موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٨ مايو / أيار ٢٠٢٠
البابا فرنسيس: لنسمح بأن يعزّينا إله القرب والحقيقة والرجاء
في عظته مترئسًا القداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان البابا فرنسيس يذكر اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر ويطلب من الرب أن يبارك جميع الذين يعملون في هذه المؤسسات.

فاتيكان نيوز :

 

ترأس قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الجمعة في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان ذكر فيه اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر وقال يُحتفل اليوم باليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، لنصلِّ من أجل الأشخاص الذين يعملون في هذه المؤسسات: ليبارك الرب عملهم الذي يفيد كثيرًا.

 

استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من الإنجيل الذي تقدّمه لنا الليتورجية اليوم من القديس يوحنا والذي يقول فيه يسوع لتلاميذه: "لا تَضْطَرِبْ قُلوبُكم. تُؤمِنونَ بِاللهِ فآمِنوا بي أَيضًا. في بَيتِ أَبي مَنازِلُ كثيرة ولَو لم تَكُنْ، أَتُراني قُلتُ لَكم إِنِّي ذاهِبٌ لأُعِدَّ لَكُم مُقامًا؟ وإِذا ذَهَبتُ وأَعددتُ لَكُم مُقامًا أَرجعُ فآخُذُكم إِلَيَّ لِتَكونوا أَنتُم أَيضًا حَيثُ أَنا أَكون"، وقال إن حديث يسوع هذا مع تلاميذه قد تمَّ خلال العشاء الأخير: لقد كان يسوع حزينًا والجميع كانوا حزينين لأن يسوع كان قد قال إن أحدهم سيخونه، ولكنّه بدأ يعزّيهم في الوقت عينه: إن الرب يعزّي تلاميذه وهنا نرى أسلوب تعزية يسوع. نحن نملك أساليب تعزية كثيرة من تلك الحقيقية النابعة من القلب إلى تلك الرسميّة كبرقيات التعزية، كتلك التي نكتب فيها: "أعبّر عن أسفي العميق..." والتي لا تعزّي أحد وهي مجرّد مظاهر. ولكن كيف يعزّي الرب؟ إنه أمر من المهم أن نعرفه لأننا نحن أيضًا سنعبر في لحظات حزن وعلينا أن نتعلّم كيف نفهم ما هي تعزية الرب الحقيقية.

 

تابع البابا فرنسيس يقول في هذا المقطع من الإنجيل نرى أن الرب يعزّي دائمًا في القرب والحقيقة والرجاء، إنها جوانب ثلاثة لتعزية الرب. وذكّر البابا بكلمات يسوع: "أنا هنا معكم". إنه حاضر دائمًا في الصمت ونحن نعرف أنّه هنا على الدوام. إن القرب هو أسلوب الله، وقد اقترب منا أيضًا في التجسّد. إن الرب يعزّي في القرب، ولا يستعمل كلمات فارغة بل يفضل الصمت وقوة القرب والحضور. هو يتكلّم قليلاً ولكنّه قريب. جانب آخر لأسلوب تعزية يسوع هو الحقيقة. يسوع صادق ولا يقول أشياء رسميّة ليست إلا مجرد أكاذيب. هو يقول الحقيقة ولا يخفيها. لأنه هو نفسه يقول لنا أنا الحقيقة، والحقيقة أنّه ذاهب وسيموت. نحن أمام الموت وهذه هي الحقيقة، وهو يقوله لنا ببساطة وإنما بوداعة أيضًا وبدون أن يجرحنا. لكنّه لا يخفي الحقيقة.

 

أضاف الحبر الأعظم يقول الجانب الثالث لتعزية يسوع هو الرجاء، فهو يقول لتلاميذه أنّها مرحلة صعبة ولكنّه يقول لهم أيضًا: "لا تَضْطَرِبْ قُلوبُكم. تُؤمِنونَ بِاللهِ فآمِنوا بي أَيضًا. في بَيتِ أَبي مَنازِلُ كثيرة ولَو لم تَكُنْ، أَتُراني قُلتُ لَكم إِنِّي ذاهِبٌ لأُعِدَّ لَكُم مُقامًا؟ وإِذا ذَهَبتُ وأَعددتُ لَكُم مُقامًا أَرجعُ فآخُذُكم إِلَيَّ لِتَكونوا أَنتُم أَيضًا حَيثُ أَنا أَكون". إن الرب يعود دائمًا في كلِّ مرّة يكون هناك أحد منا في مسيرته ليترك هذا العالم. هو يقول لتلاميذه: "أَرجعُ فآخُذُكم إِلَيَّ" وهذا هو الرجاء. سيأتي وسيمسكنا بيدنا ويأخذنا ولكنّه لا يقول بأننا لن نتألّم. لا! بل يقول الحقيقة: "أنا معكم وبقربكم، هذه الحقيقة إنه زمن صعب وخطير وزمن موت ولكن لا تَضْطَرِبْ قُلوبُكم، حافظوا على سلامكم، ذلك السلام الذي هو في أساس كل تعزية لأنني سأَرجعُ فآخُذُكم إِلَيَّ.

 

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول ليس من السهل أن نسمح للرب بأن يعزّينا. غالبًا ما نغضب من الرب في أوقاتنا الصعبة ولا نسمح له بأنَّ يأتي إلينا ويكلّمنا بهذه اللطافة وبهذا القرب وهذه الوداعة وهذه الحقيقة وهذا الرجاء. لنطلب نعمة أن نتعلّم أن نسمح للرب بأن يعزّينا، لأن تعزية الرب صادقة ولا تخدع، وهي ليست تخديرًا بل هي قرب صادق وتفتح لنا أبواب الرجاء.

 

وفي ختام الذبيحة الإلهية وبعد أن منح البركة بالقربان المقدّس دعا البابا فرنسيس المؤمنين ليقوموا بالمناولة الروحية رافعًا هذه الصلاة: يا يسوعي أنا أؤمن بأنّك حاضر حقًّا في سرّ القربان المقدس. أحبُّك فوق كلِّ شيء وأرغب في أن تسكن في نفسي. وإذ لا يمكنني أن أتناولك بشكل أسراري تعال إلى قلبي بشكل روحي؛ ومتى أتيت سأعانقك وأتّحد بك بكلِّيَتي، فلا تسمح أبدًا لشيء بأن يفصلني عنك.