موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٠
البابا فرنسيس: بعد محنة الجائحة القاسية، سيكون المؤمنون أكثر واقعية وأصالة
مقابلة مع مجموعة ’أدنكرونوس‘ الإعلامية الإيطالية

وكالة آكي الإيطالية :

 

قال البابا فرنسيس: مخطئ من يقول إن المؤمنين اعتادوا عدم الذهاب إلى الكنيسة بسبب انتشار جائحة كوفيد-19.

 

وردّ الحبر الأعظم في مقابلة مع مجموعة "أدنكرونوس" الإعلامية الإيطالية، الجمعة، على السؤال عمّا إذا كان لخطر حالة إغلاق جديدة أية تداعيات على الكنيسة؟ قائلا: "لا أريد الدخول في القرارات السياسية للحكومة الإيطاليّة، لكني سأخبركم قصة أثارت استياءي".

 

وتابع: "سمعتُ عن أسقف قال إنه مع هذا الوباء، اعتاد الناس على عدم الذهاب إلى الكنيسة، وأنهم لن يعودوا للركوع أمام الصليب مجددًا، أو لتناول جسد المسيح". وأضاف الحبر الأعظم، "أقول إن هؤلاء الناس، إذا كانوا كما يقول عنهم الأسقف، يأتون إلى الكنيسة بسبب العادة، فمن الأفضل لهم أن يبقوا في منازلهم أيضًا"، مبينًا أن "الروح القدس هو الذي يدعو الناس".

 

وأشار البابا فرنسيس الى أنه "ربما بعد هذه المحنة القاسية، مع هذه الصعوبات الجديدة والمعاناة التي تدخل إلى المنازل، سيكون المؤمنون أكثر واقعية وأصالة"، واختتم في هذا السياق بالقول "صدقوني إن الأمر سيكون كذلك".
 

حان الآن دورك!

 

وخلال المقابلة، صرّح البابا فرنسيس إنّ سلفه البابا بندكتس السادس عشر، قال له: إنّ هناك مواقف أكثير صعوبة وقد حان دوره الآن لمواجهتها. وأضاف في المقابلة مع مجموعة الإعلاميّة الإيطاليّة: أنه "في بداية حبريتي ذهبت لرؤية سلفي (البابا المستقيل)، ولدى تسليمي ما بعهدته، أعطاني صندوقًا كبيرًا، وقال لي: كل شيء موجود هنا، هناك محاضر تنطوي على أصعب المواقف".

 

وتابع قداسته نقلا عن البابا بندكتس السادس عشر، "لقد وصلتُ الى هذا الحدّ، وتدّخلت في ظل هذه الظروف، أبعدت هؤلاء الأشخاص والآن حان دورك". وقال البابا فرنسيس: "أنا لم أفعل شيئًا سوى إكمال رسالة البابا بندكتس، لقد واصلت عمله". وأشار قداسته إلى أن "بندكتس بمثابة أب وأخ لي، حين أبعث له رسالة، أكتبها بصيغة أبوية وأخوية".

 

وأردف "غالبًا ما أزوره، وإن كنت قد رأيته مؤخرًا أقل بقليل، فذلك فقط لأنني لا أريد أن أتعبه". وأكد أن "العلاقة التي تربطنا جيدة حقًا، جيدة جدًا، نتفق على الأشياء التي يجب القيام"، مبينًا أن "بندكتس رجل طيب، إنه القداسة متجسدة في شخص". وذكر أنه "لا توجد أي مشاكل بيننا، ويمكن للجميع أن يقولوا ويفكروا بما يريدون" بهذا الشأن. وقال البابا فرنسيس متعجبًا: "تصوروا أن الأمر وصل بالبعض إلى القول إنني تشاجرت مع بندكتس حول أي القبر سيكون لي وأيه له!".

غيّرت أشياء كثيرة وأشياء أخرى ستتغير

 

وأكد البابا فرنسيس أنّه غير أشياء كثيرة بعد جلوسه على كرسي البابوية، مشيرًا إلى أنه لا توجد استراتيجية بعينها في الحرب على الفساد بل اتخاذ "خطوات صغيرة ولكن ملموسة". وقال: "لا أعتقد أنه يمكن أن يكون هناك شخص واحد، هنا وفي الخارج، يعارض اقتلاع الفساد من جذوره. لا توجد استراتيجيات معينة، المخطط بديهي وبسيط: المضي قدمًا ولا بلا توقف، ينبغي اتخاذ خطوات صغيرة ولكنها ملموسة".

 

وأضاف: "للوصول إلى النتائج المحققة اليوم، بدأنا من اجتماع قبل خمس سنوات حول كيفية تحديث النظام القضائي، ومع التحقيقات الأولية تمكنت من تجاوز مواقف ومقاومات. بحثنا بعمق في الشؤون المالية، ولدينا قيادة جديدة في مؤسسة الأعمال الدينية"، ما يُعرف ببنك الفاتيكان. وتابع: "باختصار، اضطررت لتغيير أشياء كثيرة وسيتغير الكثير في القريب العاجل".

النقد البنّاء أداة لفحص الذات

 

وأوضح قداسته خلال المقابلة بأنّ النقد البنّاء أداة لفحص الذات، إلا أنه أشار إلى أنه لن ينجر وراء كل شيء غير إيجابي للغاية يُكتب عنه. وقال: "لن أكون محقًا وسأكون مخطئًا في تقدير ذكاء الآخرين، إذا قلت أن النقد يترك وقعًا حسنًا على المرء. لا أحد يحب النقد، خاصةً عندما يأتي كصفعات على الوجه، عندما يكون مؤذيًا والتلافظ به بسوء نية وخبث".

 

وأردف البابا فرنسيس "ومع ذلك، وبقناعة أقول، إن النقد يمكن أن يكون بناءً لأنه يقود إلى فحص نفسي، وفحص الضمير. أسأل نفسي إن كنت مخطئًا، ولماذا وأين أخطأت. إذا قمت بعمل جيد، إن جانبني الصواب وإن كان بإمكاني القيام بعمل أفضل".

 

وأشار إلى أنّ "البابا يستمع إلى جميع الانتقادات ثم يمارس التمييز، لفهم ما هو جيد وما هو غير جيد. التمييز الذي هو بوصلة مساري بشأن كل شيء ومع الجميع". وتابع "التواصل الصادق سيكون مهمًا لإخبار الحقيقة حول ما يحدث داخل الكنيسة. صحيح أنه إذا كان عليّ أن أجد الإلهام في النقد لأفعل ما هو أفضل"، ومع ذلك "فأنا بالتأكيد لن أدع نفسي للانجرار وراء كل شيء غير إيجابي للغاية يكتبونه عن البابا".