موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢١ أغسطس / آب ٢٠١٩
أهمية إبعاد أطراف الصراعات في الشرق الأوسط عن المواجهات

الأمم المتحدة :

في جلسة وزارية بمجلس الأمن الدولي حول التحديات التي تعترض تحقيق السلم والأمن في منطقة الشرق الأوسط، شددت رئيسة مكتب الأمين العام للأمم المتحدة على أهمية القيام بتدابير لبناء الثقة لإبعاد أطراف مختلف الصراعات عن المواجهات.

واستعرضت ماريا لويزا ريبيرو فيوتي عددا من الأوضاع والأزمات في المنطقة بما في ذلك التطورات في اليمن وسوريا والصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وشددت أمام المجلس على ضرورة العمل على منع تصاعد الأوضاع في المناطق الساخنة بالمنطقة.

وقالت: "قائمة التحديات طويلة، ولكن ذلك يجب ألا يمنعنا من العمل....إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة يجب أن يكون الأولوية الأولى، ويتعين أن تلي ذلك تدابير لبناء الثقة لإبعاد الأطراف عن المواجهات وباتجاه الحوار. الأمم المتحدة تعالج تحديات هائلة على أصعدة متعددة: من دعم الدبلوماسية الوقائية إلى القيام بجهود الوساطة في الصراعات الحالية، ومن تقديم المساعدة الإنسانية للملايين إلى معالجة أبعاد حقوق الإنسان، ومن دعم مبادرات التنمية المستدامة إلى تعزيز القدرات للتصدي لتغير المناخ بما في ذلك عبر المصادر البديلة الكثيرة للطاقة في المنطقة".

وأضافت المسؤولة الأممية أن المبعوثين والممثلين الخاصين يعملون في المنطقة مع نطاق واسع من المنظمات الإقليمية ودون الإقليمية والأطراف المحلية والإقليمية، بما في ذلك المجتمع المدني والجمعيات النسائية والشبابية وبالتعاون المقرب مع فرق الأمم المتحدة في مختلف الدول. وشددت على أهمية دور مجلس الأمن في صون السلم والأمن الدوليين. وقالت رئيسة مكتب الأمين العام إن منطقة الشرق الأوسط تشهد الكثير من الانقسامات، إلا أنها أضافت أن بين هذه التحديات تكمن فرصة للبناء على ما ورد في ميثاق الأمم المتحدة للقيام بأعمال تجلب تغييرا حقيقيا ومستقبلا مشرقا لشعب المنطقة. وأكدت أن الأمم المتحدة ما زالت ملتزمة بقوة بهذا المسعى.

وفي كلمتها أمام المجلس قالت فيوتي إن الوضع في الشرق الأوسط ما زال معقدا ومثيرا للقلق ويتسم بطول أمد الصراعات والتوترات السياسية-الجغرافية والقضايا المتعلقة بالحكم وتراجع التنمية الاقتصادية-الاجتماعية في عدد من الدول. وشددت على ضرورة أن يتطلع المجتمع الدولي بشكل مشترك إلى إيجاد سبل تتمكن بها المنطقة، الغنية برأس المال البشري والموارد الطبيعية، من تحقيق كامل إمكاناتها من أجل مصلحة الجميع.

وتحدثت عن عدد من التحديات التي شهدتها الأسابيع الماضية، منها سلسلة الحوادث في خليج هرمز والمياه المجاورة بما أدى إلى تصاعد التوترات إلى مستويات خطيرة. وأكدت أهمية احترام الحقوق والواجبات المتعلقة بالملاحة بما يتوافق مع القانون الدولي. وشددت فيوتي على الحاجة الملحة إلى ضبط النفس والحوار الحقيقي لتجنب مخاطر أن تؤدي إساءة الحسابات إلى مواجهة كبرى تترتب عليها عواقب كارثية تتعدى حدود المنطقة.

وقالت: "الخلافات العميقة بشأن برنامج إيران النووي تفاقم الخلافات بشكل أكبر في الخليج. على الرغم من المخاوف المتعلقة بها، إلا أن خطة العمل الشاملة المشتركة ما زالت الإطار الدولي الوحيد المتفق عليه للتعامل مع برنامج إيران النووي".

وبشأن سوريا، قالت رئيسة مكتب الأمين العام إن المبعوث الخاص غير بيدرسون لا يدخر أي جهد لإكمال تدابير إطلاق اللجنة الدستورية باعتبار ذلك انفراجة للعملية السياسية التي تيسرها الأمم المتحدة بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن 2254، وتطبيق إجراءات بناء الثقة بما في ذلك ما يتعلق بالمحتجزين.

ولكنها أبدت القلق بشأن مخاطر أن تقوض الأعمال القتالية المستمرة شمال غرب سوريا، جهود المبعوث الخاص لإحياء العملية السياسية. وقالت: "وفي اليمن تواصل الأمم المتحدة تقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة التي تشتد إليها الحاجة، فيما يواصل المبعوث الخاص مارتن غريفيثس الانخراط في جهود تطبيق اتـفاق الحديدة. ونأمل أن يؤدي ذلك إلى إجراء مناقشات واسعة وجامعة بشكل كامل لإنهاء الصراع".