موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٠
الأساقفة البولنديون ينددون التعرض إلى الكنائس ومنع المؤمنين من الصلاة

فاتيكان نيوز :

 

تتواصل التظاهرات ومبادرات الاحتجاج في مختلف المدن البولندية على الحكم الصادر مؤخرًا عن المحكمة الدستورية التي اعتبرت أن الإجهاض الهادف إلى تحسين النسل أمر غير دستوري، في وقت مُنع فيه المؤمنون من الصلاة في العديد من كنائس البلاد.

 

لم تسلم الكنيسة الكاثوليكية إذًا من موجة الاحتجاج، خصوصًا وأنها رحبت بالحكم الصادر عن المحكمة الدستورية في الثاني والعشرين من تشرين الأول أكتوبر الفائت، والتي اعتبرت أن الإجهاض ممكن فقط في حال تعرّض المرأة إلى الاغتصاب أو إذا كانت حياة الأم عرضة للخطر. وعلى الرغم من القيود الصارمة المفروضة على المواطنين بغية احتواء فيروس كورونا المستجد شكلت البلاد مسرحًا لتظاهرات عارمة، وقد دخل عدد من المتظاهرين إلى الكنائس.

 

وفي خضم هذه الأجواء المشحونة التي تعيشها البلاد، عُقد اجتماع للمجلس الدائم لمجلس أساقفة بولندا، عبر خلاله الأساقفة عن تقديرهم وامتنانهم لكلمات البابا فرنسيس الذي دعا إلى الصلاة كي تصان حياة الضعفاء، وذلك في أعقاب مقابلته العامة مع المؤمنين صباح الأربعاء الفائت، كما ذكّر فرنسيس بالبابا البولندي الراحل يوحنا بولس الثاني وبنداءاته العديدة من أجل الدفاع عن حياة كل كائن بشري، في جميع مراحلها، أي منذ تكوينها وحتى موتها الطبيعي.

 

وفي بيانه الختامي، سلط مجلس الأساقفة الكاثوليك في بولندا الضوء على ضرورة توفير الحماية للأمهات والعائلات التي لديها أطفال مرضى، وعبّر أيضا عن ألمه الكبير إزاء موجة التظاهرات التي تشهدها بولندا حاليا، فضلا عن الألفاظ البذيئة الصادرة عن بعض المتظاهرين، وندد أيضًا بالتعرض لبعض الكنائس وبتدنيس المقدسات. وطالب الأساقفة البولنديون بعقد حوار اجتماعي يرتكز إلى الاحترام ويفسح المجال لكل طرف أن يعبّر عن آرائه، بدون اللجوء إلى لغة العنف.

 

وتوجه مجلس الأساقفة إلى الرعايا والحركات الكاثوليكية والمنظمات الكنسية كي تتخذ مبادرات ملموسة تمد من خلالها يد المساعدة إلى الأشخاص المحتاجين، أكان على الصعيد الفردي أو المؤسساتي. وشدد الأساقفة على أن الكنيسة تقف دوما إلى جانب الحياة، وستدعم المبادرات التي تحميها.

 

وتوجه البيان الختامي إلى القادة السياسيين وجميع الأطراف المشاركة في النقاش الاجتماعي داعيًا إياهم إلى الغوص في عمق المسببات الكامنة وراء هذا الوضع الراهن والبحث عن مخرج للأزمة بروح الحقيقة والخير العام، وعدم استخدام القضايا الإيمانية والكنسية لغايات أخرى. ووجه الأساقفة أيضا كلمة شكر إلى الكهنة والمؤمنين العلمانيين الذين يدافعون بشجاعة عن كنائسهم، فضلا عن الأجهزة الأمنية. وأكدوا أن الكنيسة تريد أن تُبقي أبوابها مفتوحة أمام جميع الأشخاص بغض الطرف عن الانتماءات الاجتماعية والسياسية. وأطلقوا أيضًا نداء من أجل التضامن واحترام إجراءات الوقاية من فيروس كورونا المستجد، معربين عن امتنانهم للعاملين الصحيين. ودعوا إلى الصوم والصلاة على نية السلم الاجتماعي والدفاع عن الحياة والخروج من الأزمة الراهنة.

 

في أعقاب الاجتماع خصّ أمين عام مجلس أساقفة بولندا المطران ميزينسكي موقع فاتيكان نيوز بكلمة ذكّر فيها بأن رئيس المجلس أصدر بيانا خلال الأيام القليلة الماضية، أكد فيه أن موقف الكنيسة الكاثوليكية بشأن الحق في الحياة لم ولن يتغيّر، لافتا إلى ما كتبه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني في "إنجيل الحياة" أنه لا يحق لأحد أن يقتل كائنا بشريا آخر، أكان جنينا أم طفلا أم مسنا أم مريضا. ولفت ميزينسكي إلى أن الأساقفة شجبوا التعدي على الكنائس خصوصًا وأن المؤمنين مُنعوا من حقهم في ممارسة شعائرهم.