موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢٦ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٣
البطريرك بيتسابالا: الوصاية ضمانة لحقوق الجميع ولا عذر لانشغال المجتمع الدولي عن القدس
ولا عذر لانشغال المجتمع الدولي عن القدس

أبونا :

 

قال الكاردينال المعيّن بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، إنّ قرار البابا فرنسيس بمنحي الرتبة الكارديناليّة هو "تأكيد على أهميّة مدينة القدس في العالم المسيحيّ. ليس فقط للكنيسة الكاثوليكيّة فحسب، بل لكلّ العالم المسيحي"، مشدّدًا بأنّ هذا التعيين هو مهمّ "لكي يكون للكنيسة وللمسيحيين في الأرض المقدّسة صوتًا عالميًّا في هذا الوقت المعقّد".

 

جاء ذلك في حوار مع التلفزيون الأردني، من دار البطريركيّة اللاتينيّة في القدس، ضمن البرنامج الأسبوعي "عين على القدس"، ويقدّمه الأستاذ جرير مرقة. وقد استضاف البرنامج أيضًا من العاصمة عمّان النائب البطريركي للاتين في الأردن المطران جمال دعيبس، للتعقيب على المقابلة مسطرًا أهميّة التعيين على الكنيسة والمجتمع، كما والأوضاع العامّة في الأرض المقدّسة.

 

 

⮜ الوصاية.. القوة الضامنة والمُشرفة

 

وفي الحوار، أشار البطريرك بيتسابالا إلى أنّه يعيش في القدس منذ 34 عامًا، وهي مكان للجميع، لا للصراع والتوتر. ولهذا فإنّ دور الوصاية الهاشميّة التي هي القوة الضامنة والمُشرفة، والتي لديها القدرة على احترام وضمان حقوق الجميع في القدس. وفي هذا الإطار، فإنّ دور الملك عبدالله الثاني هو دور حيوي تاريخيًّا، وفي الوقت الحاضر حيوي للغايّة، من أجل أن يكون هنالك صوت أعلى خدمة لحقوق الجميع، خاصة بالمعنى الديني حيث أنّ القدس مهمّة".

 

وأوضح بأنّه "في الأشهر الماضي ارتفعت وتيرة الاعتداءات على المسيحيين، ولهذا علينا العمل في الكثير من الاتجاهات، وليس في اتجاه واحد. أولها العمل مع الشرطة والسلطات المدنيّة الرسميّة من أجل إيقاف هذه الاعتداءات، وملاحقة وإلقاء القبض على هؤلاء المسؤولين عن هذه الاعتداءات، لأنّ خلفية المعتدين للأسف هي خلفية دينيّة-سياسيّة. وفي ذات الوقت، يجب إعلاء صوتنا على المستويين المحليّ والدوليّ من أجل توعيّة الجميع من خطورة هذه الاعتداءات".

 

 

⮜ مستقبل المسيحيين

 

وحول مستقبل المسيحيين في الأرض المقدّسة، أشار غبطته إلى أنّه يعتمد على عدّة عناصر. وقال بأنّ القلق الأوّل الذي يوثّر على المسيحيين، وعلى المسلمين أيضًا، هم أنهم جميعًا في هذا الصراع. وطالما الصراع مستمرّ، فإنّ التصعيدات العسكريّة والعنف سوف يستمرّ"، بالتالي، تكمن أهميّة التحدّث عن ذلك لكي يفهم الجميع أنّ هناك صراع، وبأنّه لم ينتهي بعد.

 

وأشار إلى أهميّة دعم المجتمع المسيحيّ، "فعندما يكون هناك صراع وتوتّر، فإنّ وحدة المجتمع المسيحيّ مهمّة لدعم بعضنا بعضًا"، لافتًا إلى أنّ هذا الدعم يكون من خلال خلق وظائف، وبناء مشاريع سكنيّة ومدارس وجامعات، وكل ما له علاقة بالحياة الطبيعيّة. وشدّد في هذا السياق على ضرورة ألا تكون الكنيسة منحصرة على مجتمعها المسيحيّ، بل أن تكون في من أجل المجتمع بأكمله.

 

 

⮜ الإيمان: رؤية وقوّة لمقاومة الأوضاع

 

وقال: "ليس من السهل أن تعيش في الأرض المقدّسة، فكل شيء معقّد، حتّى الأمور الطبيعيّة من التنقل والذهاب إلى العمل أو المستشفى، أو إيجاد منزل. كل هذه الأمور صعبّة ومعقّدة لأنّك بحاجة إلى تصاريح. وهذه التصاريح لا تُعطى، وإن أعطيت فهي متأخرة. حتّى الثمن يكون مدفوع سياسيًّا لأنّ مستمر. كل هذه الأمور يتأثر بها المسيحيون أيضًا. ليس لدينا الموارد الاقتصاديّة والماليّة من أجل حلّ كلّ هذه الأمور. وهذا يولّد قلقًا لدى الأجيال الشابة؛ كيف يعيشون في مجتمعاتهم؟ ماذا سيفعلون في المستقبل؟".

 

وأشار البطريرك بيتسابالا إلى أنّ "المجتمع المسيحيّ لديه درجات تعليمية عاليّة، ويريدون الحصول على المكانة والرضى مهنيًا، وهذا صعب جدًا في الأرض المقدّسة. وبالتالي، فإنّه من الصعب أن تُقنع، خاصة الشباب، أن يتحدّثوا بصورة إيجابيّة وجميلة عن المستقبل. إنّ جيل الشباب يرغب في بناء عائلات لهم تعيش حياة طبيعيّة كبقية العائلات". وفي هذا السياق، شدّد غبطته على أهميّة دور الإيمان، لأنّه يعطي "رؤية وقوّة لمقاومة هذه الأوضاع، والعمل من أجل البقاء والصمود".

 

 

وفيما يلي الحلقة كاملة: