موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
العالم العربي
نشر السبت، ١٦ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٩
اختتام القمة العالمية للتسامح بجلسة حول تعزيز ثقافة الحوار مع الآخر

الجرأة :

اختتمت القمة العالمية للتسامح أعمالها بجلستي عمل بحث فيها المشاركون سبل تعزيز ثقافة التسامح والحوار مع الآخر ودور الحكومات ووالمؤسسات والقيادات السياسية والدينية والشباب في إحلال الأمن الاستقرار.

وعقدت القمة في دورتها الثانية تحت شعار "التسامح في ظل الثقافات المتعددة تحقيق المنافع الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية وصولاً إلى عالم متسامح"، بمشاركة 3265 شخصية من مسؤولين وخبراء وأكاديميين ورجال دين وقيادات في مؤسسات وهيئات وجهات محلية وإقيمية وعالمية.

وناقش المشاركون سبل غرس السلام المجتمعي والوئام الداخلي لدى المجتمعات، وأهمية التخطيط الإستراتيجي وصولا إلى الاستقرار، متطرقين إلى دور الحكومات والقيادات الدينية والتعليم في خلق جيل واعٍ في كيفية بناء التسامح والمحبة في المجتمعات، ودور الأسرة في منظومة التربية وإشاعة روح التسامح والمحبة وأهمية توسيع مشاركتها مجتمعيًا، مطالبين "البشرية" بالصمود وخلق مجتمعات أكثر تسامحًا وانفتاحًا.

وقد تحدث في الجلسة منسق اللجنة العلمية في مؤسسة تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة الدكتور أحمد السنوني، وإمام وخطيب مسجد النور بنيوزيلندا فضيلة جمال فودة، ومدير عام حماية المجتمع والوقاية من الجريمة الدكتور صلاح عبيد الغول ورئيس مجلس الأمناء في مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي الدكتور الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة، ومؤسس مركز الدالاي لاما للسلام والتعليم بكندا فيكتور تشان، ومدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن الأب الدكتور رفعت بدر. فيما تولى إدارة الجلسة الحوارية سهيل غازي القصيبي، مؤسس ورئيس مجلس أمناء المؤسسة البحرينية للحوار.

استهل فيكتور تشان حديثه قائلا أنه ترعرع في هونغ كزنغ التي كانت مثال للبيئة المتسامحة، وكيفية تحول المجتمع فيها من مجتمع متسامح إلى آخر ساخط، معتبرا أن هذا المشهد يتكرر في أكثر من بقعة في العالم نتيجة لجملة من التغيرات والاحتقانات، معتقدًا أن تغيير السلوكيات من أصعب الأمور التي قد يختبرها المرء، مشددًا على أهمية التعليم في سن الطفولة المبكرة، والتحرر من الأنا، والتعود على التفكير بصورة منفتحة، لأن ذلك يجعل الأشخاص متوافقين مع أنفسهم.

وتحدث الدكتور أحمد السنوني أن التسامح يشهد تراجعا يعكسه تزايد مشاهد العنف والقتل ورفض اللاجئين، والقتل العبثي وهذا واقع لكن السؤال المطروح هنا لماذا؟ فلا يوجد سبب يبرر القتل، مؤكدًا أن الحل يكمن في تصحيح التصورات، مستشهدًا بما ورد في ديباجة اليونيسكو بأن الحروب تولد في عقول الناس، وعليه فإن تصحيح التصورات حول القيم الإنسانية المشتركة، يجب أن يتم بمشاركة علماء الدين الذين ينبغي أن يكونوا جزء من الحل وليس المشكلة، وجعل الدين طاقة إيجابية بدلا من تحويله إلى سبب للدمار، مطالبًا بالتركيز على الشباب في تصحيح التصورات. كما تطرق إلى التوعية بالمخاطر المشتركة التي تهدد الإنسانية وتطال البيئة والحروب وحدوث المجاعات. وقال: لا بدّ من إيقاف هذه السيرورات المدمرة، فالشباب يحتاجون إلى القدوة والنموذج لا سيما أن العظماء المؤثرين، حققوا نجاحاتهم بالتسامح وعدم الانتقام، مع التركيز على المجال الرمزي كالفنون والآداب.

واستهل الأب د. الأب رفعت بدر حديثه بالترحم على الكاهن الذي قتل هو ووالده أثناء توجهه إلى دور الزور السورية، قائلاً: أشعر بالأسى لأن البغض والترويع وقتل الآخر مازال موجودًا، فالكاهن لم يقتل لخلاف اجتماعي بل لأنه كاهن، وهذا ما يؤلم فهناك ما زال أشخاص يتألمون بسبب عقيدتهم وإيمانهم ومشاعرهم الدينية. وقال: إن اللاتسامح موجود وقد شهدنا قديمًا الآلام والمآسي لأننا نظرنا إلى الآخر المختلف عرقيًا واثنيًا ودينيًا، مشيرًا إلى أن هذه الصورة القاتمة يقابلها حقيقة مهمة وهي عدم الإستسلام فبالرغم من وجود القتل والترويع والغاء للاخر إلا أن هناك فرق وجيوش تسامح وتنقذ من لم يسقط في براثن الفساد العقلي.

الشيخ جمال فودة تطرق إلى المجزرة التي وقعت في المسجد قبل عامين، واصفًا من قام بالإجهاز على مصلين في بيت الله بأنه شخص مضلل يملؤه الغضب، مشيرًا إلى أن هذه الواقعة لم تفرّق المجتمع، وكان أول رد فعل من المجتمع الإسلامي عدم التعميم بفعل رجل حاقد مغيب نتيجة الأفكار المغلوطة وعملية التضليل والممنهجة التي مورست عليه، مضيفًا أن الواقعة زادتهم تمسكًا بقيمهم الإنسانية، مشددًا على دور القادة القوي ودور التعليم.

جلسة التوزان بين الجنسين

وقد أجمع المشاركون في جلسة التوازن بين الجنسين على ضرورة العمل وتكثيف الجهود من أجل نشر ثقافة المساواة بين الجنسين، وتكريس مبدأ العدالة الاجتماعية والمناصفة بين الرجال والنساء في الوظائف وتحديدًا المناصب القيادية، مشددين على تبني اجراءات وممارسات تنشر ثقافة المساواة ونبذ التمييز بكافة أشكاله وصوره.

وقالوا أن على الحكومات التحرك بصورة جادة من خلال وضع سياسات لمعالجة عدم المساواة، وضمان استفادة النساء من كافة الفرص، وسد الفجوة بين الجنسين في التعليم، ووضع برامج تنمية المهارات لتمكين النساء من مضاهاة متطلبات العمل في القطاعات ذات القيمة المضافة الأعلى. مؤكدين أنه لا يمكن تحقيق أهداف التنمية المستدامة في غياب تفعيل قوانين المساواة بين الجنسين.