موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأحد، ١٨ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٠
أشخين ديمرجيان تكتب من القدس: من أجل حياة أفضل

أشخين ديمرجيان :

 

من آيات الكتاب المقدّس "أعبدوا الربّ بفرح، أدخلوا دياره بالتسبيح"، لأنّ الصلاة هي لقاء الإنسان بالله لقاءً وجدانيًا يُنعش قلب المؤمن، حينما يُتمّم المؤمن عبادته بحرّيّة من غير إكراه وبقناعة. ليست الأدعية فروضًا أو واجبات بل نقطة التقاء ما بين قلب المؤمن ومحبة الله غير المتناهية. ويُستَحسن أيضًا أن نؤدي فروض الشكر لله بدلاً من التذمّر على ظروفنا الراهنة وأوضاعنا الصعبة وأن نثق به تعالى كلّ الثقة: "إلهي أنتَ تحتضن وجودي برعايتك. تسهر عليّ وكأنّك نسيتَ الخليقة كلّها. تهبني عطاياك وكأنّي أنا وحدي موضوع حبّك" (صلاة القدّيس أغسطينوس).

 

إنّ شعار "عيال الله" هو "إبداء الشكر والامتنان" "بالشكر تدوم النعم". ويقول الله: "لئن شكرتم لأزيدنّكم" وقمّة الشكر هو تسبيح الربّ وتمجيده. وهذا ما تقوم به طغمات الملائكة وجماعة القديسين والأولياء الصالحين في السماء والأرض. ورَد في الكتاب المقدّس، في الرسالة إلى (أهل قورنثوس 3: 15) "كونوا شاكرين"، أي أن يتحلّى الإنسان بفضيلة عرفان الجميل والامتنان. لكن للأسف الشديد يتميّز عالمنا الحالي بالظلام والفساد، وهو عصر مظلم حالك السواد بالمؤامرات ضدّ البشرية جمعاء، يتميّز بالركض وراء الماديات والبعد عن الروحانيات. واتّصاف بعض القياديين بالرياء والكذب والأنانية والجشع. بدل أن يكونوا قدوة بصلابتهم وشجاعتهم ونزاهتهم. وبدل أن ينصفوا البائس واليتيم والمريض أو الكسير. يعشقون الرخاء والاسراف ويتسربلون بريش النعام. لقد أصيبت نفوسهم بالتخمة كما وصفهم (المزمور 82: 5-8): "إنّهم يجهلون ولا يعقلون، وفي الظلمات يتخبّطون، فتتزلزل أساس الأرض كلّها... غير أنّكم مثل البشر تموتون، ومثل كلّ عظيم تسقطون... قُم وكُن في الأرض يا ربّ الحَكَم، فلأنتَ مالك كلّ الأمم".

 

لقد نسي هؤلاء أو تناسوا، وجهلوا أو تجاهلوا أنّ طريق الدخول إلى الملكوت ضيق أساسه، ووعر مسلكه، وصعب اجتيازه. وفاتهم ما يقوله  السيّد المسيح: "توبوا فقد اقترب ملكوت السماوات" (متّى 3:3). وهذا ما تنادي به أمّنا مريم العذراء. وتطلب السيدة العذراء من المؤمنين أن يحملوا رسائلها إلى الآخرين، وأن يعيشوا الرسائل في حياتهم اليومية كي يكونوا قدوة صالحة ومثلاً أعلى. وتدعونا في رسائلها إلى الصلاة والتوبة لتقودنا في نهاية حياتنا إلى المجد السماوي. وهي لا تُجبرنا على الارتداد بل تُرشدنا إلى القيام بأعمال التوبة وإلى مساعدة بعضنا في سبيل تحقيق الخلاص لجميع النفوس. تقول مريم العذراء في إحدى رسائلها: "أرغب أن أتمّم بمؤازرتكم كلّ ما كنت أريد إتمامه... أدعوكم، أحبّتي، لتدركوا إدراكًا عميقًا أهميّة محبّتي وخطورة الموقف. أريد أن أخلّص جميع النّفوس فأقدّمها للّه. لذلك صلّوا ليتمّ كلّ ما بدأته".

 

خاتمة

 

الدعاء لله والتوبة هما الطريق الوحيد والحلّ الأمثل لخلاصنا من الحروب عامة والحرب البيولوجية خاصة.