موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الجمعة، ٢٢ مارس / آذار ٢٠١٩
آسفة يا أمي

منال الفانك :

آسفة يا أمي

فقد انقضى ما يدعونه عيدكِ، هناك من أهداكِ، مَنْ نشر صوركِ واحتفل بكِ وهناك من قبَّل يدكِ وجبينك،

أعذريني غاليتي!

فقد كتبتُ عن غيركِ، وفي غيركِ، إلّا أن قلمي تمرد عندكِ، وتوقف عند شخصكِ،

لا تعتبي ولا تعاتبيني أرجوكِ!

فها هو قلمي، عاينيه إن شئتِ، فائضٌ بالحبرِ،

وهذه أوراقي، بيضاء سطورها، لكنها أبتْ المِداد، وكأنما حبري يا حبيبتي بات عليها سِرِّي، وتلاشت زرقته وخجل من الظهور،

فلا تعتبي، فهالةُ نوركِ تحجبُ بريقَ ماء البحور،

لا تلوميني إن لم أتغزل بكِ بكلمات، أو إن لم أكتب فيك قصصًا وروايات،

فأي نثرٍ، وأي أدب، يتنحى ويعتذر منكِ، حتى أعظم القصائد والمعلّقات،

لا تشتكي للحظة، أو تظني أن قلبي أصابه تجاهك الفتور، هاتي يُسراكِ أو يمناكِ، ضعيها على صدري، إحصي نبضات خافقي، عندها ستعذريه على تسارعه العجيب، فهو معذور، ومتى أبصرتكِ عيناي أصابه الغرور،

آسفة إن لم أنشر لكِ صورة،

لله درُّكِ يا حسناء،

فحسنكِ حير الفلاسفة وحتى العلماء،

فهذه المرة، قلمي عصاني، ولا أنكر بأنه أبكاني،

التمسي يا حبيبتي لنا الأعذار،

فلطالما التمستها لنا يا صاحبة القرار،

#أمي