بعض خصائص الصلاة المسيحية

وتابع البابا تعليمه بالقول: لذلك يمكننا من مثال يسوع أن نستنبط بعض خصائص الصلاة المسيحية:

1) الصلاة هي أولويّة تتقدّمُ على كلِّ شيء: إنها الرغبة الأولى في اليوم، شيء يمُارس عند الفجر، قبل أن يستيقظ العالم. فهي تعيد الروح إلى ما كان سيبقى بدون نفس بدونها. إن اليوم المعاش بدون صلاة قد يتحول إلى تجربة مزعجة أو مملة: وكل ما يحدث لنا يمكنه أن يتحول إلى مصير أعمى يصعب تحمّله. فيما أنّ يسوع يربينا على طاعة الواقع وبالتالي على الإصغاء. فالصلاة هي أولاً الاصغاء إلى الله واللقاء به. عندها لا تتحوّل المشاكل اليومية إلى عقبات، وإنما إلى نداءات من الله لكي نصغي ونلتقي بمن هم أمامنا. وهكذا تتحول تجارب الحياة إلى فرصٍ لكي ننمو في الإيمان والمحبة. وتكتسب المسيرة اليومية، بما في ذلك التعب والجهود، منظار "دعوة". إن الصلاة تملك القدرة على أن تحوّل إلى خير ما كان بإمكانه أن يكون دينونة في الحياة، هي تملك القدرة على أن تفتح أفقًا كبيرًا للعقل وأن توسّع القلب.

2) الصلاة هي فن يمارس بثبات وإصرار: جميعنا قادرون على الصلاة العرضية، والتي تنشأ من عاطفة لحظة؛ لكن يسوع يعلمنا نوعًا آخر من الصلاة: تلك التي تعرف نظامًا، وتمرينًا، وتدخل ضمن قاعدة حياة. تؤدي المثابرة على الصلاة إلى تحول تدريجي، يجعلنا أقوياء في أوقات الضيق، ويمنحنا نعمة أن يعضدنا ذاك الذي يحبنا ويحمينا على الدوام.

3) العزلة في الصلاة: إن الذي يصلّي لا يهرب من العالم، ولكنّه يفضّل الأماكن القفرة. لأن هناك، في الصمت، يمكنها أن تظهر العديد من الأصوات التي نخبّئها في داخلنا: أكثر الرغبات قمعًا، الحقائق التي نستمر في خنقها. وبشكل خاص، يتكلّم الله في الصمت. كل شخص يحتاج إلى فسحة لنفسه، حيث يمكنه أن ينمّي حياته الداخلية، وحيث تجد الأعمال معنى. بدون الحياة الداخلية نصبح سطحيين، مضطربين، قلقين؛ نهرب من الواقع ومن أنفسنا أيضًا.

4) الصلاة تساعدنا أن نجد مكاننا الصحيح في علاقتنا مع الله وكلّ الخليقة: في بعض الأحيان، نعتقد نحن البشر أننا أسياد كل شيء، أو على العكس نفقد كل احترام لأنفسنا. وبالتالي تساعدنا الصلاة لكي نجد البعد الصحيح في العلاقة مع الله أبينا ومع الخليقة بأسرها.

البابا يصّلي من أجل ضحايا الإرهاب

وفي ختام مقابلته العامة مع المؤمنين، وجّه البابا فرنسيس نداءً قال فيه:

"خلال أيام الصلاة هذه من أجل الموتى، تذكّرنا ولا نزال نتذكر الضحايا العزّل للإرهاب، الذي ينتشر تفاقم قسوته في أوروبا. أفكر بشكل خاص في الهجوم الخطير الذي وقع في الأيام الأخيرة في نيس على مكان للعبادة، والهجوم الذي وقع في شوارع فيينا، واللذين سببا في الهلع والاستنكار لدى السكان ولدى جميع الذين يهتمون بالسلام والحوار. أوكل إلى رحمة الله الأشخاص الذين قتلوا بشكل مأساوي وأعبر عن قربي الروحي من عائلاتهم وجميع الذين يعانون بسبب هذه الأحداث المؤسفة، التي تسعى إلى تهديد التعاون الأخوي بين الأديان بالعنف والكراهية".