موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٧ فبراير / شباط ٢٠٢٠
البطريرك الراعي: لا تقدر الكنيسة أن تراعي الخواطر إنما عليها أن تحرّك الضمائر
لا تقدر الكنيسة أبدًا أن تراعي الخواطر، إنما عليها ان تحرّك الضمائر. ولا يمكنها المساومة على شيء، وإلا تتنكر لدورها ورسالتها
جانب من القداس الإلهي

جانب من القداس الإلهي

البطريركية المارونية :

 

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي قداس الأحد في كاتدرائية فولينيو بإيطاليا، حيث تحفظ ذخائر القديس مارون، بحضور حشد من أبناء الرعيّة ومن أبناء رعية مار مارون في روما. وشدد غبطته على أن الكنيسة "لا تقدر أبدًا أن تراعي الخواطر، إنما عليها أن تحرّك الضمائر".

 

وبعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى غبطته عظة بعنوان: "عندهم موسى والأنبياء". وجاء فيها: "أتينا اليوم إلى مدينة فولينيو في زيارة تقوية لإحياة أمرَين: أولاً، نُكرّم ذخائر أبينا القديس مارون التي حُفظَت منذ الأجيال الوسطى، أجيال الصليبيين، في فونينيو، هربًا من التلف. والغاية الثانية هي ليتورجية، لنُصلّي ونُحيي ذكرى مَوتانا والموتى المؤمنين. لكلِّ الموتى، نُصلي ونقول: الراحة الدائمة أعِطِهم يا رب ونورُك الأزلي فليضئ لهم فليستريحوا بسلام".

 

وأضاف: "يعلمنا القديس مارون أمورًا كثيرة نحن بأمسّ الحاجة أن نعيشها وهي اتحاده العميق بالله، بالصلاة بالتأمل والتقشف والموت عن الذات بمقدار ما كان متحدًا بالله اصبح متحدا بكل الناس، وهذا هو السر الأساسي. أية علاقة سليمة بإمكاننا أن نعيشها على المستوى الأفقيّ، لا نقدر أن نعيشها إلا إذا كان عيشنا العامودي سليمًا مع الله. سلام مع الله، سلام مع البشريّة كُلها. هذا هو تعليم القديس مارون وهذه هي صلاتنا في أوطاننا المشرقية وفي لبنان بنوع خاص، بحيث أنه لا مجال للخروج من الخلافات والنزاعات إلا بمقدار قرب المتخاصمين من الله. ولا يمكنهم أن يكونوا أقرباء من الله إلا من خلال التجرد والتقشف والخروج من الذات. وهذه صلاتنا باستمرار".

 

وتابع: "الكنيسة هي موسى والأنبياء التي تخاطب دائمًا ضمائر وعقول الناس. لا تقدر الكنيسة أبدًا أن تراعي الخواطر، إنما عليها ان تحرّك الضمائر. لا يمكنها المساومة على شيء، وإلا تتنكر لدورها ورسالتها. نشكر الرب الذي أوجد الكنيسة كي تظل صوت الضمير المستمر، صوت الله"، مشددًا على أن "النزاعات والحروب والخلافات لا تنتهي إلا بطريق واحدة؛ العودة إلا الله".

 

وخلص البطريرك الراعي في عظته رافعًا الصلاة "على نية كل المسؤولين في لبنان كي يعودوا إلى الله وإلى الصلاة وإلى التوبة، وعندها يستطيعوا العودة الى بعضهم البعض. نلتمس نعمة الاتحاد بالله كي نقدر أن نرى أخوتنا البشر وحاجاتهم، أخوتنا البشر ليس بالمطلق، أخي وأختي الذين في جنبي، بالحاجة التي يحتاجونها".