موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٣ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٠
أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بارولين يصل بيروت في زيارة تضامنية: لبنان ليس لوحده

وكالات :

 

وصل بعد ظهر الخميس إلى لبنان أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، في زيارة تضامنية مع بيروت وعائلاتها بعد الانفجار المأساوي في مرفأ بيروت في الرابع من شهر آب الماضي، وذلك لإحياء ذكرى الضحايا وللصلاة من أجل إعادة إعمار المدينة والوطن بسرعة.

 

وكان في استقبال نيافته على أرض المطار وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبه، وسفير الكرسي الرسولي في لبنان المونسنيور جوزيبي سبيتري، ووفد من السفارة البابوية في لبنان ووزارة الخارجية اللبنانية والكنيسة الكاثوليكية المحليّة. وأعرب وهبه عن "بالغ التقدير والاحترام لما قام به قداسة البابا فرنسيس عندما قبّل العلم اللبناني، إذ أن تلك المباركة لامست قلوب اللبنانين".

 

هذا وتوجه الكاردينال بيترو بارولين والوفد المرافق من المطار مباشرة إلى كنيسة القديس جاورجيوس المارونيّة، وسط بيروت، حيث كان في استقباله رئيس أساقفة أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس عبدالساتر، وعدد من كهنة الأبرشيّة.
 

لبنان ليس لوحده

 

هذا وقال أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، خلال لقاء جمعه ببعض رجال الدين المسلمين والمسيحيين في كاتدرئية مار جرجس في وسط بيروت، أنّ "لبنان ليس لوحده ونحن نقف إلى جانبكم بصمت وبتضامن لنعبّر عن محبتنا لكم".

 

وشدد الرجل الثاني في الفاتيكان (رئيس الوزراء) على "عدم ترك لبنان وحيدًا، فلبنان بحاجة إلى العالم، كما أنّ العالم بحاجة إلى خبرة لبنان الفريدة والتضامن والحرية التي يمثلها لبنان، ومعًا سنعيد بناء بيروت".

الشرق يُفرّغ من الوجود المسيحي

 

من جهته، ألقى المطران عبد الساتر كلمة جاء فيها: "بفرح القائم مع المسيح وأمل المؤمن الموجوع، نستقبلكم هذا المساء في كاتدرائية مار جرجس المارونيّة المجروحة والمتألمة الشاهدة على أولادها المقطّعين المتطايرين في الجو جراء إنفجار الرابع من آب الاجرامي. حضوركم بيننا يعني أن الكنيسة في العالم بكل أعضائها، وعلى رأسهم البابا فرنسيس، تحبنا وتدعمنا بالصلاة وأفعال التعاضد".

 

وأضاف: "نرجو من نيافتكم أن تخبروا قداسة البابا أن الكنيسة في لبنان، بكل أبنائها المتألمين، بل المحتضرين، ستبقى تترجى حيث لا رجاء، وستنطلق من جديد لتبقى رمزًا لمحبة المسيح لكلّ إنسان. إلى جانبنا هنا كهنة الرعايا المجاورة الذين رأوا كنائسهم تنهار أمام أنظارهم وأبناءهم يموتون ودماءهم تهرق. منذ الرابع من آب وهم في الشوارع إلى جانب شعبهم، يعالجونه ويواسونه. حملوا الرفش والمطرقة والمنشار لإصلاح ما يمكن إصلاحه. وضعوا بطرشيلهم على أكتافهم ليحملوا الصليب مع الجرحى ويرافقوا الموتى إلى مثواهم الأخير. أشكرهم من كل قلبي".

 

تابع: "شعب لبنان الذي عانى يستحق العيش بكرامة وبسلام. إنه يرفض أن يكون ضحية تداعيات الصراعات الدولية وفساد غالبية المسؤولين اللبنانيين. بكل تواضع، نطلب من قداسته ومن نيافتكم مضاعفة الجهود إلى جانب المجتمع الدولي من أجل تحييد بلدنا عن الصراعات والمصالح الوضيعة للمحاور الدولية"، لافتًا إلى أنّ "الشرق يُفرّغ باستمرار من الوجود المسيحي، وخصوصًا من شبابه. وربما يكون هذا مخطط البعض. نلتمس منكم من عمق محنتنا هذه، أن تعملوا ما بوسعكم لإفشال هذا المخطط القبيح والمؤذي".