موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
الاراضي المقدسة
نشر الجمعة، ٣١ يوليو / تموز ٢٠١٥
الأحد التاسع بعد العنصرة

الأب بطرس ميشيل جنحو - الأردن :

الأحد التاسع بعد العنصرة
وتذكار النبي القديس ايلياس التسبيتي

فصل شريف من بشارة القديس متَّى (14: 22– 34)

في ذلك الزمان اضطّرَّ يسوعُ تلاميذَهُ ان يدخلوا السفينةَ ويسبقِوهُ الى العَبْرِ حتى يصرِفَ الجموع * ولَّما صرف الجموعَ صعِد وحدَهُ الى الجبلِ ليصلَي. ولَّما كان المساء كان هناك وحدَهُ * وكانتِ السفينُة في وسَط البحر تكُدُّها الامواجُ لانَّ الريحَ كانت مُضادَّةً لها * وعند الهجَعةِ الرابعةِ من الليل مضى اليهم ماشيًا على البحر * فلما رآه التلاميذ ماشيًا على البحر اضطربوا وقالوا أنهَّ خَيالٌ ومن الخوفِ صرخوا * فللوقت كلَّمهم يسوعُ قائلاً ثـِقوا انا هو لا تخافوا * فاَجابهُ بطِرسَ قائلاً يا ربُّ إنْ كنتَ انتَ هو فمُرني أن آتيَ اليك على المياه * فقال تعالَ. فنزل بطرسُ من السفينة ومشى على المياه آتيًا الى يسوع * فلما رأَى شِدَّةَ الريح خاف وإذّ بدأَ يغرَقُ صاح قائلاً يا ربُّ نجّني * وللوقتِ مدَّ يسوعُ يدهُ وأَمسك بهِ وقال لهُ يا قليلَ الايمان لماذا شككتَ ‏* ولَّما دخلا السفينةَ سكنَتِ الريح * فجاء الذين كانوا في السفينةِ وسجدوا لهُ قائلين بالحقيقةِ انت ابنُ الله * ولمَّا عَبروا جاءُوا الى ارض جَنيّسارَتْ.

1. التأمل الإنجيلي

بسم الأب والأبن والروح القدس الإله الواحد. أمين

أيها الأحباء، في هذا المقطع الإنجيلي من بشارة متى البشير نرى التلاميذ في السفينة في عرض البحر، والرياح تكدُّها، وإذا بهم يرون خيالاً آتياً إليهم، وماشياً على المياه، فصرخوا من الخوف. وإذا بصوت يسمعونه " ثقوا، أنا هو، لا تخافوا". هل خافوا فعلياً ولماذا؟

كلمة "هو" تعني الله هنا، ونحن بحاجةٍ إلى الله في خضم أزمات حياتنا، أنا هو لا تخافوا، نحن دائما خائفين على مصيرنا على حياتنا. على طعامنا وشرابنا ولكل منا حالة تختلف عن الآخر. إلاّ أن حضورَ المسيح بإيمانٍ حقيقيٍّ ونحن نلتمسه وننظر إليه من خلال كلِّ ما نتخبّط به من أمور في مجرى حياتنا اليومية.

نحن نرى المسيح يحلّ الأمور، فهل نؤمن بهذا! إن كنا نؤمن فلنقل له ما قاله بطرس، دعني أسير مثلك فوق المياه، أي أسمح لي أن أتخطى الصعاب التي تحيط بي لأكون بسلامٍ معك. أجابه يسوع: تعال، بكلِّ بساطةٍ. يسوع لا يُعَقِّد الأمور، نحن نعقِّدها، الأمور دائماً بسيطةً بنظر الله، ونحن دائماً بشوقنا إلى الأمور الدنيوية نجعل الأمور غير بسيطة.

أن تلميذ يسوع بطرس، هو أيضاً، على مثالنا. يحتاج إلى مَن يُعلِّمه ويُمكِّنه من المشي وسط صعاب الحياة ومخاطرها. وقف الرب مقابله، فاتحاً له ذراعيه، قائلاً:" تعال". حركة الرب هذه، ودعوته تعال، تُذكِّرنا بما جرى معنا يوم كنّا أطفالاً صغاراً، وبما نقوم به تجاه ولد نُحبُّه نُريد أن نُعلِّمه المشي: نقف أمام الولد عن قُرب، نتطلّع إليه، نبتسم له، ونناديه: تعال، هلمّ، لا تخف. وكل مرّة نبتعد عنه قليلاً. وهكذا عندما يرى الولد وجهَ مَن يُحبّه يدعوه إليه، يتحرّك نحوه، غير خائف ولا يعطي أهتمام من خطر السقوط، لأنه واثق بأن يدي مَن يقف امامه لن تتركه يسقط.

إلاّ أن بطرس تزعزعَ قليلاً عندما رأى موج البحر وعندما اعتزّ واعتدّ بنفسه أنه يقوم بعملٍ بطولي، فبدأ يغرق. وهكذا نحن بالحياة نغرق عندما نبعد نظرنا عن التوجّه إلى شخص يسوع. حينئذٍ وبخّه يسوع: لماذا شككت؟ وكأنّه يقول له: حافظ على الإيمان الذي بدأت به. ولا تتزعزع.

نحن نتزعزع عندما نشك بإيماننا أو في عمل لا نقدر أن نقوم به. ولكن علينا أن نعيد دور يسوع في حياتنا ونخطو إلى الأمام دون أيّ صعوبات. نحن أيضاً نملك القدرة والشجاعة لنتمكّن من عبور عواصف الحياة وتجاربها. لقد أعطانا يسوع العزيمة لكنّ المشكلة في مرات كثيرة لا ننمكن من متابعة المسير. ولكن ماذا ينقصنا؟.

لا ينقصنا شيء بل هو يجب أن نستمر لأن يسوع هو الذي يمشي أمامنا وينير لنا الطريق، وليس هناك هروب أو خوف. لنُجدِّد إيمانا بالرب الحاضر معنا إلى الأبد، كما قال لتلاميذه من بعد قيامته: "وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كل الأيام إلى أنقضاء الدهر" (متى 28: 20)، وبعنايته بنا ومحبّته لنا، وبقدرته الفاعلة فينا، حتى نقول مع الرسول بولس "أستطيع كلّ شيء في الرب الذي يُقوِّيني" (فيليبي 4: 13)، أمين.

2. الطروباريات المختصة بالأحد التاسع

طروبارية القيامة باللحن الثامن: "انحدرت من العلو يا متحنن، وقبلت الدفن ذا الثلاثة الأيام، لكي تعتقنا من الآلام، فيا حياتنا وقيامتنا يا رب المجد لك".

طروبارية القديس المجيد النبي الياس على اللحن الرابع: "أيها الملاك بالجسم، قاعدة الأنبياء وركنهم، السابق الثاني لحضور المسيح، ايلياس المجيد الموقر، لقد أرسلتَ النعمةَ من العلى لأليشع، ليطردَ الأسقام ويطهرَ البرص، لأجل ذلك يفيض الأشفية لمكرّميه دائماً".

طروبارية الكنيسة: (الطروبارية الخاصة بكل كنيسة حسب تسميتها).

القنداق: يا شَفيعَةَ المَسيحيِّينَ غَيرَ الخازِيَة، الوَسيطَةَ لَدى الخالِقِ غَيرَ المَردودَة، لا تُعرِضي عَن أَصواتِ طلباتِنا نَحنُ الخَطَأَة، بَل أَسرعي يا صالِحَةُ إلى مَعونَتِنا، نَحنُ الصّارِخينَ نَحوَكِ بِإيمانٍ، بادِري إلى الشَّفاعَةِ، وَأَسرِعي في الطلبَةِ، يا والِدَةَ الإلَهِ المُتَشَفِّعَةَ دائِمًا بِمُكَرِّميكِ.