موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٦ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٠
البطريرك ساكو: وحدتنا مطلب جوهري، من دونها نبقى ضعفاء

إعلام البطريركية :

نظمت البطريركية الكلدانية احتفالا بالصلاة من اجل وحدة المسيحيين بمناسبة اسبوع الصلاة السنوي على هذه النية (18-25 كانون الثاني من كل عام)، وذلك مساء السبت 25 كانون الثاني 2020، في كاتدرائية مار يوسف للكلدان – الكرادة.

وحضر الصلاة السادة الأساقفة المعاونون: شليمون وردوني، باسيليوس يلدو، روبرت جرجيس، والمونسنيور جوزيف نرسيس والارشمندريت الفريد يونان، ولفيف من الكهنة والرهبان والراهبات، وجمهور من المؤمنين. رُفعت فيها صلواتٌ من أجل الوحدة وتراتيل وقراءات من الكتاب المقدس.

وقال البطريرك ساكو في عظته:

بسرور وايمان ورجاء نحتفل في بغداد، بأسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيّين تحت شعار “انسانيّة قلّ نظيرها” (أعمال الرسل 28: 2). هذه الصلوات أعدَّتها لجنة مسكونيّة ضمّت ممثلين عن الكنائس الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة والبروتستانتيّة. إنها ثمرة وحدة كنائسنا في عملها الجماعي الذي يعزز الحركة المسكونية.

تتمحور الصلوات هذا العام حول نصّ (أعمال الرسل 28: 1-10) الذي يروي سَفَر بولس الرسول الى روما، ونجاته مع ركاّب السفينة من الغرق، ولجؤَه الى جزيرة مالطا حيث استضافتهم الجماعة المسيحية هناك “بإنسانية قلَّ نظيرها” (أعمال الرسل 28: 2).

المسيحيّون المنتمون الى كنائس مختلفة، يُعانون من انقسامات، بسبب التراكمات التاريخية والاحكام المسبقة. هذا الانقسام يجعلهم ضعفاء ويعرقل شهادتَهم المسيحية في المجتمعات المتنوعة التي يعيشون فيها. واذكر العراق على سبيل المثال لا الحصر. في وسط الظروف الصعبة والحساسة التي عشناها ولا نزال نعيشها، من قتلى وجرحى ومخطوفين ومهجّرين ومهاجرين، وحالة من فقدان سلطة الدولة والسيادة الوطنية لا نزال نحن المسيحيين منطوين على انفسنا وخائفين وقلقين، بدل ان نجمع طاقاتنا ونعمل معاً كفريق واحد بحكمة للإسهام بجدية في حل المشاكل ليعود السلام والاستقرار الى ربوع وطننا.

يؤسفني القول اننا عندما نطرح فكرة او مبادرة للتوحيد تنطلق من مسؤوليتنا وهمنا يهبُّ من هنا وهناك من يقول أن لا مانع لديه من اي عمل مشترك شرط الا يكون مسيحيا، بل قوميا، أو علمانيا، ولكن في النهاية ليس لديه حماسة لأية خطوة عملية في سبيل تحقيق ذلك. وهذا التشتت يسري على كنائسنا أيضاً!

نتقدم نحو الوحدة، عندما نتحلى بالأيمان والمسؤولية ونقرأ علامات الازمنة بتأنٍ ونُصغي بإنسانية عميقة الى صرخة الموجَعين المظلومين ونخفف من معاناتهم كما فعلت جماعة مالطا مع بولس ومن معهم باستضافتهم والاهتمام بهم. وهذا ما يطالبنا به الانجيل (طالع متى فصل 25). هذا الانفتاح على الاخرين وقبولهم والاهتمام بهم يقودنا الى الوحدة والشركة الكاملة والشهادة المطلوبة. وحدتنا مطلب جوهري ومصيري، ومن دونها نبقى ضعفاء وننتهي. لنصل على هذه النية ونعمل في سبيل تحقيقها.