موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٦ يوليو / تموز ٢٠٢٠
البابا فرنسيس ودعواته من أجل السلام، وضدّ الرياء

فاتيكان نيوز :

 

خلال الأيام الأخيرة، وافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على قرار "الوقف الفوري للأعمال العدائية في جميع الحالات لمدة تسعين يومًا متتاليًا على الأقل"، وذلك لضمان المساعدة الإنسانية للسكان المتضررين والتصدي للعواقب المدمرة لانتشار وباء فيروس الكورونا؛ وبالتالي أراد البابا فرنسيس في مداخلته بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي الأحد أن يقدّم دعمه لهذه المبادرة إذ تمنّى أن يتم تنفيذ هذا القرار بشكل فعال وفوري لصالح العديد من الأشخاص الذين يتألّمون، لكي يصبح قرار مجلس الأمن هذا خطوة أولى جريئة نحو مستقبل سلام. تمثل مبادرة البابا هذه خطوة جديدة في مسيرة طويلة. خطوة أصبحت أكثر إلحاحًا من جراء الأزمة التي سببها الوباء، والتي تقع نتائجها على أشد الناس فقراً.

 

وكان البابا فرنسيس قد استبق هذا الطلب في 29 آذار الماضي بدعمه للنداء الذي أطلقه الأمين العام لهيئة الأمم المتّحدة نداء من أجل وقف إطلاق نار شامل وفوري في جميع أنحاء العالم مذكّرًا بحالة الطوارئ الحالية بسبب فيروس الكورونا الذي لا يعرف حدودًا. وللمناسبة قال البابا فرنسيس أتّحد مع جميع الذين قبلوا هذا النداء وأدعو الجميع لكي يلبّوا هذا النداء من خلال وقف جميع أشكال العدائيات الحربية من خلال تعزيز ممرّات من أجل المساعدات الإنسانية والانفتاح على الدبلوماسيّة والاهتمام بالذين يعيشون في أوضاع هشّة. وبالتالي – تابع البابا يقول – يمكن للالتزام المشترك ضدّ الوباء أن يحمل الجميع على الاعتراف بحاجتنا لتعزيز الروابط الأخويّة كأعضاء في عائلة بشريّة واحدة، كما يمكن لهذا الالتزام أن يولّد بشكل خاص في مسؤولي الأمم وفي الجهات المتورّطة التزامًا متجدّدًا من أجل تخطّي العداوات. إن النزاعات لا تُحلّ بواسطة الحرب! من الأهميّة بمكان أن نتخطّى جميع الخصومات والاختلافات، بواسطة الحوار وبحث بنّاء عن السلام.

 

وخلال الأسابيع التي تلت عاد الحبر الأعظم مرّتين ليستنكر الإنفاق على التسلّح؛ ففي عظته مترئسًا القداس الإلهي في العشيّة الفصحيّة قال البابا فرنسيس: "لنُسكِتَ صرخة الموت، كفانا حروبًا! ليتوقف إنتاج الأسلحة والإتجار بها، لأننا بحاجة للخبز وليس للبنادق"، كذلك أراد الأب الاقدس أن يذكّر بهذا الموضوع الذي يشكّل نقطة ثابتة في حبريّته في الصلاة التي رفعها في ختام صلاة مسبحة الوردية في اختتام الشهر المريمي إذ قال: "أيتها العذراء القديسة ساعدي مسؤولي الأمم لكي يعملوا بحكمة وعناية وسخاء وينقذوا الذين ينقصهم الضروري للعيش وينظّموا حلولاً اجتماعيّة واقتصادية بفطنة وروح تضامن. يا مريم الكليّة القداسة إلمسي الضمائر لكي تُوجَّه َالمبالغ الماليّة الهائلة التي تُستعمل لتنمية وتحسين الأسلحة لتعزيز دراسات ملائمة للوقاية من كوارث مماثلة في المستقبل".

 

كذلك، وفي مناسبة عديدة أخرى خلال السنوات الماضية، أدان البابا فرنسيس رياء وخطيئة مسؤولي تلك البلدان الذين يتحدّثون عن السلام فيما يبيعون الأسلحة لكي تُشنَّ هذه الحروب. كلمات كرّرها الأب الاقدس لدى عودته من زيارته الرسولية الأخيرة إلى تايلاند واليابان قبل انتشار وباء فيروس الكورونا إذ قال: "في مدينتَي ناغاساكي وهيروشيما توقفتُ للصلاة والتقيت ببعض الناجين وعائلات الضحايا وأعدتُ التأكيد على الإدانة الصارمة للأسلحة النووية ورياء الحديث عن السلام فيما لا تزال تُصنع أدوات الحرب وتُباع".