موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١٥ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٠
البطريرك ساكو في قداس عيد الصليب: الصليب بالمعنى الصحيح قيمة معنوية لا مادية

إعلام البطريركية الكلدانيّة :

 

ترأس البطريرك الكلداني الكاردينال لويس روفائيل ساكو، مساء الاثنين 14 أيلول 2020 قداس عيد الصليب، في كابيلا البطريركية، وقد عاونه المعاونان البطريركيان المطران باسيليوس يلدو والمطران روبرت سعيد، والأب مارتن بني، والأخوات راهبات البطريركية.

 

بدأ الاحتفال بشعلة عيد الصليب في فناء البطريركية ثم القداس في الكابيلا.

 

وفي عظة القداس، قال غبطته: "الصليب بالمعنى الصحيح قيمة معنوية وليس مادية. من خلصنا هو يسوع المسيح بتعليمه وحياته، والألم والصليب جزء منها. يقول عبديشوع الصوباوي في كتاب الجوهرة: بالنسبة للصليب، اننا نسجد لله مخلصنا، لان الصليب اسم (علامة) المسيح.. وليس للخشب أو الفضة أو النحاس. بالتالي، يمنح صليب المسيح معنى لحياة الانسان المتألم. ويعانق المسيح معنا كل وجع وألم وضيق".

 

وأضاف: "اختبر يسوع الألم والصليب في حياته. وكذلك يختبر كل واحد منا الألم. اليوم الملايين يختبرون وباء كورونا ويتألمون، وبلدان مثل العراق ولبنان وسوريا يختبر مواطنوها الصليب من خلال ظروفهم السياسية والاجتماعية والمعيشية الصعبة والمقلقة والمخيفة.

 

وتابع: "ينبغي أن نتفهم كلام يسوع بعمق عندما قال: ’احمل صليبك واتبعني‘ (متى 16/24). ماذا يعني هذا؟ يعني باختصار الاقتداء بالمسيح وليس شيئًا آخر. لا نضيعن  وقتنا في تفسيرات مغلوطة. فيسوع يطلب منا أن نتحمل ما يصيبنا (صليبنا) بروح إيجابيّة. هذا لا يعني أن نطلب الألم لأنفسنا ونبحث عنه. هذا ليس موقفًا مسيحيًا. الموقف المسيحي الصحيح هو أن نتحمّل صليب كل يوم بصبرٍ وإيمان وثقة، ولنتنهد كما تنهد يسوع، ولنطلب مثله معونة الله لنا".

 

وقال: "يطلب يسوع منا لا أن نتحمل الألم فحسب، بل أن نحارب المرض والظلم والفقر والجوع (متى فصل 25) وأن ننفتح على ألم ووجع الآخرين، وأن نخفف عنهم مثلما فعل سمعان القيرواني، والسامري الصالح مع الرجل الذي وقع بين اللصوص. علينا أن نعمل كما عمل يسوع  لكي نكون مثله قوة إيجابيّة للتغيير نحو الأفضل".

 

ولفت البطريرك ساكو إلى أنّ "الألم لا ينبغي أن يخلق في داخلنا الإحباط واليأس، بل أن يعمّق حريتنا الداخلية بإيمان واثق وصلاة حارة. هذه الحرية الداخلية سترسخ فينا الرجاء بأن حالتنا ليست النهاية التعيسة، وصليبنا ليس كلمة الله الأخيرة، بل كلمته هي للحياة الأبدية، التي وعدنا بها وننتظرها منه. بالتالي، على المؤمن أن يقرأ ما اختبره بولس الرسول: ’يُضَيَّقُ علَينا مِن كُلِّ جِهَةٍ ولا نُحَطَّم، نَقَعُ في المآزِقِ ولا نَعجِزُ عنِ الخُروج مِنها، نُطارَدُ ولا نُدرَك، نُصرَعُ ولا نَهلِك، نَحمِلُ في أَجسادِنا كُلَّ حِينٍ مَوتَ المسيح لِتَظهَرَ في أَجسادِنا حَياةُ المسيحِ أَيضاً. فإِنَّنا نَحنُ الأَحياءَ نُسلَمُ في كُلِّ حينٍ إلى المَوتِ مِن أَجلِ يسوع لِتَظهَرَ في أَجسادِنا الفانِيَةِ حَياةُ يسوعَ أَيضاً. المَوتُ يَعمَلُ فينا والحَياةُ تَعمَلُ فيكُم‘ (2 قورنتوس 4: 7-12). هذه يجب أن تكون حالنا كمؤمنين لتعمل قدرة لله فينا. ينبغي أن نثق به، وبرجاء عتيد".