موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
العالم
نشر الأحد، ٢٦ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٠
الاحتفال بعيد اهتداء القديس بولس، رسول الأمم

ناجح سمعـان :

احتفلت الكنيسة الكاثوليكية بمصر يوم السبت 25 يناير 2020 بعيد اهتداء القديس بولس الرسول.

ويعد الاحتفال بالقديس بولس رسول الأمم عيدًا عظيمًا يحتفل به فى الكنيسة الكاثوليكية شرقًا وغربًا، لما للقديس بولس من مكانة روحية سامية في الكرازة واعلان الانجيل لجميع الشعوب. الجدير ذكره أن الكنيسة الكاثوليكية في العالم كانت قد احتفلت احتفالاً خاصاً بالقديس بولس عام 2009، عندما أعلن البابا بندكتس آنذاك تكريس سنة بولسية في الكنيسة الجامعة تزامنًا مع الألفية الثانية لمولد رسول الأمم.

في مناسبة افتتاح السنة البولسية في بازيليك القديس بولس خارج الأسوار في روما، قال البابا بندكتس حينها: "نجتمع بالقرب من ضريح القديس بولس، الذي ولد منذ 2000 سنة فى طرسوس بكليكلية في تركيا اليوم. من كان بولس هذا؟ أمام الحشد الهائج الذي كان يبغي قتله في اورشليم، يقدم بولس ذاته بهذه الكلمات: إني رجل يهودي، ولدت في طرسوس بكليكلية، بيد أني ربيت في هذه المدينة (اورشليم)، وتأدبت بدقة لدى قدمي جمالائيل على ناموس ابائنا، وكنت غيوراً لله. وفي ختام مسيرته سيقول عن نفسه: لقد جعلت معلمًا للامم بالإيمان والحق. معلم الامم، رسول يسوع المسيح ومبشر به، هكذا يصف نفسه ناظراً إلى مسيرة حياته الماضية. ليس بولس بالنسبة لنا شخصية من الماضي، نذكرها ونكرمها، بل هو ايضاً معلمنا ورسولنا والمبشر بيسوع المسيح".

عن إيمان بولس الرسول قال رجل العقيدة والايمان بندكتس السادس عشر: "في الرسالة إلى أهل غلاطية، يقدم لنا بولس الرسول اعتراف ايمان شخصي جدًا، يفتح فيه قلبه امام قرائه في كل العصور ويكشف عن الزخم الأعمق في حياته: "أحيا بايمان ابن الله الذي أحبني وبذل ذاته لأجلي. كل ما يفعله بولس ينطلق من هذا المحور، إيمانه مبني على خبرته لمحبة يسوع له بشكل شخصي تمامًا، هو وعي بأن المسيح واجه الموت لا لأجل سبب مجهول، بل حبًا به، ببولس، وأنه كقائم من الموت يحبه الآن ايضًا أي ان المسيح وهب ذاته لأجله. ايمان بولس هو انه تتيم بحب يسوع المسيح حباً يصل إلى اعمق اعماقه ويحول كيانه. ايمان بولس ليس نظريات او افكار بشأن الله والعالم. ايمانه هو وقع حب الله في قلبه. ولذا فهذا الإيمان بالذات هو حب ليسوع المسيح".

حول البشارة والالم لأجل المسيح في حياة بولس، تسجل الوثائق تعليم بندكتس السادس عشر للمناسبة الجليلة حين قال: "إن مهمة البشارة والدعوة إلى الالم لأجل المسيح هما أمران لا ينفصلان، إن دعوة بولس لكي يصبح معلم للأمم هي في الوقت عينه وبشكل جوهري دعوة إلى الألم في شركة مع المسيح الذي فدانا بفضل آلامه. في عالم يسود فيه الكذب بقوة، يضحى الألم ثمن الحقيقة. من يرفض الألم ويحاول إبقاءه بعيدًا، يبعد عن ذاته الحياة وعظمتها، لا يستطيع أن يكون خادمًا للحقيقة وخادمًا للإيمان. ما من حب دون ألم، دون التخلي عن الذات، والتحول وتطهير الأنا من أجل الحرية الحقة. على ضوء كل رسائل القديس بولس نرى كيف أنه في مسيرته كمعلم الأمم تحققت النبوءة التي سمعها حنانيا عندما تلقى مهمته لزيارة بولس، سأريه كم ينبغي عليه أن يتألم لأجل اسمي. إن الم بولس جعله معلمًا للحقيقة جديرًا بالتصديق، لأنه لا يبحث عن منفعته وعن مجده الشخصي، وعن ارضاء ذاته، بل يلتزم لأجل من أحبنا ووهب ذاته لأجلنا كلنا".