدولية إلى بذل كل جهد ممكن لحماية هرمية وإكليروس الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية من التمييز والضغوط الممارسة من قبل السلطات الأوكرانية، والدفاع عن حرية الضمير والحرية الدينية، بموجب القانون الدولي".