موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١٦ يونيو / حزيران ٢٠٢٠
الاحتفال بعيد القديس أنطون البادواني في القدس، شفيع حراسة الأراضي المقدسة
جانب من احتفالات حراسة الأراضي المقدسة بعيد القديس أنطون البادواني (تصوير: نديم عصفور)

جانب من احتفالات حراسة الأراضي المقدسة بعيد القديس أنطون البادواني (تصوير: نديم عصفور)

حراسة الأراضي المقدسة :

 

يقام في 13 حزيران من كل عام احتفال كبير في دير المخلص في القدس، قلب الرهبنة الفرنسيسكانية في الأرض المقدسة. هذا الاحتفال هو عيد القديس أنطون البادواني، شفيع الحراسة. لطالما وكلت الرهبنة الفرنسيسكانية ذاتها عبر التاريخ إلى شفاعة هذا القديس، ولكنه لم يُعلن قط شفيعًا للحراسة قبل عام 1920، وذلك على يد البابا بندكتس الخامس عشر. واليوم، وبعد مرور مائة عام، احتفلت الحراسة مرة أخرى بهذا العيد، حيث ترأس صلاة الغروب الأولى حارس الأراضي المقدسة الأب فرانشيسكو باتون، في 12 حزيران.

 

وفي عظته، أشرك الأب باتون المصلين ببعض الأفكار التي تطرق إليها القديس أنطون في الماضي في شأن جسد الرب ودمه، حيث تحتفل الكنيسة أيضًا خلال هذه الأيام بعيد جسد الرب ودمه الأقدسين. وقال: "إننا بقبولنا لجسد الرب ودمه، إنما نقبل أكبر عطية تقدر أن تغير شخصيتنا وكياننا. لذلك، فلندع القديس أنطون يحثنا على إعادة يسوع مرة أخرى إلى مركز حياتنا، ولندعه يحثنا أيضًا على عيش حياة إفخارستية حقيقية، تجعلنا فيها العطية التي نقبلها قادرين على منح ذواتنا، فالمغفرة التي نقبلها وتحولنا إلى رسل للرحمة والمصالحة والمحبة التي نعيشها ونقبلها، تجعلنا قادرين على جعل حياتنا في النهاية نغمة وتقدمة محبة".

 

أقيمت بعد ذلك رتبة توزيع خبز القديس أنطون، وهو تقليد يرمز إلى المحبة التي كان يظهرها القديس للفقراء.
 

رتبة تبريك الخبز (تصوير: نديم عصفور)

وخلال القداس الإلهي الذي أقيم في كنيسة دير المخلص، يوم 13 حزيران، قال الأب الحارس: "نحتفل في هذا اليوم، ورغم الوباء المنتشر في العالم، بفرح وأبهة، بعيد القديس أنطون البادواني، الذي كان قد أُعلن شفيعًا لحراسة الأراضي المقدسة قبل 100 عام بالتحديد، في زمن حارس الأراضي المقدسة فيرديناندو ديوتاليفي وبموافقة من المجلس الاستشاري آنذاك، وكان ذلك في 12 حزيران 1920". كانت أزمنة صعبة التجأ خلالها الرهبان إلى شفاعة القديس أنطون.

 

وأكد الحارس قائلاً: "كان وجود الحراسة نفسه مهددًا، إلا أن تلك اللحظة أضحت بداية جديدة تشهد لها تلك المزارات المقدسة التي تم إنشائها ونحن اليوم نحرسها، إضافة إلى ولادة معهد عريق هو المعهد البيبلي الفرنسيسكاني القائم في دير الجلد، إضافة إلى تأسيس مجلة الأرض المقدسة. التقينا في هذا اليوم هنا، وبعد مرور مائة عام، لنشكر من جديد القديس أنطون، طالبين منه أن يستمر في التشفع بنا لدى الرب العلي، القادر على كل شيء والصالح، وأن يكون أداة يستخدمها الرب لحماية الحراسة".

جانب من صلاة الغروب الاحتفالية بعيد القديس أنطون (تصوير: نديم عصفور)

وأوضح الأب باتون بأن الوباء الذي لا يزال مستمرًا، لم يخلف ضحايا من بين رهبان الحراسة، كما أنه لم يصب عددًا كبير من الشعب الذي يخدمه الرهبان. وتابع: "سألت رهبان حراسة الأراضي المقدسة جميعًا، مع بداية شهر آذار، بتلاوة صلاة يومية إلى القديس أنطون، هي الصلاة نفسها التي نتلوها لتجديد النذور، وقد تم تكييفها بما يتلائم وحالة الوباء الذي نمر به. إن هذا الفعل لا يعبّر عن إيمان بالخرافات أو عن تفكير ساذج، وهو ليس مجرد تعبد يعود إلى زمن ولّى أو لا زمن له، بل وعلى العكس من ذلك، هو فعل إيمان بشركة القديسين، وهو يدل على الوعي بأن القديسين، هم لنا هبة صداقة ونموذج حياة، كما تعبر عنه بلغتها مقدمة الصلاة الافخارستية التي تتلى في الأول من تشرين الثاني".

 

كذلك فإن التعبد للقديس أنطون، هو تعبد شعبي يمارسه الكثيرون من أبناء الرعية في دير المخلص، حيث يقوموا في كل عام وبمناسبة هذا العيد بتقديم مجموعة من أطفال الرعية لنيل البركة وارتداء الثوب الفرنسيسكاني كنذر على الوالدين. ومن ثم يعطى الثوب نفسه إلى طفل آخر كي يرتديه في السنة التالية وهكذا دواليك. أما هذا العام، فلم يكن من الممكن أن تقام هذه الرتبة، إلا أن صلاة الحراسة كانت موجهة كالمعتاد لأجل جميع الأشخاص الذين يلتقون بالرهبان في عملهم الرسولي ويهبون ذواتهم إلى شفاعة القديس.

 

وفي نهاية القداس، ألقى الأب الحارس صلاة تكريس الحراسة للقديس أنطون أمام تمثاله.

الأب باتون مترئسًا احتفالات حراسة الأراضي المقدسة بعيد القديس أنطون البادواني (تصوير: نديم عصفور)