موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٢ ابريل / نيسان ٢٠١٩
البطريرك الراعي: قيامة لبنان ممكنة بقوة إيماننا

بيروت – أبونا :

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي قداس عيد الفصح، في كنيسة القيامة بالصرح البطريركي الماروني، بحضور رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، وفاعليات سياسية واقتصادية واجتماعية ورجال دين وحشد من المؤمنين.

وبعد إعلان الإنجيل المقدس، قال البطريرك الراعي في عظته: "الموت والقيامة هما فصح الرب، عيد الأعياد، وإحتفال الاحتفالات. فكما تكسف الشمس النجوم، كذلك يكسف هذا العيد جميع الأعياد. لقد مات المسيح فداءً عنا، لكي نتشبّه به بموتنا عن الخطيئة والشر اللذين غسلهما بدمه؛ وقام من الموت ليشركنا في حياته الإلهية، وصعد إلى السماء ليرفعنا إليها (القديس غريغوريوس النزينزي). بالقيامة أصبحنا قياميّين، وبنعمتها انفتحت السماوات بوجه جميع البشر. فكانت الدعوة المتجددة في المزمور 117: هذا هو اليوم الذي صنعه الرّبّ. فلنبتهج ونتهلّل به".

وأضاف: "يومٌ صنعه الرب، لأنه جعل لنا الفصح عبورًا إلى حياة جديدة بنعمة قيامته، على ما أكد بولس الرسول: ’نحن نعلم أنّ الإنسان القديم فينا صلب مع المسيح حتى يزول سلطان الخطيئة في جسدنا فلا نبقى عبيدًا للخطيئة‘. عندما نسمع كلمة خطيئة ربما نحصرها بمعناها الروحي الذي هو إساءة إلى الله بمخالفة وصاياه ورسومه. ولكن الخطيئة هي أيضًا إساءة إلى أي إنسان ماديًا أو معنويًا، حسيًا أو روحيًا، ظلمًا أو إعتداءً أو إنتهاكًا لكرامته، فتأخذ إسم خطيئة إجتماعية؛ والخطيئة هي إنزال الضرر بالشعب وإفقاره وتجويعه وحرمانه من حقوقه الأساسية، وإهمال تأمين الخير العام، والتسبب بالنزوح الداخلي وهجرة الوطن، وسلبُ المال العام وهدره، وتقويض الدّولة ومؤسّساتها، وتسمّى خطيئة سياسيّة. من هذه الخطايا الروحية والاجتماعية والسياسية يريد الرب يسوع أن يحررنا، لكي نحقق فصحنا وننعم باليوم الذي صنعه الرب".

وخاطب الرئيس اللبناني بالقول: "لقد وضعتم شعارًا لعهدكم مكافحة الفساد وقيام دولة القانون والمؤسّسات، وفي نيّتكم أن يكون عهدًا مفصليًا بين لبنان مضى ولبنان يشرق من جديد لأجيالنا الطالعة. فلا بد من البدء بمكافحة الفساد السياسي الظاهر في سوء الأداء، وإهمال موجبات المسؤولية عن الشأن العام، والغنى غير المشروع بشتى الطرق، واستغلال الدين والمذهب لخلق دويلات طائفية في هذه أو تلك من الوزارات والإدارات العامة وأجهزة الأمن، وتكوين مساحات نفوذ فوق القانون والعدالة وسلطة الدولة"، مشددًا على ضرورة "إعادة بناء الوحدة الداخلية وتعزيز الولاء للوطن قبل أي ولاء آخر، وتحقيق اللامركزية الإدارية الموسعة، وسنّ قوانين بنيوية لإصلاح الدولة المركزية"، و"ضرورة النأي بالنفس، والتمسك باتفاق بعبدا، وتوحيد الموقف اللبناني، وعدم الإنزلاق في أية محاور، من أجل حماية لبنان وتجاوزه المخاطر الراهنة".

وخلص البطريرك الماروني بشارة الراعي في عظته إلى القول: "نؤمن معكم أن القيامة أقوى من الموت، وأن قيامة لبنان ممكنة بقوة إيماننا بالمسيح القائم الذي ينتظر منا أن نقوم نحن أولاً من عتيقنا إلى حياة جديدة ورؤية جديدة وإرادة جديدة. بهذا الإيمان أنتم تقودون، فخامة رئيس البلاد، مسيرة قيامة لبنان مع معاونيكم المسؤولين ذوي الإرادات الحسنة"، راجيًا أن يكون عيد الفصح "عيد قيامة لوطننا من أزماته الاقتصادية والمالية والمعيشية، وعيد سلام واستقرار في بلدان الشرق الأوسط ولاسيما في فلسطين والعراق وسوريا، وعيد رجوع جميع النازحين واللاجئين إلى أوطانهم وأراضيهم، لحفظ هويتهم وثقافتهم وحضارتهم، وللتخفيف عن كاهل لبنان من عبئهم الإقتصادي والإنمائي ويد عمالتهم".